سيدني – دخلت كل من أستراليا ونيوزيلندا التاريخ بعد أن فاز ملفهما المشترك بحق استضافة كأس العالم للسيدات في كرة القدم عام 2023، حيث سيستضيف البلدان المونديال الكروي لأول مرة في تاريخهما، أكان نسخة السيدات أو الرجال. وتم تفضيل الملف الأسترالي – النيوزيلندي على الملف الكولومبي من قبل مجلس الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، بعد أن انحصر السباق بينهما نتيجة انسحاب كل من البرازيل واليابان. وستقام النسخة التاسعة من النهائيات العالمية في شهري يوليو وأغسطس 2023 في سبع مدن أسترالية وخمس نيوزيلندية. وستكون نسخة العام 2023 الأولى التي تضم 32 منتخبا بدلا من 24 تنافست العام الماضي في مونديال فرنسا 2019 الذي اختتم بتتويج منتخب الولايات المتحدة بلقبه الرابع. منتخبات أكثر يعني مباريات أكثر وإيرادات أكبر لكرة القدم النسائية. يتوقع البلدان المضيفان حضور ما يقارب 1.5 مليون مشجع وهو رقم قياسي إذا ما حصل، كما من المتوقع أن تكون الجوائز المالية الأعلى قيمة على الإطلاق في تاريخ المسابقة ما يعكس نمو اللعبة لدى السيدات. وستكون نسخة 2023 الأولى التي يستضيفها اتحادان (الآسيوي أي.أف.سي والأوقياني أو.أف.سي)، وأول مونديال للسيدات يقام في نصف الكرة الجنوبي منذ انطلاقه عام 1991. أستراليا ونيوزيلندا بعد الجدل الذي أثير إثر منح قطر حق استضافة كأس العالم للرجال لعام 2022، عرض تصويت أعضاء مجلس الفيفا علنا، حيث نال الملف المشترك على 22 من أصل 35 صوتا مقابل 13 لكولومبيا. وتحقق ذلك بعد تقييم الفيفا في تقريره الذي صنف أستراليا ونيوزيلندا في مرتبة أعلى لناحية الملاعب ومرافق الفرق والحكام وأماكن الإقامة والفرص التجارية والمنشآت المخصصة للمنافسات. واعتادت أستراليا على استضافة أحداث رياضية كبرى، إن كانت الألعاب الأولمبية في ملبورن عام 1956 وسيدني عام 2000، أو النسخة الأولى من مونديال الركبي عام 1987 مشاركة مع نيوزيلندا ثم نسخة 2003 (الأخيرة استضافت أيضا نسخة 2011)، وصولا إلى كأس آسيا للرجال في كرة القدم عام 2015 حين توجت باللقب. وقد لعبت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن دورا كبيرا من أجل تقديم الملف المشترك. ستقام النسخة التاسعة من النهائيات العالمية في سبع مدن أسترالية وخمس نيوزيلندية. ستمكث منتخبات أربع مجموعات من أصل ثماني في كل بلد على أن تقام المباراة الافتتاحية في ملعب “إدين بارك” العريق في العاصمة النيوزيلندية أوكلاند، الخاص بمنتخب الركبي الأسطوري “أول بلاكس”. وستقام مباريات الدورين ربع ونصف النهائي على امتداد البلدين على أن يكون ملعب “أي.أن.زي” في سيدني، الذي استضاف افتتاح اولمبياد عام 2000 بحضور 100 ألف شخص، مسرحا للمباراة النهائية. ومن المتوقع أن تقام بعض المباريات خلال وقت الظهيرة في التوقيت المحلي من أجل متابعة أوسع من الجماهير حول العالم. كان ملف أستراليا ونيوزيلندا الأكثر قابلية للتطبيق تجاريا من بين الثلاثة في السباق، متفوقا على كولومبيا واليابان التي انسحبت هذا الأسبوع. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى مبيعات التذاكر المتوقعة والدعم الحكومي الكبير، مع تأكيد البلدين المساهمة بمبلغ 110 ملايين دولار أسترالي (76 مليون دولار أميركي). من المؤكد أن الاتحاد الدولي للعبة سيحقق أرباحا كبيرة من إيرادات حقوق البث التلفزيوني، في حين ستعول كل من أستراليا ونيوزيلندا على الإيرادات من السياحة في ظل تعافي البلدين من جائحة كورونا. ومن المتوقع أن يشاهد الحدث أكثر من مليار شخص حول العالم. إرث البطولة شهدت كرة القدم النسائية نموا هائلا خلال العقد الأخير من الزمن إلا أنها لا تزال بعيدة جدا عن الرجال. ضاعف فيفا مؤخرا استثماره في كرة قدم السيدات للسنوات الأربع المقبلة بمبلغ مليار دولار أميركي ووضع هدفا يتمثل بأن يبلغ عدد السيدات اللواتي يمارسن كرة القدم 60 مليون امرأة بحلول 2026. نجاح نسخة العام 2023 من شأنه أن يساهم في استمرار نمو كرة القدم النسائية وتعزيز المشاركة. كما يرى الاتحاد الأسترالي للعبة أن البطولة ستلعب دورا محوريا في التغيير الاجتماعي، من خلال خلق نماذج يحتذى بها للفتيات. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :