مكتب عكاظ سفراء يعد شهر رمضان من أصعب الفترات التي تمر على المبتعثات السعوديات في استراليا وسبب ذلك هو صعوبة التوفيق بين المهام الدراسية والمنزلية. التقت الصحيفة ببعض المبتعثات ليروين معاناتهن وكيفية تجنب المشاكل والصعوبات التي تواجههن كما تحدثن عن تعامل غير المسلمين معهن خاصة في الشهر الفضيل. البداية مع المبتعثة وجدان عدنان كعكي طالبة ماجستير إدارة وقيادة تعليمية حيث قالت: هذه هي السنة الثالثة التي أقضي رمضان في استراليا، ومن خلال تجربتي فإن أيام وظروف رمضان تختلف من سنة لأخرى، ففي السنة الأولى وهي سنة دراسة اللغة كنت أواجه صعوبة في الصيام وكان هناك بعض المشقة، فالدراسة كانت من الصباح الساعة 8 وحتى الـ5:15 مساء، فلا يوجد وقت لإعداد الفطور أو الشعور برمضان كما يستحق كشهر عبادة وتفرغ لأن الدراسة كانت تأخذ جل الوقت فكريا وجسديا، ولكن بفضل الله كان ومازال يتوفر فطور جماعي يقوم باعداده المسلمون كل يوم مما خفف علينا مسألة إعداد الفطور، وكانت الجامعة توفر مكانا مخصصا لصلاة التراويح وذلك مما ساعد على شعورنا بالطاعة والشهر الفضيل في بلاد الغربة، وفي السنة الثانية والثالثة تكاد تلك الصعوبات تقل أو تتلاشى فكانت الدراسة فقط يومين أو ثلاثة في الأسبوع، مما ساعد على توفير وقت لإعداد الفطور والصلاة والوقت للتفرغ للعبادات. أما المبتعثة ثريا عبدالرحمن فلاته طالبة دكتوراة في التقنية الحيوية وهي زوجة وأم لطفلين فتقول تجربتي مع الصيام في استراليا بدأت من 2009م، والصعوبات التي واجهتها في غربتي لم تكن متعلقة بالجوع او العطش ابدا بل بالاحساس باجواء وبروحانية رمضان واجتماع العائلة على مائدة الافطار ولكن بفضل من الله الآن اصبح لرمضان في غربتي طعم اخر بعد تعرفي على المدينة والمساجد والمراكز الاسلامية وانضمامي لبعض الانشطة بها، ومن ناحية اخرى تكيفت مع اجواء الغربة من ناحية غياب الاجتماعات العائلية وغياب البرامج التلفزيونية التي تستهدف رمضان دون سائر الشهور؛ وبذلك وجدت متسعا من الوقت لقراءة القرآن وتدبره، أما الصعوبة الوحيدة التى لم استطع ايجاد حل لها انا ومعظم المبتعثات بدوام كامل (9-5) هي قصر نهار رمضان حيث ينتهي دوامنا على موعد الافطار فلا نجد الوقت الكافي للاهتمام ولتحضير الافطار لعائلتنا وبتنظيم الوقت ومشاركة المهام بين افراد الاسرة يسهل تجاوز هذه المشكلة من باب ان المشاركة بين الزوجين تخفف الحمل على كليهما. كما تحدثت فهيمة حسين البقاشي طالبة ماجستير في إدارة الاعمال حيث قالت: أيام مباركة تشعر بنسيمها قبل أن تهل وتنتظر لياليها بروح ملؤها الأمل والرجاء، الصيام في الغربة لا يختلف كثيرا في غير الغربة فنحن من نصنع الظروف لنعيش روحانيته فعادة نستقبل رمضان بتزيين البيوت بالفوانيس وبعض العبارات التي يمكن ان نعرف بها عن ديننا للجيران غير المسلمين، وهناك عدة عوامل معينة على الصيام في الغربة أهمها البيئة المحيطة كالصحبة الصالحة، فكثيرا ما نجتمع لنشعر بأننا عائلة واحدة تجمعنا الغربة على المحبة والاخوة وكثيرا ما نجتمع لتناول الافطار سويا وفي حلقات الذكر الرمضانية، أيضا بالنسبة للجامعة فقد وفرت مصلى خاصا بالمسلمين تقام فيه الفروض الخمسة والتراويح ويوجد به افطار صائم طيلة ايام الشهر الكريم، كما انهم يشاركوننا بتقديم إفطار رمضاني سنوي مقدم خصيصا للطلبة المسلمين من الجامعة إضافة الى ذلك احترامهم لنا في القاعات الدراسية وذلك بامتناعهم عن الشرب والأكل أمام المسلمين في أيام رمضان وهذا ما يشعرنا بقوة العزيمة والاعتزاز بديننا أكثر، بل البعض من الصديقات غير المسلمات قررن أن يصمن ويفطرن معنا حتى يشعرن بنا وهذا يدفعهم لمعرفة تفاصيل الاسلام ولماذا نصوم ونسأل الله لهم الهداية، وأخيرا، رمضان أيام معدودات فأوصيكم ونفسي باستغلال كل دقيقة حيث تكون الأجور مضاعفة نسأل الله ان يجعلنا ووالدينا واياكم من عتقائه من النار. أما المبتعثة بتول محمد يوسف الباز طالبة دكتوراة فقد قالت: للصيام في الغربة طعم خاص ومميز يتيح لنا استشعار اختلاف حالنا عما يدور حولنا، حيث يبقى كل شيء كما هو عليه من ساعات عمل ومواعيد فتح وإغلاق المحلات التجارية، وتوفر دراسة الدكتوراة بالمقارنة بالدرجات الأخرى مرونة فريدة من نوعها حيث يتمكن الباحث وفق حدود معينة من تغيير ساعات العمل أو النوم مما قد يساعده على أداء العبادات كصلاة التراويح وقراءة القرآن. وينبغي على الطالب توضيح ما تمر به الأمة الاسلامية في هذا الشهر من صيام وحاجته للاعتذار أو التغيب إن استدعت الحاجة ففي أستراليا وخصوصا في المجتمعات الأكاديمية والعملية، توجد لوائح وأنظمة تكفل لجميع المنتسبين لتلك الكيانات التعاون مع الحالات الاستثنائية كهذه الظروف الخاصة والمؤقتة ومراعاتها. أما المبتعثة أسماء علي طالبة ماجستير فيزياء طبية فقد قالت: تعتبر تجربة الصوم خارج أرض الوطن وبعيدا عن الأجواء الإيمانية التي توفرها بلداننا العربية أو الإسلامية اختبار من الدرجة الاولى لنا كأفراد مغتربين لاسيما وأن الفرد منا عليه أن يقرر ما يصح وما لا يصح فعله وقوله ومشاهدته فـي رمضان؛ من وجهة نظري انه اختبار يضع الفرد منا أمام صورته الإسلامية الحقيقية؛ فيعلم أين هو من الله ومن القرآن ومن سائر العبادات، ومما لا شك فيه أننا منشغلون بالدراسة في معظم الاحيان لكن ذلك لا يمنعنا من أن نخصص جزءا من وقتنا نعمل فيه على إضاءة قبورنا، من باب ان الدنيا تتطلب منا السعي والسعي للآخرة يأتي بالمقام الأول. أما المبتعثة اشواق رافع الرويلي طالبة دكتوراة فقد قالت: هناك بعض التحديات التي تواجهنا هنا ومنها المشي كثيرا واستخدام وسائل المواصلات العامة والانتظار وهذا قد يرهق الصائمة نوعا ما خاصة ان جهدها لا يقف حال وصولها منزلها بل هو بداية مشروع تفطير الاسرة وتحتاج الوقوف في المطبخ حتى ما بعد الأذان، وأما على صعيد دراستي فإنني ألاحظ أن التركيز في المهام المعقدة يزداد صعوبة في اخر النهار ولذلك عادة اترك الامور الدراسية التي لا تحتاج للتحليل العقلي والتركيز الذهني لآخر اليوم، وأعمد في بدايات الصباح الى التركيز على الأمور التي تحتاج الى ذهن حاضر وأعمل على إنهائها قبل منتصف النهار، كما أنني أرى أن هناك صعوبة في التسوق لاحتياجات المنزل ايام الاسبوع خلال شهر رمضان، وسبب ذلك هو أن أغلب الأسواق تغلق وقت أذان المغرب والمحال التجارية تغلق ٩ مساء، ولكني أتجنب حصر احتياجاتي وشراءها في إجازة نهاية الأسبوع يوم السبت أو الأحد.
مشاركة :