تمكن باحثون في مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية بجامعة الإمارات من اكتشاف وتحديد جينات ذات أهمية كبيرة في جينوم سوسة النخيل الحمراء، والتي تجعل هذه الآفة قوية ومقاومة للسموم التي تفرزها شجرة النخيل، وكذلك للمبيدات، وتعمل على تدمير النخيل، ما يكلف العالم خسارة سنوية تبلغ 100 مليون درهم، ويمهد الاكتشاف الطريق للتغلب على هذه الآفة الضارة عبر تعزيز حلول علمية لمكافحتها، وذلك بالتعديل الوراثي للحد من انتشارها بواسطة تقنية جديدة تسمى «التحرير الجينومي» الذي يؤدي لمنعها من التكاثر والتزاوج، والذي قد يكتمل خلال الأشهر المقبلة، ومن تركيب «جين» معدل وراثياً كمحرك جيني، والذي قد يستغرق نحو عامين. واستبقت جامعة الإمارات جميع مراكز البحث العلمي العالمية في اكتشاف هذه الجينات على الرغم من وجود مراكز بدأت منذ سنوات رحلة معرفة تلك الجينات، وقد تصدر الاكتشاف الجديد أفضل المجلات العلمية العالمية في صفحتها الأولى يوم أمس الأول، وينسب النجاح بنسبة 95% محلياً لدولة الإمارات وجامعة الإمارات، فيما تعاونت جامعة نيويورك وجامعة تكساس في جزيئات من البحث، ويتواصل التعامل معهما في المستقبل في إطار التعديل الوراثي لحشرة سوسة النخيل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته جامعة الإمارات عن بُعد، وأدارته غالية الأحبابي مدير إدارة الاتصال بجامعة الإمارات. وقال الدكتور خالد الأميري، مدير مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية بجامعة الإمارات، إن علماء من مركز خليفة تمكنوا من تحليل جينوم سوسة النخيل كاملاً، وجاء ذلك بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في سياق استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي، والقضاء على هذه الآفة التي تسبب كوارث بيئية واقتصادية تؤثر في إنتاج النخيل. وذكر الدكتور الأميري أن هذه الدراسة على جينوم سوسة النخيل، والتعرف على الجينات المهمة تعتبر الحجر الأساس لخريطة الطريق للحد من هذه الآفة المدمرة، مشيراً إلى أن الدراسات الجينية تعتبر الخطوة المهمة في توفير حلول لتحديات الأمن الغذائي ومنها القضاء على هذه الآفة. ويستخدم الباحثون في مركز خليفة، بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي، هذه المعرفة لتعديل سوسة النخيل جينياً لجعلها غير قادرة على الإنتاج. وأضاف أن هذه الدراسة رسمت الخريطة الجينية لسوسة النخيل الكاملة وأظهرت الآلية الجينية التي تستخدمها سوسة النخيل في انتشار وبقاء هذه الآفة، موضحاً أن هذه النتائج ستكون المصدر المعرفي للجينات، والتي تمكن الباحثين من مكافحة سوسة النخيل. ويعمل الآن مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية على تعديل سوسة النخيل وراثياً باستخدام التقنية الحديثة Crisper/cas9 التي تسمى بالتحرير الجينومي. ومن خلال هذه الأبحاث المتقدمة يتم تمهيد الطريق لاستخدام التقنية الحديثة (Crisper/cas9) أو التحرير الجيني لتثبيط وظائف الجينات والحد من تكاثر هذه الآفة. وستكون طريقة التعديل الجيني خطوة ضخمة ومهمة للمساعدة في القضاء على الآفة نهائياً. ومن جهته أشار الباحث الأول الدكتور خالد هزروري، الأستاذ المساعد للأبحاث في مركز خليفة، إلى قدرة تكيف سوسة النخيل ومقاومتها للمبيدات الحشرية وذلك من خلال عملية التطور الجيني السريع. وتمكنا من خلال هذه الدراسة من التعرف على جميع الجينات لسوسة النخيل، ومنها الجينات المهمة لحاسة الشم والتغذية وهما العاملان المهمان لسوسة النخيل، على تدمير النخيل في فترة قصيرة نسبياً. بحث مهم تم نشر البحث في المجلة العلمية كميونكيشنبيولوجي (communication Biology) تحت عنوان جينوم سوسة النخيل الحمراء يكشف مجموعات جينية تلعب دوراً فعالاً في التفاعل ما بين الآفة والنبات، وتم نشر هذا البحث بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي، وقد أعلن عن هذا الإنجاز العلمي يوم أمس.
مشاركة :