شاب ارتدى ثوب الرجال منذ صغره، سلك طريق الحلال لمساعدة أسرته محدودة الدخل على الحياة القاسية، متمسكا بدراسته وحلمه في مستقبل باهر كباقى أقرانه في نفس عمره، فيخرج يجوب الشوارع والميادين أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء محملا بـ«بشاير الخير»، ومساعدة شقيقه على شراء علاج والده المريض من خلال عمله كسائق على مركبة «توكتوك».ولم يدر أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، وهو ما حدث معه بالفعل، إذ نشبت بينه وبين أحد زملائه من سائقى "التوك توك" مشادة كلامية، بسبب خلاف على أولوية التحميل، قام على إثرها الثانى بإطلاق طلقة نارية صوب المجنى عليه لتستقر في رأسه، ويسقط على الأرض غارقا في دمائه. «البوابة نيوز»، انتقلت لمنطقة عبد الله رفاعى بمنطقة المرج حيث مسرح الجريمة، لكشف ملابسات الحادث من خلال رواية أسرة المجنى عليه والأهالي. «مات أخويا وصاحبى اللى كان سندى في الدنيا»، بهذه الكلمات بدأ محمد أحمد، يروى تفاصيل الجريمة البشعة التى راح ضحيتها شقيقه الأصغر «يوسف»، صاحب الـ١٩ ربيعًا، قائلا: قرر شقيقى عقب مرض والدنا النزول لسوق العمل من أجل مساعدتى على تدبير احتياجات الأسرة، متمسكا بدراسته والتى وصل بها لمرحلة (الثانوى التجاري) وقال لي: «كتفى في كتفك يا محمد لحد آخر العمر»، وكان ما أراد، وظل بعدها يبحث عن فرصة مناسبة له كشاب «حديث سن»، وبعد رحلة شاقة من البحث لم يجد، فقرر أن يعمل مع أحد زملائه سائقًا على مركبة «توكتوك»، فكان يخرج لاستلام الوردية يوميًا الساعة ٢ بعد الظهر ثم يعود في تمام الساعة العاشرة مساء. وتابع: «لم يمر الثلاثاء الماضى على شقيقى «يوسف»، كسابقيه من الأيام، حيث نشبت بينه وبين أحد زملائه من سائقى «التوكتوك»، ويدعى محمد ياسر، البالغ من العمر ٢٣ عاما، مشادة كلامية، بسبب خلاف على أولوية التحميل، مستطردا: «المتهم كان عاوز يحمل قبل دوره وحياته كلها بلطجة»، ليقوم الجانى بالتعدى على المجنى عليه بالضرب باستخدام آلة حادة، ليسفر ذلك عن إصابته بجرح في اليد، جنح شقيقى للسلم وانطلق بالتوكتوك لتوصيل الزبائن، ثم قرر التوجه لمنزل والد المتهم ليشتكى له على ما بدر من نجله أمام السائقين في الموقف، لكنه لم يعلم أن المتهم كان ينتظره أمام المنزل لمنعه من مقابلة والده، وقابل ذلك بالعنف الفورى، حيث قام بتهشيم الزجاج الخاص «بتوكتوك» الضحية، إلا أن يوسف لم يتراجع عن موقفه فأسرع الجانى نحو منزله وأحضر سلاحا ناريا، ووضعه في رأس شقيقى وقام بإطلاق الرصاص عليه، ليقسط على الأرض غارقا في دمائه أمام الجميع». وقال محمد "مش عاوز غير حق أخويا اللى مات ضحية لقمة العيش"، وعقب تنفيذ الجريمة قامت أسرة المتهم بتهريبه لمكتب زوج شقيقته الذى يعمل محاميا من أجل ترتيب اقواله أمام جهات التحقيق، واستطرد قائلا: «المتهم بتاع مشكال وقبل قتل شقيقى كان دائما يستعرض بلطجته أمام الأهالى بضرب النار، فضلا عن تعاطيه واتجاره في المواد المخدرة». وناشد شقيق الضحية المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، بالوقوف إلى جواره، حتى يسترد حق أخيه، الذى قُتَل ضحية للحصول على لقمة العيش، بتطبيق القصاص العادل وهو إعدام المتهم حتى تنطفى النيران المشتعلة في قلوبهم مختتما بقوله: «ساعدونى أجيب حق أخويا بالقانون من القاتل»، تعود الواقعة حينما تلقى المقدم إبراهيم سليم، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، إخطارا بوقوع جريمة قتل والضحية شاب في مقتبل العمر، فأخطر اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة بالواقعة، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته». خلال وقت قصير انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم إبراهيم سليم، والنقباء، محمد هلاوى، وإسلام شعبان محمد عبد العاطى، معاونى مباحث القسم، لمسرح الجريمة ليوجهوا بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة. وتوصلت جهود البحث والتحرى لرئيس مباحث المرج عن اختباء الجانى داخل أحد الأماكن بالقاهرة، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية النقيب محمد هلاوى، ونجحت في ضبط المتهم وتم اقتياده إلى القسم للتحقيق، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وتمت إحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
مشاركة :