أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم (الإثنين)، تقديم مشروع قرار للتداول بشأنه يتعلق بسد النهضة الأثيوبي. وقال شكري، خلال الجلسة التي عقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بناء على طلب مصر، إن نص مشروع القرار يتسق مع مخرجات اجتماع هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، الذي جرى قبل أيام، ويدعو الدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا) للتوصل إلى اتفاق حول السد في غضون أسبوعين، مع عدم اتخاذ إجراءات أحادية، مشيرا إلى الدور الحيوي لسكرتير عام الأمم المتحدة في هذا الصدد. وأكد الوزير المصري، أن مشروع القرار "لا يرمي إلى الافتئات على أي عملية تفاوضية أو استباقها، وإنما يهدف إلى تأكيد اهتمام وحرص المجتمع الدولي، على أعلى مستوى، على التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، وإدراكه لخطورة اتخاذ أي إجراءات أحادية في هذا الشأن". واعتبر شكري، أن السد الأثيوبي يمثل "خطرا وجوديا يهدد بالافتئات على المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري.. ويمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده مصدر الحياة الوحيد لها". وحذر من أن "ملء وتشغيل السد بشكل أحادي، ودون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتي المصب.. سيزيد من التوتر ويمكن أن يثير الأزمات والصراعات التي تهدد الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل". وتابع "نحن في مصر نعيش في أكثر مناطق حوض النيل جفافاً، وبلادنا الأكثر شحاً في المياه على وجه الأرض.. إذ يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه حوالي 560 متراً مكعباً سنوياً". وأوضح أنه "إذا تم ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي، وفي غياب اتفاق يحقق المنفعة للجميع، فإن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الواقع الهيدرولوجي الصعب ويعرض الملايين في مصر والسودان للخطر". وأشار إلى أن مصر انخرطت خلال ما يقرب من عقد كامل في مفاوضات مضنية حول سد النهضة، بهدف الوصول إلى اتفاق عادل، "لكن، للأسف لم تحقق هذه الجهود أي نجاح". وأكد أن "الحل الناجع لمسألة سد النهضة يتمثل في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن، ومصر سوف تحفظ وتؤمن المصالح العليا للشعب المصري، فالدفاع عن البقاء ليس محض اختيار، إنما هو مسألة حتمية تفرضها طبيعة البشر". وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ عدة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا. وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب. ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر.