تدخلت وزارة الخزانة البريطانية لإنقاذ المجلس الثقافي البريطاني من حافة الإفلاس وسط مشاكل فيروس كورونا المستجد، لكنها ربما تحتاج إلى حل طويل الأمد، حسبما أعلن الرئيس التنفيذي للوكالة الدولية للثقافة والتعليم في بريطانيا.وقال سياران ديفان، الرئيس التنفيذي للمجلس لوكالة "رويترز": "الـ 60 مليون جنيه استرليني المقدمة من وزارة الخزانة، خطوة وسيطة في محادثة بشأن الاحتياجات طويلة الأجل لهذه المنظمة"، مضيفًا، أن شروط القرض ما زالت قيد الإعداد.وأضاف: "أن العام الواحد قابل للبقاء لمعظم المؤسسات، بما في ذلك مؤسستنا. تعتمد الإجابة على المدى الطويل على درجة تغير الأشياء بشكل دائم".وأوضح "ديفان"، أنه إذا تمكن المجلس من اجتياز هذه السنة المالية، فإن تسوية مالية طويلة الأجل، ربما تنطوي على قرض ممتد "ستكون حاسمة".وأردف "ديفان"، أنه لا يرى أي انخفاض في مكانة المملكة المتحدة الثقافية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن رغبة العالم في تعلم اللغة الإنجليزية لا تشبع. لكن الطريقة التي يعمل بها المجلس الثقافي البريطاني قد تضطر إلى التغيير، مع المزيد من التعليم عبر الإنترنت والتعليم عن بعد.كما قال: "إن التحدي المتمثل في المضي قدمًا ليس فقط الوباء، بل في العالم الأكثر تجزؤًا، حيث تتحول المحادثة حول القيم، وكيف نواصل الانخراط في تلك القضايا في المستقبل".لأكثر من 80 عامًا، قام المجلس الثقافي البريطاني بتدريس اللغة الإنجليزية وإدارة المكتبات والبرامج الثقافية والمهرجانات الفنية في جميع أنحاء العالم ، ليصبح امتدادًا "مؤثرًا" للسياسة الخارجية البريطانية.في الصين، وأجزاء كبيرة من جنوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، يُنظر إلى دورات اللغة الإنجليزية كمعيار ذهبي لتحقيق الطلاقة المطلوبة للعيش والعمل في بريطانيا.لكن جائحة الفيروس أجبرت المجلس على إغلاق أكثر من 200 مركز امتحاني ووقف التدريس في معظم أنحاء العالم، مما ألقى بأعباء مالية. تشكل الامتحانات ورسوم الفصل حوالي 60٪ من إيراداتها السنوية البالغة 1.25 مليار جنيه استرليني (1.55 مليار دولار).وتدخلت وزارة الخزانة الأسبوع الماضي بقرض 60 مليون جنيه استرليني لتغطية ذلك، ولكن من دون وضوح بشأن المدة التي سيستمر فيها الوباء في المستقبل، لا تزال غير مؤكدة.في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى بريطانيا لممارسة نفسها ككيان قائم بذاته في العالم، فإن للمجلس دورًا مهمًا يلعبه في تعزيز القيم الثقافية.