تطوافٌ عبر تاريخ طب الأسنان رجوعًا إلى ما قبل التاريخ!

  • 6/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه، الذي سيصدر قريبًا بنسخته الورقية والإلكترونية، يطوفُ الكاتب والباحث البحريني، حسين إسماعيل بقارئه في تاريخٍ موغلٍ، يبدأُ مع البدايات الأولى للحضارة، حيثُ الأعتناء بالأسنان سواءً من ناحيةً تطبيبية أو جمالية، وصولاً للعصور الحديثة، ومدى التقدم الذي حققهُ الإنسان في هذا المجال، وذلك عبر كتابهِ «طب الأسنان.. رحلة تاريخية ممتعة حول العالم».لا يمارسُ الباحث حسين في كتابهِ هذا اشتغالاً تاريخيًا مختصًا، إنما يكيفُ المعلومة في إطارٍ عام، يمتازُ بالسلاسة، لتكونُ في متناول الجميع، فبطبيعة الحال، ليس كتابهُ هذا كتابًا مختصًا في دراسة التاريخ وفقًا للآليات الأكاديمية، ولا هو كتاب علمي موجهُ للمختصين في هذا المجال أو في مجالات تطبيب الأسنان، إنما هو «رحلة ممتعة شيقة في مجال طب الأسنان، حاولنا فيها أن نطوف العالم شرقًا وغربًا.. شمالًا وجنوبًا، قديمًا وحديثًا، لنكتشف غرائب وعجائب هذا المجال الطبي القديم المتطور، والزاخر المتجدد» كما يقول.ولهذا يتخذُ حسين أسلوبًا سرديًا مبسطًا، مقسمًا على أساسهُ كتابهُ إلى ثلاثة أزمنة: قديم، وسيط، حديث، بدءًا بالشواهد الأولى التي تدلُ على محاولات الإنسان لتطبيب أو تجميل الأسنان، إذ تركت الحضارات البشرية الأولى، دلائل أثرية يمكنُ الرجوع إليها لفهم هذه المحاولات، فكما يذكرُ حسين «منذ قديم الزمان كانت الأسنان موضع اهتمام بني البشر، سواءً للحفاظ عليها أم لعلاجها أو تزيينها، اعتمادًا على الثقافات التي سادت حول العالم وعبر الزمان»، وهذا ما تؤكدهُ تلك الشواهد، التي تعودُ لعصور ما قبل التاريخ، حيثُ استخدم الإنسان البدائي أدواتهُ البسيطة، للاستخدامات التطبيبية أو التزيينية، فقد «تم تسجيل أقدم ممارسة لطب الأسنان في إيطاليا لسن تم تنظيفها بأحجار الصوان في الفترة التي يتراوح عمرها ما بين 13-14 ألف عام».إلى جانب العديد من الدلائل الأثرية الأخرى، التي اكتشفت في بلاد السند، قبل سبعة آلاف عام، وتلك التي ذكرتها النصوص السومرية، قبل خمسة آلاف عام، وغيرها من الإشارات التي تؤكدُ محاولات الإنسان اكتشاف الأساليب العلاجية، وطرق العناية والحفظ على أسنانه، كاستخدام المسواك، الذي برز منذُ العصور السحية في بابل، إلى جانب ابتكار المثقاب البدائي، الذي وجد في «بلوشستان» بباكستان الحديثة، إلى جانب (قوس الحفر) وهو أداة استخدمة في بلاد مصر القديمة، ولدى حضارة السند، وكانت تستخدم لحفر السن، بالإضافة للعديد من الأدوات، والطرق التي ابتكرتها مختلف الحضارات، سواء لجوانب تطبيبية، أو جمالية، أو طقوسية، ومنها ابتكارات لتبييض الأسنان، أو لحفرها لأغراض جمالية، أو غيرها.ويفردُ الباحث حسين فصلاً لأول طبيب أسنان في التاريخ، وهو الطبيب الفرعوني (هيسي رع) الذي كشفت عنهُ التنقيبات، مبينًا بأن للمصريين القدماء إسهامات عظيمة في مجال طب الأسنان، إلى جانب كونهم أول من ابتكر التقويم، إذ «يعتقد بأنهم أول ما قاموا بتقويم أسنانهم، وذلك باستخدام أسلاك مصنوعة من أمعاء الحيوانات، أو باستخدام الأسلاك المعدنية»، تلاهم في ذلك الأغريق.أما على صعيد العصور الوسطى، فقد أبدع المسلمون في مجال طب الأسنان، وكانت لهم اسهامات عظيمة، خاصة ما أسهم به أبو بكر الرازي، وعلي بن العباس المجوسي، وأبو القاسم الزهراوي، وغيرهم، كما يمر الباحث بطب الأسنان في هذا العصر، من خلال لمحة تاريخية عن ما كان في آسيا، وأوروبا.أما على صعيد العصر الحديث، فهو العصر الذي تسندُ لهُ الكثير من الابتكارات في هذا المجال، إذ يتطرقُ الباحث حسين إلى بداية تقويم الأسنان الحديث، ودور (بيير فوشارد) أبو طب الأسنان في هذا العصر، ثم يطوفُ بالمراحل التي أدت لتطور هذا المجال، وأدواته، والابتكارات التي أسهمت في تقديم أفضل رعاية للمرضى، وصولاً لظهور الحشوات المختلفة، وتطور كرسي الأسنان، وغيرها من الأمور التي أحديث فارقًا.

مشاركة :