«بلادنا كانت جنة» بهذه الكلمات عبّر أيمن عوض (12عاماً) عن قريته في مديرية الوازعية بمحافظة تعز جنوب اليمن، بعد أن هجرته عنها ميليشيا الحوثي الإيرانية. يقارن أيمن بين حياته الهادئة بقريته التي يصفها بالجنة وبين ما يعيشه الآن من جحيم التشرد والنزوح في مخيم الشعب غرب مدينة عدن، وقد حرمته حرب ميليشيا الحوثي الاستمتاع بطفولته وحولته، وهو بهذا السن الصغير إلى «شاقي» حسب تعبيره، أي عامل، ولعل عبارة «شاقي» الدارجة أكثر تعبيراً عن عمله وحجم الشقاء اليومي الذي يعيشه وهو يتنقل من مكب نفايات إلى أخرى، يبحث عن قناني الماء الفارغة ليبيعها بثمن زهيد ثم يذهب نهاية اليوم، بما جمعه من نقود، إلى السوق ليجلب لأسرته وجبة بسيطة قد تكون هي الوجبة الوحيدة لهم طوال اليوم. يشير أيمن، في حديثه لـ«البيان»، إلى أنه يمارس هذه المهنة منذ إجبار ميليشيا الحوثي له وأسرته على النزوح قبل عامين، حيث يغادر خيمته كل صباح ليبحث عن القناني الفارغة ويعود عند الظهر وفي أيام الدراسة يذهب صباحاً إلى مدرسته وفي العصر يزاول عمله. ويضيف: «والدي مصاب بفشل كلوي وانزلاق في الظهر ولا يستطيع العمل، كان يعمل في القرية لكن الحوثيين كانوا يقصفون قريتنا بالقذائف حتى أصابت إحدى القذائف منزلنا ودمرته فاضطررنا للهرب والنزوح وأصيب والدي بعدها بالمرض الذي أقعده عن العمل ولم يبق أحد غيري، فأنا الابن الأكبر والمسؤول عن إطعام أسرتي». أيمن ومثله عشرات الأطفال بمخيم الشعب في عدن والآلاف على امتداد اليمن أجبرتهم ظروف الحرب الحوثية إلى الالتحاق بسوق العمل مبكراً وقد تخلوا عن أحلام الطفولة الوردية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :