اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بأنها تتحمل في النزاع الليبي «مسؤولية تاريخية وإجرامية» بوصفها بلداً «يدعي أنه عضو في حلف شمال الأطلسي». وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: «نحتاج في هذه المرحلة إلى توضيح لا غنى عنه للسياسة التركية في ليبيا والتي هي مرفوضة بالنسبة إلينا»، آخذاً خصوصاً على أنقرة أنها «زادت» من وجودها العسكري في ليبيا و«استوردت مجدداً وفي شكل كبير مقاتلين إرهابيين من سوريا». في السياق، تدور مناقشات ساخنة تدور داخل الاتحاد الأوروبي، لبحث الشكوى الفرنسية ضد تركيا، فيما يرى خبراء أوروبيون، أن المناقشات الفرنسية مع 21 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، هم في الوقت نفسه أعضاء في حلف الناتو، من أصل 29 دولة، ترمي إلى تجميد عضوية تركيا، وفرض عقوبات اقتصادية عليها. استراتيجية جديدة وقال إدوارد بانيول، الضابط السابق في البحرية الفرنسية، والمدرس بالمدرسة العسكرية الفرنسية بباريس، لـ «البيان»، إن فرنسا تواجه بغضب غير مسبوق، الانتهاكات المتزايدة من جانب أنقرة في منطقة شرق المتوسط، وهو موقف معلن لفرنسا، على لسان الرئيس إيمانويل ماكرون، تصاحبه شكوى رسمية من باريس إلى حلف شمال الأطل سي «الناتو»، حول وقائع محددة، تندرج تحت بند «السلوك العدواني» من جانب تركيا، إزاء فرقاطة فرنسية من قوة عملية «إيريني» الأوروبية في المتوسط، خلال محاولتها تفتيش سفينة شحن يشتبه في نقلها أسلحة إلى ليبيا، وهي الشكوى التي أيدت ثماني دول أوروبية، طلب باريس فتح تحقيق حولها، ما يقلص بشكل كبير، حالة «التباين» في المواقف الأوروبية تجاه أنقرة، التي كانت في السابق، ويؤشر نحو «استراتيجية» أوروبية، على وجه الخصوص، جديدة تجاه تركيا. أدوات ناجعة للمواجهة وأكد لويس باسريمان، الدبلوماسي الأسبق بالخارجية الألمانية، والمستشار الأسبق بالمعهد الدبلوماسي ببرلين، أن تركيا باتت تمثل تهديداً مباشراً واضحاً لأوروبا، التي تمتلك 21 مقعداً من أصل 29 عضواً في حلف الناتو، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي صاحب قرار، ويمتلك الأدوات الناجعة لمواجهة تركيا، وهذا ما أثارته فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، خلال اجتماعات «عن بعد»، مساء الأربعاء، داخل حلف شمال الأطلسي، واستمرت حتى مساء الخميس الماضي، أجمع خلالها جُل وزراء دفاع الدول الأعضاء بـ «الناتو»، على ضرورة مواجهة التهديدات المتزايدة من جانب أنقرة، وقال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه إلى جانب الانتهاكات العسكرية في شرق المتوسط، وعرقلة عمل فرق المهام الدولية في المنطقة، هناك استخدام سافر من جانب أنقرة لملف المهاجرين غير الشرعيين لتهديد أوروبا، سواء من جهة الجنوب الغربي «الحدود التركية الأوروبية»، أو جنوب المتوسط «ليبيا»، في الوقت نفسه، أشار المجتمعون إلى مواقف عديدة، تثبت عدم احترام أنقرة للحلف ومسؤولياته، مستشهدين بالهجوم الذي شنته أنقرة في شمال شرقي سوريا، من دون أي تشاور مع الحلفاء. إقصاء لا بد منه وأوضح لوكا سيرفيلو، الخبير العسكري، والضابط الأسبق بالجيش الإيطالي، أن مصالح جُل الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مترابطة وموحدة تقريباً، وتستدعي وقفة حاسمة ضد تركيا، خاصة أن التهديدات التركية لم تقتصر على التهديدات للمصالح الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، بل امتدت إلى داخل حدودها، كما هو الحال في فرنسا وألمانيا واليونان وقبرص، وهو أمر بات يضغط على دول مثل ألمانيا، ويجبر الجميع على الاتجاه في طريق إقصاء أنقرة من الحلف، كونها باتت عضواً «معاكساً»، يهدد الحلف بالكامل، لا سيما أن أنقرة تعمل منذ شهور على استقطاب أعضاء في الحلف، من خارج دول أوروبا، لخلق جبهة مضادة لدول الحلف من داخل التكتل الأوروبي، وهو أمر يتعارض بشكل واضح وصارخ، مع بنود معاهدة تشكيل حلف شمال الأطلسي، ويستوجب الإقصاء الفوري. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :