وافق مساهمو "لوفتهانزا" أمس، على حزمة إنقاذ حكومية بتسعة مليارات يورو (عشرة مليارات دولار)، لحماية مستقبل الناقلة الألمانية بعد أن كادت تنهار بفعل جائحة كوفيد - 19، وفقا لـ"الألمانية". تتضمن الخطة، التي نجت الشركة بسببها من الإفلاس ونالت موافقة 98 في المائة، من المساهمين الذين أدلوا بأصواتهم في اقتراع عبر الإنترنت، حصول برلين على حصة تبلغ 20 في المائة، في "لوفتهانزا" ومقعدين في مجلس الإدارة. وصرح تيله لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونج" عشية التصويت الحاسم، أنه يدعم الخطة التي ستضعف حصته في الأسهم، مؤكدا أن هناك ضرورة لتجنب الإفلاس حتى مع الشكوك بشأن خطة الإنقاذ، في إشارة إلى مخاوفه بشأن حصول الحكومة على حصص في الشركة العملاقة. وقال تيله "من مصلحة جميع موظفي "لوفتهانزا" أن تبدأ الإدارة بسرعة المحادثات حول إعادة الهيكلة الضرورية". واحتشد العشرات من موظفي "لوفتهانزا" في مطار فرانكفورت في وقت مبكر أمس، وارتدى كثير منهم السترات الصفراء المميزة لموظفي الناقل الجوي العملاق ووضعوا كمامات للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا. وكتب على إحدى اللافتات التي حملها الموظفون المتظاهرون "ارفعونا إلى حيث ننتمي، صوتوا بنعم"، فيما قالت أخرى "نحن لوفتهانزا، نحن عائلة". مخاوف فقدان وظائف وحتى مع خطة الإنقاذ الحكومية، حذرت "لوفتهانزا" من أنها قد تضطر إلى إلغاء آلاف الوظائف حيث من المتوقع أن يبقى الطلب على السفر لأعوام دون مستويات ما قبل الوباء. لكن في أخبار جيدة للمجموعة المتعثرة، أبرمت صفقة مع نقابة المضيفين الألمانية في وقت متأخر البارحة الأولى، لخفض التكاليف بواقع 500 مليون يورو بحلول عام 2023 مع تجنب تسريح أطقم الطائرات. وقال الجانبان إن التوفير سيتحقق من خلال إجراءات تشمل تجميد الأجور وتخفيض ساعات الطيران والتقاعد المبكر والإجازات غير مدفوعة الأجر. ولا يزال يتعين الموافقة على الصفقة من قبل أعضاء النقابة لكن المتحدث باسمها نيكولي بوبليز قال إنها "توفر الأمن الوظيفي المطلوب بشكل عاجل" لطاقم المضيفين في "لوفتهانزا" البالغ عددهم 22 ألف شخص. وسجل 38 في المائة فقط من المساهمين في رأسمال "لوفتهانزا" للمشاركة في اجتماع الخميس غير المسبوق. وحث أولاف شولتز وزير المالية الألماني المستثمرين على دعم الخطة التي تم التوصل إليها بشق الأنفس في أسابيع من المحادثات بين الوزراء وقادة "لوفتهانزا". ظروف صعبة وكجزء من قرار موافقتها على خطة الإنقاذ الحكومية، قالت المفوضية الأوروبية إن "لوفتهانزا" يجب أن تفسح المجال للمنافسين في مطاري فرانكفورت وميونخ لضمان المنافسة العادلة. كما وضعت قيودا على أي عمليات استحواذ على منافسي "لوفتهانزا" وحظرت حصولها على أرباح الأسهم حتى ترد المساعدة الحكومية. ورغم هذه القيود، أعلنت شركة الطيران المنافسة "راين إير" على الفور أنها ستطعن في المساعدة الحكومية التي حصلت "لوفتهانزا" عليها أمام محكمة الاتحاد الأوروبي. وسيكون طريق "لوفتهانزا'' للخروج من العاصفة المرتبطة بوباء كوفيد - 19 طويلا وشاقا مع تخفيف دول العالم عمليات الإغلاق واستئناف السفر الجوي ببطء. بحلول أيلول (سبتمبر)، تتوقع المجموعة أن يظل جدولها الزمني دون مستويات ما قبل الوباء بنحو 60 في المائة. وفي المستقبل القريب، من المحتمل أن تكون نحو 100 طائرة من أسطول "لوفتهانزا" الحالي المكون من 763 طائرة فائضة عن متطلبات التشغيل. وعبر التكتل الأوروبي المكون من 27 دولة، منحت فيينا مساعدة للخطوط الجوية النمساوية بقيمة 450 مليون يورو، في حين تلقت "سويس إير" و"إديلويس" قروضا بقيمة 1.2 مليار يورو من برن.
مشاركة :