عباس العقاد.. موسوعية الفكر ومسؤولية الثقافة

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تفتقد الثقافة العربية الآن رجالًا موسوعيين من أمثال عباس العقاد الذي تحل علينا يوم الأحد الموافق 28 يونيو ذكرى ميلاده؛ إذ كان الرجل مطلعًا على الغرب وآدابه وفلسفاته، وعارفًا بما في الشرق وثقافاته، كان موسوعيًا بحق، أحاط علمًا بفروع معرفية شتى مثل: الفلسفة، الشعر، علم النفس، الأدب، وعلم الاجتماع وغيرها. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن بعيدًا عن صخب الحياة وضجيجها، وإنما كان نشطًا وفاعلًا، بل غارقًا في قلب الحياة السياسية والاجتماعية في وقته. ما تطرحه سيرة العقاد وحياته وممارساته بشكل عام هو دور المثقف، بما هو أداة تنوير وحملة على الجهل والتخلف، وبما هو كذلك حامل لمصباح يضيء به الطريق لمن سيأتي، وليس غريبًا أن يكون العقاد دافع عن قضايا لم تكن تحظى بأي اعتبار وقتذاك، مثل حقوق المرأة السياسية وحريتها بشكل عام، سيادة الأمة وحقها في تقرير مصيرها، وليس بخافٍ على أحد صولته من تحت قبة البرلمان حين أراد الملك أن يغير صياغة بعض المواد في الدستور. ولم يكن عباس العقاد فاعلًا على المستوى السياسي فحسب، وإنما شهد الحقل الثقافي صولاته وجولاته؛ حيث اشتبك في معارك ثقافية وفكرية حامية الوطيس مع رموز عصره، وعلى رأسهم الدكتور طه حسين وأمير الشاعر أحمد شوقي. واحتفاءً بهذا المثقف الموسوعي والتنويري الكبير، يرصد «رواد الأعمال» بعض المعلومات عنه:وُلد العقّاد يوم 28 يونيو من عام 1889م، في إحدى قرى صعيد محافظة أسوان المصرية، وعاش طفولته هناك.درس في مرحلته الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميريّة، وفي عام 1903م حصل على شهادة فيها، واقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان.عمل عباس العقاد موظفًا فى الحكومة بمدينة قنا سنة 1905، ثم نُقل إلى الزقازيق سنة 1905، وعمل فى القسم المالى بمديرية الشرقية، وفى هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها.اشتغل في وظائف حكومية كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف. لكنه استقال منها جميعًا، وكان يسميها «رق القرن العشرين».كان العقاد موسوعي المعرفة؛ فكان يقرأ في: التاريخ الإنساني، والفلسفة، والأدب، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.خاض جملة معارك نذكر منها: معاركه مع الرافعي حول موضوع إعجاز القرآن، واللغة بين الإنسان والحيوان، ومع طه حسين حول فلسفة أبي العلاء المعري، ومع الشاعر جميل صدقي الزهاوي في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية، ومع محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس في قضية وحدة القصيدة العضوية ووحدتها الموضوعية، وجُمعت هذه المعارك في كتاب «معارك العقاد الأدبية».أنشأ العقّاد صالونًا أدبيًّا في بيته في أوائل الخمسينيّات، وكان المجلسُ يُدار كلّ يوم جُمعة بحضور مجموعة من المُفكِّرين، والفنانين المِصريّين، ولأنيس منصور كتابٌ حول هذا الصالون بعنوان: «في صالون العقاد كانت لنا أيام».حصل على جائزة الدّولة التقديريّة في الآداب عام 1960م.ألّف الكثير من الكتب في مجالات شتى، نذكر منها ما يلي: سلسلة العبقريات، وهذه الشجرة، ومعاوية فى الميزان، وديوان العقاد، ورجعة أبي العلاء، وهتلر فى الميزان، والصديقة بنت الصديق، والديمقراطية فى الإسلام، وإبليس.توفي العقاد فى عام 1964 عن عمر ناهز 74 عامًا بالقاهرة، ودُفن فى مسقط رأسه بأسوان. اقرأ أيضًا: جورج أورويل.. رمزية النص وعمق الدلالة “هدى شعراوي”.. رائدة تمكين المرأة أمل دنقل.. «ومتى القلب في الخفقان اطمأن؟!»

مشاركة :