عذراً يا رسولَ الله!!! • #صحيفة_الرؤية_الدولية

  • 6/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ياحبيبي يا رسول الله! طبت حيّاً وميّتاً يارسول الله!! لقد جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرفُ الخلْق نَسَباً . يشُقُّ عليه مانلقى من المكروه والعَنَت .حريصٌ على إِيماننا وصلاحِ شأننا وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة ( لقد جآءكُم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ماعنِتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيم) حتى لايتوهم القارئ العزيز أنّي بعبارة عذراً يارسول الله!! التي ستتكرر في مقالي أنّي أُريد بها الطّلَبْ فهذا لاشكْ إِنّه شِركٌ ودعاءٌ للِأموات. فهذا مُحالٌ مَعَاذَ الله إِنما المراد التّحسُّر والتّألُّم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لِلحالِ الذي وصلت إليه .فهذه البتول بنت الرسول بعد موت أبيْها قالت: يا أبتاه! أجاب ربّاً دعاه، يا أبتاه من جنةُ الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. رواه البخاري عذراً يا رسولَ الله…. ثلاث وعشرون سنة من الكفاح والتضحية والصبر على الأذى والدعوة والجهاد في سبيل الله ولا يزال من أمّتك من يطوف بالقبور ويذبح النذور ويُنْكر البعث والنشور. ويدعو الأولياء والصالحين وقد تركْتنا على المحجة البيضاء نقية من الشوائب لايزيغ عنها إِلاّ هالك. فأنْساهم الشيطان ( قل إِنّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) عذراً يارسولَ الله…. لقد كانت رحلتك الأرضية والفضائية ليلة الإِسراء والمعراج إِلى سدرة المنتهى تلاطف ربك وتسْتَرحِمُه ذهاباً وإِياباً بأن يخفف عن أُمّتِك ركعات الصلاة حتى بلغ منك الحياء مبْلَغه . فأكْرمك الله لِمقامِك المحمود وحوضك المورود. فمنَحك التخفيف ولازال الكثير من أُمّتِك منْ خفّ عندهم ميزان الفرائض وحُذِفت الصلوات من جداولهم اليومية وأنت القائل ( بين الرجل والشِّرك والكفر ترك الصلاة ) فمن أبى وعيّا ، فسوف يلقون غيّا عذراً يارسولَ الله…. استبدلنا السِّحر الحلال من البيان وفصاحة اللسان بِسِحْر التفريق بين الأحِبة والخِلاّن والزوجان. فأصبح فاعله من الأشرار الكفار( وماهُمْ بضآرّين به من أحدٍ إِلاّ بإِذن الله) عذراً يارسولَ الله…. أصبحت أُمّتك لاتُبالي بأكل الحرام فأَضاعت الفروض وعشِقَتْ القروض .فأَعلنتِ الأمة الكِبْر والإِباء ومحاربة الله بالربا .فأصبحوا في مُجون وفي سكرة المال يعمهون. فامتلأت بهم السجون. تهافتوا في المساهمات فزادت عليهم الأزمات. وأصيبوا بالأمراض والسكتات. فلاَ سلِمت لهم الأموال ولا طابَ لهم الحال فمحقَ الله الربا وأرْبى الصدقات . عذراً يارسول الله…. بأبي أنت وأُمي علّمْتنا لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالمْ يُصِبْ دماً حراماً أصبح اليوم سكْب الدماء أهونُ من سكْب الماء حِرابٌ و اقتِتال. بين ظالم جائر وبين شعب حائر فادْلَهمّت الخطوب وتقاتلت الشعوب.فأصبح القاتل في مأمن أمين وحصنٍ حصين و افْتديناه بالملايين وشفاعة الشافعين. عذراً يارسول الله…. أصبحت العلاقات المشبوهة في عُرْفِ منِ انْتَكست فِطَرَهُم (صداقة) . والزنا (حُرية) ومُتعة وهو من أَكبر الكبائر ومن يفعل ذلك يلقَ أَثَامَا يُضاعفُ له العذابُ يوم القيامةِ ويخلُد فيه مُهانا وقد ضمن الرسول الجنة لمن يضمن ما بين رجلية ولحييه. عذراً يارسولَ الله…. شَغَلتْنا الدنيا عن رعاية الوالدين فأَضَعْنا الحقوق وتفنّنّا في العقوق. فَعَجّلَ الله للعاق حظهُ من الدنيا. فأصْبح الْهَمُّ يُلاَحِقُه، والفقرُ يرافقُه، منزوع البركة. قد سلك طريق الهلكة لو دعا عليه والديه، لانسدّ أمامه الطريق وجفّ عنه نهر التوفيق .فأصبح في الحياة مهموم لأنه لوالديه ظلوم. فطوبى لِولدٍ بارٍ ينعم بعيشٍ قارٍ ورزقٍ دارٍ عذراً يارسولَ الله…. ألْهَتْنَا الأماني وأشْغَلتنا المعازف والأغاني، فبات القرآن بين أيْدينا مهجور ، وضاعت أوقاتنا مع وسائل التواصل المسموع والمنظور عذراً يارسولَ الله…. فَلَمْ تَعُدْ مجالسُنا كمجلِسِك الوقور الذي رشحت ساعاته ودقائقه على قلوب الصحابة. فزاد رصيدُهم من الحسنات وارتَفَعَ مقامُهم في الجنات فكانت مجالسهم ساعة وساعة ومجالسنا يغلب عليها الإِضاعة فبِئْستِ البضاعة، ينهارُ جدارُ حسناتِنا بألسنتنا ، إِمّا لشخصٍ اغتبناه أو بهتْناه أو لغوٍ قُلناه.فكم حصدت ألْسنتُنا من شعوب فليت شعري متى نتوب. اللهم أيقظ أُمّتَنا من سُباتها. و اجْمَع شتاتها. اللهم ارفع عنها الجهل والفقر وردّها للدِّين القويم والصراط المستقيم اللهم ارفع عنها الوباء والبلاء والجَهْد واللّأواء. اللهم آمين

مشاركة :