حدد خبراء ومختصون في ريادة الأعمال نصائح عدة، تساعد أصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة ورواد الأعمال على تجاوز التحديات المرتبطة بتداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19». وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن الأشهر الأخيرة شهدت الكشف عن العديد من الإجراءات والمبادرات المحفزة للاقتصاد والداعمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، بيد أن رواد الأعمال من جانبهم، عليهم مسؤولية في تطوير أعمالهم والتجاوب مع المتغيرات الراهنة، واستكشاف الفرص المتميزة ببعض القطاعات. وأكدوا أهمية الدراسة الدقيقة لحجم الأزمة والتأثير المتوقع على السوق، ومراجعة التغير في سلوكيات المستهلكين. قال الدكتور خالد مقلد، أمين عام الاتحاد العربي لريادة الأعمال، إن قدرة رواد الأعمال على مواجهة الأزمة الراهنة ترتبط في البداية بدارسة حجم ونوعية الأزمة، فضلاً عن مسار الأزمة، وهل هي في مرحلة الانتهاء أو النمو والتصاعد والتعقيد. وأضاف أنه بناء على ذلك، فمن الضروري تقييم الأزمة جيداً من حيث المدى الزمني، ودراسة التأثير المتوقع على السوق، وهل هو تأثير مستمر أو مؤقت، وهل ستؤدي الأزمة لخلق منافسين جدد؟ وهل ستتغير سلوكيات المستهلكين، فضلاً عن التغيير المتوقع في نوعية المنتج وجودته أو الخدمة ونوعيتها؟ وأوضح مقلد أن رائد الأعمال يجب أن يدرك أن أول الحلول لا يجب أن يرتكز على تخفيض النفقات، سواء من حيث تقليص الرواتب، أو الاهتمام بخفض الإيجارات أو الرسوم، ولكن يجب أن يرتكز على دراسة سلوك المستهلك، وهل سوف يستمر في شراء المنتج بذات الدرجة، وهل سيهتم بالحصول على الخدمة في الأساس، أم أن السلعة أو الخدمة التي يقدمها رائد الأعمال تراجعت أهميتها للمستهلك بعد قدرته على الاستغناء عنها؟ وأضاف أنه في حالة تراجع أهمية السلعة أو الخدمة التي يوفرها رائد الأعمال، فإن خفض النفقات وتسريح العمالة لن يفيد في شيء، بعدما تغيرت سلوكيات المستهلك التقليدي.وفيما يتعلق بالقطاعات الواعدة للاستثمار خلال هذه الفترة، أوضح مقلد أن تركيز رائد الأعمال يجب أن يرتكز على استكشاف الأساليب الجديدة، موضحاً أن كافة القطاعات تتوفر بها فرص واعدة، ولكن يجب أن يدرس المستثمر متطلبات المستهلك وهل يرغب في عودة المستثمر لأعماله بذات الأسلوب، أو هناك حاجة ضرورية للتطوير والتجديد. وأكد مقلد أهمية دراسة سلوك المستهلك الذي يقود التغيير بالسوق، وأيضاً دراسة المنافسين الذين اتخذوا قرارات محددة خلال الأشهر الماضية، وهل هذه القرارات كانت ناجحة؟ وهل يمكن اتخاذ قرارات أفضل منها؟ عودة النشاط بدوره، أوضح رائد الأعمال خليفة عوض المهيري أن عودة الحركة الاقتصادية تدريجياً مع افتتاح المراكز التجارية «المولات» والمطارات، لا يعني بالضرورة عودة النشاط الاقتصادي مثل السابق، موضحاً أن الأزمة فرضت ممارسات جديدة لم تكن موجودة من قبل. وأضاف: على سبيل المثال، فإن الأزمة فرضت على المستهلكين سلوكيات محددة قبل التوجه للتسوق أو الحصول على أي خدمة أو سلعة، ولكن ليس كل المستثمرين لديهم الإمكانيات لتوفير متطلبات هذه السلوكيات ومواكبة المتغيرات الجديدة. وأوضح أنه في بداية الأزمة، تم الكشف عن حزم لدعم رواد الأعمال، ولكن جميعها كانت على المدى القصير، سواء فيما يتعلق بتأجيل الإيجارات أو الأقساط لمدة 3 أشهر فقط، مشيراً إلى أن الملاك والبنوك يترددون اليوم في تقديم المزيد من التسهيلات، رغم أن الحركة الاقتصادية لم تعد لمعدلات ما قبل الأزمة. وأكد المهيري أن رواد الأعمال يمكنهم اتخاذ عدة إجراءات، قد تسهم في تجاوز تحديات كورونا، منها الاهتمام بالتحول الرقمي لإدارة الشركة، وهذا التحول لا يجب أن يقتصر فقط على استخدام رسائل البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو تقنيات التواصل عبر الفيديو، ولكن من الضروري استخدام منصات إلكترونية خاصة بالشركة لإنجاز المعاملات، والتي تحقق فوائد كبيرة بتكلفة قليلة. وأضاف أن صاحب المشروع يجب أن يزيد سلة المبيعات وتنويع الخدمات التي يتم تقديمها، وبما يضمن توفير احتياجات العملاء الجديدة، مضيفاً أنه على سبيل المثال، فإن الأزمة الراهنة قد تزيد حاجة العملاء لمنتج محدد، قد لا يكون ضمن المنتجات الرئيسية للشركة، وهو ما يجب أن يدفع صاحب المشروع للتوسع في إنتاج هذه السلعة. إدارة السيولة من جانبه، أوضح غسان حمود، المدير الشريك في شركة يمناك للاستشارات الإدارية، أهمية تركيز رواد الأعمال على إدارة السيولة خلال هذه الفترة، وتخفيض المصاريف التشغيلية، بحيث يتم الاستغناء عن أي مصاريف غير ضرورية، فعلى سبيل المثال، فإن الشركات التي تمتلك أكثر من فرع، يمكنها المبادرة بالاعتماد على فرع واحد لتقليص الإيجارات، كما أن الشركات التي كانت لا تعتمد الخدمات الإلكترونية، يجب أن تتوسع في تقديم هذه الخدمات، فضلاً عن دراسة فرص العمل عن بُعد لتوفير المزيد من النفقات. وأكد حمود ضرورة عدم تورط أصحاب الشركات الصغيرة في المزيد من القروض والديون الجديدة خلال هذه الفترة، لاسيما في ظل صعوبة تحديد موعد واضح لانتهاء هذه الأزمة. ولفت إلى إمكانية دراسة فرص الاندماج بين الشركات المماثلة والعاملة بذات النشاط، بما يقلص النفقات، فضلاً عن التوسع في الحصول في الخدمات عبر نظام التعهيد. مواكبة المتغيرات أكد سند المقبالي، رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، أن الفترة الأخيرة شهدت طرح العديد من الإجراءات والمبادرات المحفزة للاقتصاد والداعمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحاً أن رواد الأعمال - من جانبهم - عليهم مسؤولية في تطوير أعمالهم والتجاوب مع المتغيرات، واستكشاف الفرص المتميزة ببعض القطاعات، مثل التجارة الإلكترونية والصحة وخدمات التوصيل، والمواد الغذائية، وتقنية المعلومات، وغيرها. وأشار إلى ضرورة اهتمام الشباب بالاطلاع على التجارب الناجحة لرواد الأعمال، موضحاً أن رائد الأعمال عليه أن يتوجه لحلول أخرى للتمويل، عبر دراسة فرص الشراكة أو التمويل الجماعي.
مشاركة :