تواجه المستشارة الألمانية تحديات كبيرة مع بدء تولي بلادها بعد يومين الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تتعلق بخطة التعاون الأوروبية والاتفاقية الخضراء وملف الهجرة وغيرها من القضايا الحاسمة، في حين أن الوضع في فرنسا وضع الرئيس إيمانويل ماكرون أمام حتمية تحسين موقعه في المشهد السياسي في بلاده، ويأتي اللقاء الذي جمع ميركل وماكرون الاثنين في برلين من أجل دفع رهانات كل طرف على طريق التقدم خلال المرحلة القادمة. برلين- يحمل استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين في برلين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دلالات بأبعاد متعددة لاسيما أن ماكرون هو أول رئيس أجنبي تستقبله ميركل منذ تفشي وباء كورونا كما أن هذا اللقاء يأتي قبل يومين من تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، حيث أن كلاّ من ميركل وماكرون يواجهان تحديات كبيرة ترتبك بحرصها على إنجاح خطة النهوض التي اقترحاها لمواجهة تداعيات الجائحة على بلدان الاتحاد إلى جانب رهانات أخرى خاصة بكل طرف على حدة. واستقبلت ميركل في قصر الضيافة الحكومي ميزيبرج شمالي برلين ماكرون، عشية تولي بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الذي يواجه أزمة غير مسبوقة تعتزم المستشارة معالجتها قبل ترك السلطة وسط أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد. وأكدت ميركل أهمية اتفاق بلادها مع فرنسا كمفتاح للتوصل إلى حل أوروبي لبرنامج التعافي الاقتصادي من تداعيات أزمة كورونا. وفي أعقاب محادثة مع ماكرون، قالت ميركل «إذا اتفقت ألمانيا وفرنسا، فإن هذا لا يعني أن أوروبا متفقة لكن إذا لم تتفق ألمانيا وفرنسا، فإن هذا يعني أن اتفاق أوروبا ليس في حالة جيدة». وقالت ميركل إن « الآمال المعلقة على ذلك عالية»، في إشارة إلى تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل. هايكو ماس: نودّ استخدام الأزمة غير المسبوقة لإطلاق تعديلات في الاتحاد هايكو ماس: نودّ استخدام الأزمة غير المسبوقة لإطلاق تعديلات في الاتحاد وأعربت عن اعتقادها بأن برلين وباريس بإمكانهما أن تسهما في النقاش الدائر حول برنامج التعافي الاقتصادي لكورونا « بأن نعطي دفعة إيجابية في الاتجاه الصحيح بالنسبة للمستقبل الأوروبي». وشددت ميركل «نحن نعيش في مرحلة جادة»، ولفتت إلى أن برلين وباريس تعتزمان في الشهور المقبلة لعب دور مشترك يوضح أن « أوروبا هي مستقبلنا». وأشارت ميركل إلى أن القوة ولعب دور في التحديات الكبيرة مثل الرقمنة وحماية المناخ أو « في قضية الحرب والسلام بأصدق معنى للكلمة» مرهون بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل إن برلين وباريس ستعملان معا من أجل أن تخرج أوروبا بحالة جيدة وبسلامة من هذه الأزمة التي ستترك أثرها لفترة طويلة. وكانت ميركل وماكرون قد اقترحا إنشاء صندوق مساعدات بقيمة 500 مليار يورو لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي من تداعيات أزمة كورونا، غير أن الاقتراح قوبل برفض معسكر في الاتحاد الأوروبي يسمى “الرباعي المقتصد” ويضم النمسا والدنمارك وهولندا والسويد، إذ ترفض هذه الدول تقديم مساعدات للدول المتضررة في صورة منح لا ترد. وفي أعقاب ذلك، اقترحت أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية إنشاء صندوق تعاف برأسمال قدره 750 مليار يورو منها 500 مليار يورو يتم تمويلها من ميزانية الاتحاد و250 مليار يورو يتم اقتراضها، وتروج ميركل وماكرون لهذه الخطة بين دول التكتل. ويتوقع أن يحسن ماكرون، الذي وعد بإعطاء “أجوبة قوية على مستوى رهانات وتوقعات” الفرنسيين لناحية البيئة، موقعه بعد هزيمة مني بها حزبه الأحد في الانتخابات البلدية التي تقدم بها الخضر بشكل كبير. وأمام المستشارة الألمانية تحديات كثيرة اعتبارا من الأول من يوليو بدءا بـ”الاتفاقية الخضراء الأوروبية إلى بريكست مرورا بملف الهجرة أو العلاقات مع الصين والولايات المتحدة. لكن تفشي وباء كوفيد – 19 والأزمة الاقتصادية الناجمة ستكون الأولوية خلال الأشهر الستة المقبلة. ونهاية مايو، أعلنت ميركل “لقد غّير فايروس كورونا عالمنا كما غير خطط الرئاسة الألمانية”. ميركل تؤكد أن برلين وباريس ستعملان معا من أجل أن تخرج أوروبا بحالة جيدة وبسلامة من هذه الأزمة التي ستترك أثرها لفترة طويلة ومن جهته أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمام المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية الاثنين “نود استخدام هذه الأزمة غير المسبوقة لإطلاق تعديلات غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي”. وقالت ميركل “كانت ردود الفعل الأولية بما فيها ردود فعلنا وطنية وليس دائما أوروبية” وهي تنوي درء “خطر الهوة العميقة التي تتسع أكثر وأكثر في أوروبا”. وباتت تراهن على “التضامن والمساعدة المتبادلة” بين الدول الأعضاء الـ27. وهو تغيير تام في موقف ميركل التي اتهمت بالتعنت في ملف اليونان، التي كانت قريبة من الإفلاس في 2011. وقال دبلوماسي أوروبي إن المستشارة قد “تستفيد من هذه الرئاسة لتكوين إرث”. وتنوي ميركل التي وصلت إلى سدة الحكم قبل 15 عاما، مغادرة المستشارية نهاية 2021.وكسرت ميركل التي غالبا ما تتهم بالافتقار إلى الشجاعة السياسية، أحد المحرمات الألمانية في مجال التضامن المالي من خلال اقتراحها مع ماكرون خطة نهوض أوروبية بـ500 مليار يورو. واقترح المسؤولان تمويل الخطة بدين أوروبي مشترك.
مشاركة :