مهاجرون من الروهينجا يروون رحلتهم المحفوفة بالمخاطر في البحر

  • 6/29/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لوكسوماي – إندونيسيا - (أ ف ب): بعد أشهر في البحر، تروي مجموعة من النازحين الروهينجا الذين وصلوا إلى السواحل الإندونيسية هذا الأسبوع، لوكالة فرانس برس رحلتهم التي عانوا خلالها من الجوع والعطش وعنف المهربين. وقال عدد من هؤلاء المهاجرين الذين نزلوا في جزيرة سومطرة أن سيدة على الأقل لقيت مصرعها خلال العبور وألقيت جثتها في البحر. وكان هؤلاء المهاجرين الذين ينتمون إلى أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة في بورما، ويبلغ عددهم نحو مائة بينهم حوالي ثلاثين طفلا، على متن مركب هش قبل أن ينقلهم صيادو سمك محليون إلى لوكسوماي البلدة الواقعة في إقليم أتشيه. ورفضت السلطات الإندونيسية أولا السماح بإنزالهم خوفا من نقلهم عدوى كوفيد-19. لكن السكان المتعاطفين معهم قرروا التحرك وإنزالهم إلى البر وتقديم مواد غذائية وملابس لهم وقاموا بتسجيلهم. وتحدث أحد المهاجرين لفرانس برس عن عنف المهربين بعدما غادروا مخيم اللاجئين في بنجلاديش في محاولة للوصول إلى ماليزيا. وقال رشيد أحمد (50 عاما) الملتحي في مركز الهجرة في لوكسوماي لفرانس برس «قاموا بتعذيبنا وتسببوا بجرحنا ومات أحدنا». وأضاف «كلنا تألمنا على هذا المركب». وأوضح أنه «في البداية كان هناك غذاء لكنه نفد، ونقلنا المهربون إلى مركب آخر وتركونا في عرض البحر وحدنا». وذكر حبيب الله وهو لاجئ آخر أن الجميع «تعرضوا للضرب». وأضاف «قطعت أذني وضربت على رأسي». أما كوريما بيبي «20 عاما» فتؤكد أن شخصين ماتا خلال الرحلة. وقالت وهي تغطي رأسها بمنديل أبيض وقد جلست على الأرض مع طفلها: «لم يكن لدينا طعام كافٍ ولا مياه، واضطر البعض إلى شرب مياه البحر أو البول». وتابعت «لكننا نجونا مع ذلك». ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذه الروايات. لكن شهادات الناجين ومنظمة الهجرة الدولية تتفق على أن هذه المجموعة من الروهينجا جاءت من مخيم بالوخالي في كوكس بازار في بنجلاديش بعدما فرت من الاضطهاد في بورما. وقال ناطق باسم المجموعة لمنظمة الهجرة الدولية إنه خلال الرحلة المنهكة، توفيت سيدة وتركت طفليها، مشيرًا إلى أن ثلاثة قاصرين آخرين بينهم فتاة في العاشرة من العمر قاموا بالرحلة بلا مرافقين بالغين. وذكرت منظمة الهجرة الدولية أن المهربين طلبوا 2300 دولار لنقلهم إلى ماليزيا، الوجهة المفضلة لهؤلاء الفارين لأنها غنية نسبيا وغالبية سكانها من المسلمين. وينطلق المهاجرون الروهينجا بشكل عام إما من بورما أو من بنجلاديش إذ يعيش مليون منهم فروا من ممارسات الجيش البرومي في 2017. في مخيمات مكتظة.وقد أغراهم مهربون بحياة أفضل في جنوب شرق آسيا لكن الرحلة التي تتطلب قطع مئات الآلاف من الكيلومترات إلى ماليزيا أو إندونيسيا محفوفة بالمخاطر. وفي لوكسوماي، بدا سكان الساحل الثلاثاء غاضبين من رفض السلطات السماح بإنزال هؤلاء النازحين، وقرروا التحرك بأنفسهم لمساعدتهم. وقال أحد هؤلاء السكان: «بصفتي مسلما، تعاطفت معهم لأنه كان هناك عدد كبير من النساء والأطفال وهذا أحزنني». وأضاف: «آمل أن نواصل مساعدتنا كما يجب أن نفعل لكل إخوتنا البشر». ورحبت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بمبادرتهم. وكشفت فحوص أجريت لهؤلاء المهاجرين أنهم غير مصابين بكوفيد-19.

مشاركة :