الصحة والتحرر من قيود الوقت

  • 6/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك في أن تروس عقارب الساعة هي محرك المجتمعات الحديثة، ولولاها لما حضر الملايين من الموظفين إلى أعمالهم في نفس الوقت ولا نُسقت مواعيد الرحلات الجوية أو انتظمت حركة القطارات وغيرها من وسائل النقل على مستوى العالم.وتعتمد التعاملات المالية على مواعيد صارمة، وقد يُحدث كل جزء من الثانية فارقاً كبيراً. وتتحكم في أنظمة الملاحة التي نستخدمها يومياً ساعات متناهية الدقة.لكن العجيب أننا جميعاً نعاني ضيق الوقت. وكأن ساعات اليوم لم تعد كافية لإنجاز أهدافنا أو الوفاء بمواعيد التسليم في حينها. ولهذا نركض طوال الوقت كركض الفأر في المتاهة.وقد يدفعنا القلق من أن يداهمنا الوقت إلى الهرولة أو القيادة بسرعة أو يؤدي إلى تدني أدائنا، وربما يضاعف الضغوط النفسية وضغوط العمل ويؤثر في اختياراتنا الغذائية، ومن ثم نصبح عرضة للمشاكل الصحية.وتصدرت جزيرة سوماروي النرويجية، عناوين الصحف حين أعلنت أنها ستصبح أول منطقة لا تلتزم بالوقت في العالم. لكن مع الأسف، على الرغم من أن فكرة التحرر من الوقت كانت تبدو ممتعة، فإنها كانت مجرد حيلة ذكية للترويج للسياحة.ويقول مارك ويتمان، الأخصائي النفسي في معهد «أي جي بي بي» لعلم النفس والصحة النفسية في ألمانيا: إنه ليس من السهل أن نفقد الوعي الفطري بالوقت، لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإحساسنا بذواتنا.ويعتمد إحساسنا بمرور الوقت على مشاعرنا وأحاسيسنا. فإذا كنت في حفل راقص أو تستمتع بوقتك ستفقد إحساسك بالوقت وبذاتك، في حين أنك لو كنت في اجتماع ممل ستشعر أن الوقت يمضي متثاقلاً.وتنظم الجسم البشري، ساعة داخلية تنسجم مع دورة الليل والنهار تسمى الساعة البيولوجية. ويقول أندريه كلارسفيلد، المختص في علم البيولوجيا الزمنية بجامعة باريس للعلوم والآداب: إن معظم الخلايا في الجسم تمتلك ساعتها المستقلة، وإذا اختل انسجام هذه الساعات، قد نعاني مشاكل صحية عدة.ومنذ أن حلت الأجهزة الإلكترونية الحديثة محل ساعات اليد، أصبحنا نعتمد على جداول رقمية على هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر، ترسل لنا تنبيهات وأجراس تبقينا متيقظين على مدار الساعة، ولم يعد بإمكاننا التوقف عن العمل في نهاية اليوم بسبب رسائل البريد الإلكتروني.وثمة طرق للتحرر من سطوة الساعة، فقد يساعدك كسر قيود الوقت بين الحين والآخر، مثل الاستيقاظ حينما تشعر أنك حصلت على كفايتك من النوم أو ممارسة المشي حتى تشعر بالتعب، في استعادة بعض إيقاعات الجسم الطبيعية. لاكشمي ساندهانا - بي بي سي

مشاركة :