أفادت وكالة "يونهاب" الإخبارية الكورية الجنوبية الاثنين الماضي بأن كوريا الشمالية بدأت تعيد تركيب مكبرات الصوت على طول المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، حيث تبث تلك الأجهزة حملات دعائية محددة وكانت قد أزيلت غداة عقد اتفاق بين الكوريتين في عام 2018، وتأتي هذه الخطوة وسط احتدام الاضطرابات بين الطرفين وقد بلغ التوتر ذروته في الأسبوع الماضي، بعدما استعملت بيونغ يانغ المتفجرات لتدمير مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين في مدينة "كيسونغ" الحدودية على جانبها من المنطقة المنزوعة السلاح. يقول مسؤول كوري جنوبي لوكالة "يونهاب" إن مكبرات الصوت على الجانب الكوري الشمالي أُعيد تركيبها في 20 نقطة من المنطقة المنزوعة السلاح، إذ تم تفكيك 40 جهازاً مماثلاً بعد قمة "بانمونجوم" في شهر أبريل بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، إنها أول قمة تجمع بين الرئيسَين وثالث قمة على الإطلاق بين زعماء الكوريتين عموماً. صرّح مسؤول في هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية لوكالة "يونهاب": "نحن نراقب عن كثب تحركات كوريا الشمالية الرامية إلى إطلاق حرب نفسية، ونحافظ على جهوزية تامة للرد على أي حوادث محتملة بالشكل المناسب"، وتشكّل إعادة تركيب مكبرات الصوت تحدياً جديداً من جانب كوريا الشمالية ضد التعاون الذي انطلق بين الكوريتين في عام 2018، بدءاً من الألعاب الأولمبية الشتوية في "بيونغتشانغ". بالإضافة إلى قمة "بانمونجوم"، اجتمع مون وكيم مرتين مجدداً في تلك السنة: مرة في مايو لعقد قمة مرتجلة بعدما ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خططه بتنظيم قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ثم في سبتمبر لعقد قمة ثانية وواسعة النطاق في بيونغ يانغ، وقد أدت قمة بيونغ يانغ إلى صدور إعلان مهم بين الكوريتين وعقد "الاتفاقية العسكرية الشاملة" التي مهّدت لفرض تدابير عدة لتخفيف الاضطرابات براً وبحراً وجواً بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح وفي محيطها، بما في ذلك خط الحد الشمالي بحراً. غداة تدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين، اتخذ المسؤولون في سيئول مواقف أكثر صرامة من بيونغ يانغ، رغم دعم مون القوي للتقارب بين الطرفين وترسيخ التزاماتهما المشتركة، حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، تشوي هيون سو، أن بيونغ يانغ "ستدفع الثمن" إذا اتخذت أي خطوات "لكبح الجهود والإنجازات التي حققتها الكوريتان معاً بهدف تطوير العلاقات الثنائية والحفاظ على السلام في شبه الجزيرة الكورية". بالإضافة إلى إعادة تركيب مكبرات الصوت من جانب كوريا الشمالية، ألقى الناشطون في كوريا الجنوبية مناشير معادية للنظام الكوري الشمالي في أنحاء المنطقة المنزوعة السلاح وصولاً إلى أراضي كوريا الشمالية يوم الثلاثاء، وذكرت كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونغ أون والمسؤولة البارزة في كوريا الشمالية، عملية إلقاء المناشير الأخيرة من جانب جماعات كورية جنوبية في خضم تهديدها الأولي ضد مكتب الاتصال بين الكوريتين، وبعد تدمير المكتب أعلنت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية أنها ستلقي حتى 12 مليون منشور دعائي خاص بها في كوريا الجنوبية. * أنكيت باندا *«دبلومات»
مشاركة :