متابعة: محمد ياسين نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الحاج سعيد أحمد لوتاه مؤسس أول بنك إسلامي في العالم. وقال سموه عبر «تويتر»: «حط رحاله عند ربه اليوم (أمس) الحاج سعيد أحمد آل لوتاه.. أنشأ أول بنك إسلامي في العالم، وكان تاجراً عصامياً له بصماته في اقتصاد دبي.. له يد طولى في الخير.. وهو أب للكثير من الأيتام.. عرفت فيه عقلاً راجحاً وحكمة وسكينة.. رحمك الله.. وتقبل عملك.. وألهم أهلك الصبر والسلوان..». ونعى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الحاج سعيد أحمد آل لوتاه. وغرد عبر «تويتر»:«ودعنا اليوم (أمس) الحاج سعيد أحمد آل لوتاه... جمع بين الريادة الاقتصادية وأعمال الخير الجليلة. أسس أول بنك إسلامي في العالم في عام 1975 وأطلق مؤسسات تعليمية خيرية وترك بصمة استثنائية في كفالة الأيتام ستبقى خالدة في ذاكرة الكثيرين. رحمه الله، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان». كما نعى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي للإعلام، الحاج سعيد آل لوتاه. وغرد سموه عبر «تويتر» قائلاً: نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأهل الحاج سعيد أحمد آل لوتاه... ستبقى سيرته العطرة وريادته الاقتصادية وأعماله الخيرية والإنسانية حاضرة في وجدان الكثيرين. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته «إنا لله وإنا إليه راجعون». أعمال إنسانية توفي الحاج سعيد لوتاه، يوم أمس ( الأحد) وهو صاحب مبادرات مبتكرة في تقديم يد العون للمحتاجين والمعوزين حول العالم، حيث ابتعدت مؤسسته عن تقديم المساعدات الخيرية المباشرة للأفراد كون مردودها وقتياً وينتهي بنفادها وكان يؤكد الحرص على وضع الاستراتيجيات والبرامج المستدامة لأعمال الخير حتى تضمن فاعليتها واستمرارها وتحقق النتائج المرجوة لما فيه منفعة لكافة الأجيال، كما أنها تسهم في توفير الحلول والعلاج الناجع للأزمات الثلاث التي تعانيها معظم دول العالم وهي: تزايد نسبة الفقر وتفشي الأمراض وانتشار الفوضى الفكرية وغيرها. مشاريع خيرية نفذت مؤسسة الحاج لوتاه مشروعاً للسكن المنتج في السودان واليمن، ومشروع إنماء الصدقات الذي نفذته المؤسسة في كل من السودان واليمن وسريلانكا بطريقة مبتكرة، حيث بدأت الفكرة بمنح الأسر الفقيرة مساعدة وفق بيئتهم سواء الزراعية أو الحضرية أو الصحراوية، حيث إن المشروع يحول الأسر الفقيرة من متلقين للصدقات إلى متصدقين على غيرهم، ويتمثل الغرض الرئيسي منه في التكافل لجميع الناس من أجل توفير الطمأنينة والعيش الكريم والحياة المتكاملة لهم، ويراعي فيه مساعدة الفقير، وإخراجه من متلقٍ للصدقات إلى متصدق على فقير آخر، وهكذا حتى تكتمل دائرة معالجة الفقر. كما أسس الحاج سعيد لوتاه، رحمه الله، مركز لوتاه التقني تحت شعار «تعلم مهنة وامتلك ورشة» وهو مركز به كل التخصصات المهنية والفنية والتقنية ومفتوح لجميع الراغبين من الجنسين ليتعلموا ثم يتدربوا ويطبقوا ما تدربوا عليه حتى يكتمل تأهيلهم. وكان للحاج سعيد لوتاه أهداف حققتها مؤسسته، فكان للمغفور له السبق في تقديم يد العون للمحتاجين والمعوزين، وبمثل هذه النماذج وغيرها تكون لأعمال الخير أثرها المباشر في حياة الناس وتحقق بها جملة من الأهداف التي تجعل منهم مجتمعات عاملة منتجة مكتفية ذاتياً لا تنتظر العون والمدد والسؤال، وينحصر تفكيرها في كيف ترقى وتزيد من إنتاجها وكيف تتعاون مع الآخرين وتتراحم فتكون مجتمعات سعيدة متسامحة. سيرته العطرة الحاج سعيد أحمد لوتاه، هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة «مجموعة سعيد أحمد لوتاه وأولاده»، ومؤسس كل من: «بنك دبي الإسلامي» عام 1975، والشركة العربية الإسلامية للتأمين «إياك» عام 1979، ورئيس المجلس الأعلى ل«جامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة». وأسس الحاج سعيد «كلية دبي الطبية للبنات» عام 1986، و«كلية دبي للصيدلة» عام 1992، كما أسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في الإمارات باسم «جمعية دبي التعاونية» عام 1972، وفي مجال التربية والتعليم أنشأ سعيد لوتاه «مؤسسة تربية للأيتام» عام 1982، و«المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم» عام 1983، كما أنه المؤسس لأول مركز للبحوث البيئية في دبي عام 1992. مشاركات ومؤلفات شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات العلمية العربية والإسلامية والدولية في مجال الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية، وساهم في حل المشكلات المصرفية والإدارية والمالية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية. وله العديد من المؤلفات، منها: «لماذا نتعلم؟»، «أوتار.. وأفكار: همسات من قوافي الشعر النبطي»، «ما هو الإسلام؟»، «الأهداف من تأسيس البنوك»، «تأملات في سورة الطلاق»، «تأملات في سورة الماعون»، «الزواج في الإسلام عبادة». دكتوراه فخرية تم منح الحاج سعيد درجة دكتوراه فخرية من «جامعة باركتون» في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999، ودكتوراه فخرية أخرى من «الأكاديمية الدولية للمعلوماتية» في روسيا بالاتفاق مع «هيئة الأمم المتحدة» عام 2003، كما كُرم من قبل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» تقديراً لخدماته في مجال التربية والتعليم والاقتصاد في دول الخليج العربية. وحصل على لقب رجل الاقتصاد الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1999، ونال «جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية» عام 2004، و«جائزة رئيس الدولة التقديرية» عام 2011، و«جائزة الإبداع الاقتصادي» من «مؤسسة الفكر العربي» عام 2012، وصنفته مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن «قائمة أغنى 100 عربي لعام 2013»، كما حاز «جائزة الاقتصاد الإسلامي» من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2015.
مشاركة :