في منتجع شرم الشيخ الأكثر شهرة على البحر الأحمر، تسابق وزارة السياحة والآثار المصرية الزمن لافتتاح متحف شرم الشيخ، بهدف تعزيز التكامل والدمج بين السياحة الثقافية والسياحية الترفيهية الشاطئية. ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر دكتور مصطفى وزيري، إن المتحف تأسس على مساحة 190 ألف متر مربع على مستويين، ينقسم إلى قاعتين كبيرتين بهما ست صالات عرض، ومبنى إداري، وكافتيريا، ومطاعم، ومحلات تجارية، وبازارات، ومسرح مفتوح واستراحة لرجال الأمن. وأضاف وزيري لوكالة أنباء (شينخوا) أنه تم نقل 5 ألاف و120 قطعة أثرية حتى الآن إلى المتحف ويستمر العمل على قدم وساق قبل الافتتاح الجزئي الرسمي خلال أسابيع قليلة. وأوضح أنه من المتوقع أن يعرض المتحف نحو 6 ألاف قطعة أثرية من الحضارات المصرية القديمة والرومانية والصينية مع بعض القطع الأثرية الحديثة للحياة الصحراوية في مصر. وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر إلى أن تكلفة المتحف تصل إلى 600 مليون جنيه حتى الأن (الدولار يساوي 16.15 جنيه). وقال إن العمل استؤنف بالمتحف على مدار الثلاثة أعوام السابقة بعد أن كان قد توقف في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك. ولفت إلى أن القاعة الأولى تضم أهم القطع بالمتحف وهى رأس الملك تحتمس الثاني، ومركبين من الخشب يعودان لفترة الملك سونوسرت الثالث في الدولة الوسطى، بالإضافة إلى أشبال أسود محنطة، وحيوان النمس، وجعارين وطيور . بينما تضم القاعة الثانية حمامات رومانية كان يجتمع فيها كبار رجال الدولة لإجراء مناقشات والاستمتاع وتعلم الرياضيات والفلسفة. ويقف في مقدمة المتحف تمثال حتحور إله الجمال والموسيقى والرقص والأمومة عند القدماء المصريين، بحسب وزيري. ومن جانبه، قال مستشار وزير السياحة والآثار المصري للعرض المتحفي محمود مبروك، "إقامة متحف شرم الشيخ جاء لتشجيع المصطافين الأجانب على الشواطئ لرؤية تراثنا وحضارتنا القديمة دون التوجه إلى العاصمة أو مدن الصعيد". وأضاف مبروك لوكالة أنباء (شينخوا) أن العرض بمتحف شرم الشيخ يرسم الحياة اليومية للمصري القديم خلال عصر الدولة الحديثة ويصور الحياة المتحضرة للمصريين القدماء. وتابع، "يركز المتحف على إبراز اهتمام المصري القديم بالحياة البرية واحترام الحيوانات والحشرات والطيور والزواحف سواء البرية أو الأليفة من حيث علاجها وتربيتها وإطعامها ". وأردف قائلا، "يتميز متحف شرم الشيخ بأنه يروي الأنشطة اليومية القديمة للناس العاديين بدلا من حياة الملوك والملكات". ولفت إلى أن هناك اهتماما كبيرا، فيما يتعلق بسيناريو العرض، حيث يستعرض الحضارات الأخرى التي مرت عبر مصر مثل اليونانية والرومانية التي بقيت بمصر لمدة 973 عاما. ونوه مستشار وزير السياحة والآثار المصري للعرض المتحفي إلى انه "تم اكتشاف حوالي 33 ألف حمام تشبه الأندية في مصر، لذلك اخترنا بناء نفس النموذج وملئه بالتماثيل اليونانية الشهيرة". وأشار إلى أنه سيتم عرض قطع أخرى من الإمبراطورية العثمانية والحياة الصحراوية لقبائل سيناء في المتحف الجديد. وأكد أنه سيتم أيضا عرض "صناديق زجاجية متعرجة تمثل طريق الحرير الصيني مصممة لربط كل هذه الحضارات مع بعضها البعض". وشدد مبروك على أن طريق الحرير زود العالم بأسرار الطباعة والحرير والرسم على اللوحات. وتابع مبروك قائلا "كان الطريق الصيني القديم يربط آسيا بأوروبا من خلال مصر، حيث يتم تصدير أنواع رائعة من الخزف لدول أوروبا". وأردف، "لم تكن الحضارات القديمة تعيش في عزلة، وكان كل منها يندمج مع الآخر، ويكمل كل منها الآخر على المستوى الثقافي والروحي". وفي خلال جولة تفقدية لمدينتي الغردقة وشرم الشيخ انتهت (السبت) الماضي زار وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني متحف الغردقة لتفقد الإجراءات الاحترازية ضد مرض فيروس كورنا الجديد (كوفيد 19) تمهيدا لفتحة في أول يوليو المقبل". وقال العناني خلال الزيارة، "إن متحف شرم الشيخ والغردقة هي أمثلة جلية في مصر على ربط السياحة الترفيهية والثقافية في آن واحد"، مضيفا أن متاحف البحر الأحمر سيتم ادارتها بالشراكة مع القطاع الخاص. وقررت الحكومة المصرية استئناف حركة الطيران في جميع مطاراتها، وكذلك السياحة الخارجية في الأول من يوليو المقبل، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التوقف على إثر انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
مشاركة :