تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة في أقل من ستة أشهر، من استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بأكثر من 53 مليار درهم، خلال الفترة من يناير حتى شهر يونيو 2020، تجاوزت بها الرقم القياسي الذي سجلته الدولة خلال العام 2019 بأكمله، والبالغ 51.2 مليار درهم، وذلك رغم التحديات الصعبة التي يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب تداعيات جائحة «كوفيد- 19»، وتأثيرها الحاد على شهية المستثمرين، وحركة رؤوس الأموال. ووفقاً لرصد أجرته «الاتحاد» للاستثمارات الأجنبية المباشرة المعلنة خلال الفترة الماضية، والتي توجت يوم الثلاثاء الماضي بالصفقة النوعية لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، والتي استقطبت استثمارات مباشرة بقيمة 37.1 مليار درهم (10.1 مليار دولار)، في واحدة من أكبر صفقات البنية التحتية للطاقة على مستوى العالم، أظهرت دولة الإمارات قدراتها الاستثنائية على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حتى في أصعب الأوقات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، واختراق الركود الذي أصاب الاستثمارات العالمية بسبب جائحة كوفيد-19 التي فرضت آفاقاً قاتمة على مستقبل هذه الاستثمارات. وإلى جانب صفقة أدنوك، والتي اعتبرها خبراء واحدة من أذكى الصفقات الاستثمارية، من ناحية القيمة المضافة والأثر الاقتصادي وتوقيت الإعلان، استقطبت دولة الإمارات كذلك في شهر فبراير الماضي، استثمارات في قطاع الطاقة بقيمة 5.5 مليار درهم (1.5 مليار دولار) من شركة «ماروبيني» اليابانية، لتطوير محطة (الفجيرة 3)، التي ستكون أكبر محطة حرارية مستقلة لتوليد الكهرباء في دولة الإمارات، بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.4 جيجاواط. وأعلنت كذلك مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، عن استقطاب الإمارة 155 مشروعاً جديداً برؤوس أموال تزيد عن 10 مليارات درهم، خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري، لتحافظ معها دبي على موقعها المتقدم، ضمن أهم ثلاث مدن عالمية جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، على الرغم من انخفاض تدفقات الاستثمار الجديدة على مستوى العالم بسبب تحديات جائحة «كوفيد-19»، ويرى مسؤولون وخبراء في مجال الاستثمار أن نجاح دولة الإمارات في استقطاب هذا الحجم الكبير من الاستثمارات، في ظل الأوضاع العالمية الصعبة، يعكس مدى الثقة الكبيرة التي تحظى بها دولة الإمارات من قبل المستثمرين العالميين، وقدرتها على المحافظة على تنافسيتها الاستثمارية، ومواصلة جذب صناديق ومؤسسات استثمارية لأول مرة إلى المنطقة، للاستثمار في قطاعات متنوعة يتصدرها قطاع الطاقة. وتعد مشاركة ائتلاف عالمي يضم عدداً من كبار المستثمرين العالميين في مشاريع البنية التحتية وصناديق الثروة السيادية والمعاشات، تقوم بامتلاك وإدارة أصول تزيد قيمتها الإجمالية التقديرية عن 800 مليار دولار، بمثابة تصويت عالمي آخر بالثقة في اقتصاد دولة الإمارات المتحدة وبآفاق الاستثمار الأجنبي فيها، حيث ضم الائتلاف كل من «جلوبال إنفراستركشر بارتنرز»، و«بروكفيلد لإدارة الأصول»، و«صندوق الثروة السيادية السنغافوري»، و«مجلس صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو»، و«إن إتش للاستثمار والأوراق المالية» و«سنام»، وذلك بعد أن نجحت «أدنوك» في جذب استثمارات في البنية التحتية لخط أنابيب النفط في «أدنوك»، من شركتي «بلاك روك» و«كي كي آر»، وغيرهما من كبار المستثمرين العالميين، والذي كان بقيمة تقارب 5 مليارات دولار.
مشاركة :