رحل عن الدنيا بعد مسيرة طويلة، ولن تنساه الذاكرة، خاصة أبناء الشارقة، لأنه قضى بينهم سنوات طويلة بلغت 49 عاماً. إنه محمد عبدالقادر الذي عمل في الشارقة منذ حقبة السبعينيات، وتحديداً عام 1971، حيث عاصر النشأة الأولى لنادي العروبة، ومع دمجه مع الخليج ليصبح الشارقة، كان أيضاً «شاهد عيان» على مسيرة «الصرح العملاق». عاصر «الراحل» العديد من الإدارات، واللاعبين والمدربين والجماهير، كل الشارقة تقريباً تعرفه، وحتى قبل وفاته، حرص الكثيرون على تناول «ساندوتشات الكبدة» من يديه، وأيضاً «السمبوسة» في كافتيريا النادي. والعديد من المسؤولين والمدربين واللاعبين جاؤوا إلى «قلعة الملك» وذهبوا، وظل عبدالقادر مبتسماً وضحوكاً بين جدران النادي الكبير، يستقبل ويودع الكثيرين، إلى أن وافته المنية، ليوارى الثرى، تاركاً خلفه السيرة الطيبة والذكرى التي يتحدث عنها الشرقاوية حالياً، واصفين إياه بالرجل الذي لا تغيب عنه «الضحكة والابتسامة». قصص عدة رافقت الراحل عبدالقادر، المسؤول عن «كافتيريا» النادي، وقال عنه يحيى عبدالكريم، نجم الشارقة، رئيس مجلس إدارة النادي الأسبق: «وجد عبدالقادر قبل الجميع، وكنت لاعباً صغيراً، وهو يقدم لنا (الحليب) و(الساندوتشات)، وهو مسؤول عن تقديم التغذية لنا وكنا نحبه كثيراً، ولأنه مسؤول عن الضيافة في المقصورة الرئيسة بالملعب، يوجد بصفة دائمة في هذا المكان، ومن المواقف التي يعرفها الكثيرون عنه أنه عند إحراز هدف في شباك (الملك)، يتوقف عن تقديم الضيافة، حتى يتم تعديل النتيجة، بتسجيل هدف التعادل أو الفوز، كما أنه يقوم بتوزيع (الحلويات) و(السمبوسة)، في حال فوز الشارقة عقب نهاية المباريات على كل من يرتاد (الكافتيريا)». وبعيداً عن الرياضة، يعد عبدالقادر «72 عاماً»، أقدم مستخدم عمل في دائرة المالية المركزية بالشارقة، ويحمل الجنسية الهندية، ومتزوج وله ابنان، يعمل أحدهما في مطار الشارقة الدولي، والآخر في هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وحتى في عمله خارج النادي، هو محبوب من الجميع، وأجمع موظفو الدائرة على حُسن أخلاقه، وسيرته التي تفوح عطراً في المكان، بكلمات الترحيب والتهليل، لأنه شخصية محبوبة، استطاع من خلالها جذب انتباه وود الجميع.
مشاركة :