حذر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من ان المصالحة الفلسطينية «تتعثر» وقال ان «الحل الوحيد على صعيد القرار الفلسطيني أن يبنى على قاعدتي الديموقراطية وصناديق الاقتراع والشراكة. وقال مشعل، خلال إفطار رمضاني أقامه لاعلاميين مساء اول من امس في الدوحة، ان «سياسة حماس مع الانظمة العربية واضحة، وتحرص دائماً على فتح الابواب معها». ورداً على سؤال لـ «الحياة» عما اذا كان الفلسطينيون و «حماس» يشعرون بمخاوف، كالمخاوف الخليجية في شأن مستقبل العلاقات الأميركية الايرانية في حال تم التوصل الى اتفاق بشأن الملف النووي الايراني، قال: «نحن الفلسطينيين تعودنا أن نعمل في أصعب الظروف، لا نشعر بالقلق والخوف من اي متغيرات يمكن أن تصرفنا عن القدرة والرؤية في ادارة الصراع مع اسرائيل». وأضاف: «سنقاتل الاحتلال الاسرائيلي سواء تعاون الآخرون معنا أو تخلوا عنا. هذه رسالة لكل صاحب قضية أن لا يرهن مشروعه للتطورات من حوله. نعم نتأثر (بالمتغيرات) ونؤثر فيها. نحن جزء من الإقليم. لكن ما يقلقنا هو الوضع العربي، حين نرى العرب مضيعة حقوقهم، وبلا زعامة، وبلا مشروع. ونحن بكل شجاعة ندعو الى مشروع عربي تتزعمه السعودية أو دول أخرى». وأضاف: «اكتشف العرب متأخراً أن الرهان على أميركا لاحداث التوازن الاقليمي كان خاسراً. ان شاء الله اليوم يكتشف العرب هذه الحقيقة ويتعاملون بالطريقة الصحيحة، كما يتعاملون مع ايران لا بالصراع ولا أن نكون تحت هيمنة ايران او غيرها. ايران لاعب اقليمي مهم والعرب لهم كيانهم، ويتعاونون مع تركيا والجهات الاقليمية»، ولفت الى ان «اميركا تبحث عن مصالحها، وقد تستهويها لعبة الاستقطاب الطائفي». وسئل عن العلاقة بين حماس وايران فقال: «بقيت مستمرة بعد خروجنا من دمشق (الى الدوحة)، لكن طرأت عليها عوامل أثرت في فاعليتها، لكنها لم تنقطع. فالتباين في شأن الملف السوري وقضايا المنطقة كان له تأثير. «حماس» عبرت عن موقفها في شكل واضح، وهو عدم تدخلها في شؤون الآخرين، وانها ليست جزءاً من أجندة أحد، وقرارها بيدها. نحن لا ننكر دعم ايران، ولكن لا نقبل دعماً مشروطاً. العلاقة مع ايران موجودة، لكن ايقاعها تأثر». وأكد مشعل ان «حماس بذلت جهوداً كبيرة في شأن المصالحة الفلسطينية، ولكن يبدو انه ليس مكتوباً لهذه المصالحة النجاح في الأمد القريب». وكشف ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر عرض علينا أن يستضيف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقاء في السعودية لرعاية المصالحة ورحبنا بذلك. وذهب كارتر الى رام الله وكان الرد بالرفض، بعدما طلبوا رسالة موقعة مني بقبول الانتخابات، وأجبت بالموافقة على الانتخابات والحكومة ومنظمة التحرير واتفاق الإطار القيادي الموقت والحريات العامة. ولكن اذا ما اردنا أن نذهب الى الجوهر فإما أن يقبل أحدنا الآخر أو لا يقبل».
مشاركة :