تـبـنـت لجنةُ الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى مضمونَ التوصية التي تقدمت بها الدكتورة فاطمة القرني على تقرير وزارة الصناعة والثروة المعدنية ـ سابقاًـ والتي طالبت فيها الوزارةَ بزيادة الدعم المقدم لقطاعيّ الصناعات الدوائية وصناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية ، والتوسع في ذلك بحيث تُوزَّع مصانعها على مختلف مناطق المملكة سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإسهاماً في معالجة مشكلة البطالة وكذلك في تنمية الصادرات السعودية غير النفطية، و أشارت القرني في مستهل عرضها لمسوغات التوصية التي سيصوت عليها اليوم الثلاثاء إلى أنه برغم أن كثيراً منها موجودٌ بالفعل وجديرٌ بالاهتمام من قَـبل هيمنة جائحة كورونا عالمياً وسطوة تأثيرها على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عامةً إلاَّ أنها تتجلى حالياً بدرجةٍ أدعى وَجَاهةً وأشد إلحاحاً ، وتمثلت أبرز مسوغاتها ما أكدت عليه رؤية المملكة 2030 وما تضمنه برنامج التحول الوطني 2020 من تركيز على أهمية تنويع مصادر الدخل وتنمية الصادرات غير النفطية ، وضرورة تَوازُن الحراك التنموي بين مناطق المملكة المختلفة إلاَّ أن الوزارة لم تبلغ في جهودها لتحقيق هاتين الغايتين الدرجة المأمولة بعـد، وقالت القرني إنه بدأ واضحاً للعيان أن تحقيق الأمن الغذائي والصحي يتصدر أولويات مختلف دول العالم إثر ما عانتْه من تبعات تفشي وباء كورونا، وبرغم نجاح المملكة في التعامل مع تطورات هذه الجائحة إلاَّ أن بلوغ هذا الهدف في الصورة الأمثل لم يزل يتطلب تركيزاً وتوسعاً أكثر مما هو عليه واقع الحال ، ولا يخفى على أحد ما اضطرت إليه الصيدليات في ذروة الأزمة ــ على سبيل المثال ــ من تقنين لصرف أدوية المسكنات وخافضات الحرارة والمضادات الحيوية، ومستلزمات الحماية الصحية كالمعقمات والكمامات ، حدث هذا بعض المناطق الرئيسية بالمملكة الأوفر حظاً وإمكانات في تقديم الخدمات الطبية فما ظننا ببقية المناطق والمحافظات والقرى الصغيرة ؟!. وذكرت د. القرني أن تبعات هذه الجائحة كشفت عن وجهٍ قبيح لدولٍ كنا نعدها في صدارة أقطار العالم تقدماً وحضارة، وتأكدت من خلالها هشاشةُ بعض الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتَـدَنِّي مستوى الثقة بعددٍ من المنظمات ذات الاختصاص بالشؤون الصحية ، وزاد توقف رحلات الطيران وغيرها من وسائل المواصلات بين الدول من فداحة تأثير الجائحة، ومن وجاهة وأهمـية أن تُعْـنَى كل دولـة بما يكـفــل لها الاسـتغـناء ــ قــدر الإمكـان ــ بما تُصَنِّعه هي أو تشارك في صناعته من أدوية وأجهزة ومستلزمات طبية، ولاشك في أن تَوَجُّه حكومتنا الرشيدة ــ خلال هذه الأزمة ــ للاهتمام المركز بالقطاع الصحي ، وتشغيل المصانع القائمة حالياً بأقصى طاقاتها مما يُعزِّز ويدعم ما تدعو إليه التوصية ، وتأتي أهمية توزيع هذا الدعم بهدف الإسهام في معالجة مشكلة البطالة في مختلف المناطق ، وتوفير احتياجاتها من منتجات المصانع خلال انقطاع التنقل المعتاد فيما بينها ــ اضطراراً ــ كما حدث خلال فترة الحظر الماضية. وحسب مبررات الدكتورة القرني فإن الاستثمار في هذين القطاعين يُعدّ مجالاً واعداً من مجالات التنمية المستدامة ، ويشكل توافر بعض المواد الكيماوية التي تدخل في الصناعات الدوائية والتي تنتجها شركة (سابك) رافداً مهماً ومؤثراً ، كما أن تنامي اعتماد دول الخليج وعدد كبير من الدول العربية على منتجات مصانع الدواء السعودية وكذلك مصانع الأجهزة والمستلزمات الطبية يُمثل مُسوغاً إضافيـاً لضرورة تحفـيز الاستثمار في هذا القطـاع الحيوي المهـم ، وهو ما تدعو إليه وتحض عليه التوصية المقترحة .
مشاركة :