تراجعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي أمس، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، مما دفع بعض الدول إلى استئناف الإغلاقات الجزئية التي قد تضر بالطلب على الوقود. وكان خام برنت منخفضاً 81 سنتاً بما يعادل 2 في المئة إلى 40.21 دولاراً للبرميل في حين نزل الخام الأميركي 75 سنتاً أو 2 في المئة أيضاً ليسجل 37.74 دولاراً. ويتجه برنت لتحقيق زيادة شهرية ستكون الثالثة على التوالي في يونيو بعد أن مدد المنتجون العالميون خفضاً غير مسبوق للمعروض بمقدار 9.7 ملايين برميل يومياً حتى نهاية يوليو، في حين تحسن الطلب على النفط بعد تخفيف الدول في أنحاء العالم إجراءات الغلق الشامل. لكن حالات الإصابة العالمية بفيروس كورونا تخطت العشرة ملايين أمس، الأول، إذ تكابد الهند والبرازيل تفشياً يتجاوز العشرة آلاف حالة يومياً. وظهرت إصابات جديدة في دول مثل الصين ونيوزيلندا وأستراليا، مما حدا بالحكومات لإعادة فرض قيود. وقال هوي لي، الاقتصادي في بنك أو.سي.بي.سي السنغافوري، "الموجة الثانية من العدوى لم تغادرنا... يكبح ذلك حالة التفاؤل التي لاحظناها في الأسابيع الستة إلى الثمانية الأخيرة". وأضاف أن عوامل أخرى تحد من ارتفاع أسعار النفط حالياً تشمل ضعف هوامش التكرير وارتفاع مخزونات الخام واستئناف الإنتاج الأميركي. وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس، أن سعر سلة خاماتها الـ13 ارتفع يوم الجمعة الماضي بواقع 81 سنتا، ليستقر عند 37.99 دولارا للبرميل مقارنة بـ 37.18 دولارا للبرميل يوم الخميس الماضي. وجاء في نشرة وكالة انباء "أوبك" أن المعدل الشهري لسعر سلة خاماتها لمايو الماضي بلغ 25.17 دولارا للبرميل، اما شهر أبريل الماضي فبلغ 17.66 دولارا للبرميل، الأمر الذي يشير إلى أن سعر السلة بلغ منذ بداية العام الحالي حتى نهاية الأسبوع الماضي 36.98 دولارا للبرميل. وذكرت نشرة "أوبك" أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 52.43 دولارا للبرميل. وتوقعت "أوبك" في أحدث تقرير لها انخفاض الطلب على خاماتها العام الحالي إلى 24.3 مليون برميل يوميا، أي أقل بمقدار 5.6 ملايين برميل يوميا عن مستوى 2019، وذلك إثر الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في أبريل الماضي، خلال الاجتماعات الوزارية غير العادية للمنظمة وحلفائها من خارج المنظمة وغير الأعضاء. وتنتظر "أوبك" أن تساهم التخفيضات الإنتاجية الإضافية التي أعلنتها العديد من الدول الأعضاء في المنظمة بالإسراع في اعادة التوازن الى السوق العالمي للنفط، وتحسين الطلب على خامات المنظمة في عام 2020. وكانت "أوبك" وحلفاؤها من كبار منتجي النفط، بما في ذلك روسيا، شرعوا بداية مايو الماضي بسحب 9.7 ملايين برميل في اليوم من السوق أو ما يعادل 10 في المئة من إنتاج النفط العالمي، في محاولة لدعم الاسعار التي تأثرت كثيرا بفعل النقص الحاد في الطلب العالمي على النفط بسبب توقف السفر والسياحة جراء جائحة كورونا.
مشاركة :