دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أمس، إلى توحيد الجهود لإنقاذ لبنان من الجوع والعوز والحرمان الشديد، وإنقاذ الدولة من الانهيار، واعتبر الراعي أن لقاء بعبدا فشل، وأنه عمّق الانقسامات السياسية.وقال الراعي: ما كنّا نأمله من «اللّقاء الوطنيّ» الذي عُقد في القصر الجمهوريّ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.. لكنّه، بسبب عدم الإعداد له كما يلزم، زاد بكلّ أسف في الانقسام السياسيّ الداخليّ المتسبب أصلًا بفقدان الثقة بجميع السياسيين والقيّمين على شؤون الدولة. فتسبّب من جديد بالتراجع الاقتصادي، وفلتان الدولار، ورفع عدد الفقراء والعائلات المعدمة. هذا فضلًا عن الصّدمة التي أصابت شباننا وشاباتنا الذين يتظاهرون في ثورة إيجابية منذ حوالي تسعة أشهر، منتشرين على الطرقات وفي السّاحات العامّة.ودعا البطريرك الراعي الرئيس ميشيل عون للإعداد لمؤتمرٍ وطنيٍّ شامل، بالتنسيق مع دول صديقة، تمكّن لبنان من مواجهة التحديات، ومصالحة ذاته مع الأسرتين العربية والدولية، قبل فوات الأوان.تظاهرات احتجاجيةوعمّت التظاهرات والاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية يومي الجمعة والسبت احتجاجًا على عجز الطبقة السياسية وحكومة حزب الله التي جاء بها حزب الله وحلفاؤه، فيما يواصل سعر صرف الدولار الارتفاع في السوق السوداء، متجاوزا عتبة الـ8200 مساء السبت. وتشهد المخابز تهافتًا واسعًا من قبل المواطنين واصطف اللبنانيون في طوابير طويلة أمام الأفران والمخابز للحصول على أرغفة الخبز.ومن الشمال والبقاع إلى بيروت والجنوب، قطع اللبنانيون الطرق احتجاجًا على الغلاء وارتفاع سعر الدولار الجنوني، وعدم توفر الخبز، ورصدت مصادر إعلامية مشاهد مخيفة خلال الأيام الماضية عن الحال الذي وصل إليه الكثير من اللبنانيين.قطع طرقأوقف الثوار الطرق على امتداد لبنان، فيما يواصل الجيش فتحها لتسهيل حركة المرور وشهدت عدة مناطق حالات كر وفر بين الجيش والمتظاهرين. وفي صيدا أقفل الثوار ساحة أمس إيليا، وافترشوا الطرقات حتى لا تُفتح بالقوة، كما طريق الجية، ولكن سالكي الأوتوستراد استعملوا الطريق البحرية التي لم تُقفل. وتجمَّع سائقو سيارات التاكسي في منطقة القيَّاعة وطالبوا بتحسين الوضع المعيشي الذي لم يعُد يُحتمل.في النبطية وكفررمان اعتصامات واحتجاجات، كما في باقي المناطق ويتم التنسيق لمظاهرة جنوبية في مدينة صور رفضًا للغلاء والوضع الاقتصادي وستنطلق من مفرق العباسية وصولًا لمدينة صور وسيشارك فيها ثوار من كل الجنوب.وقالت مصادر إعلامية إن حزب الله وحركة أمل تحاول منع أي تظاهرة في مناطقه، ويقوم الجيش بدوره بمنع أي قطع طريق، أو إشعال إطارات داخل القرى وعلى شوارعها الرئيسية، كما جرى في صريفا والعباسية ومعركة جنوبا.حقب التجويعويرى مراقبون أن ما يجري اليوم في لبنان، يُذكّر بحقب التجويع في الحروب العالمية. ونقلت وسائل إعلامية لبنانية مشاهد إذلال الناس أمام الأفران وشاحنات نقل الخبز في كل لبنان، وبلغ سعر ربطة الخبز ألفين و500 ليرة، ويرى ناشطو الحراك الشعبي أن ذلك ستكون له تداعيات كبيرة، وفقدان الرغيف هو فقدان آخر خطوط الدفاع الإنساني عن الحياة.وفشلت الحكومة في ضبط سعر الدولار وتفلت أسعار المواد الغذائية والمحروقات وانقطاع المازوت، ورغيف الخبز، يبدو أن الثورة تتمدد، والعصيان والتمرد يستفحلان في الجسد الشيعي، وتنتشر مظاهر الرفض للوضع الاقتصادي والاجتماعي المزري عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع.وانتشرت على طرقات البقاع ـ بيروت، وداخل محافظة البقاع ظاهرة السلب المسلح والتشليح، وهي مناطق يسيطر عليها مسلحو حزب الله، وبات مقلقًا تفلت الأمن الاجتماعي، وسيادة منطق شريعة الغاب.
مشاركة :