يستعيد علي المسعد أحد زوار سد وادي نجران، زيارة سابقة للحديقة، عندما وجدها على أفضل حال، حيث وجد المتعة وأسرته في قضاء أطول وقت فيها، إلا أنه في هذه المرة أشفق على حالها، الأمر الذي دعاه لاستغراب هذا الإهمال الذي لا يليق بمشروع لا يخدم أهالي المنطقة فحسب بل تعد مقصدا لجميع زوار منطقة نجران، مشيرا إلى أن أي برنامج زيارات لن يخلو من زيارة هذا السد الذي يعتبر من أكبر السدود في المملكة، مطالبا بالتفاتة تعيد الحياة لهذه الحديقة التي فقدت قيمتها في مشروع حيوي وهام. الزائر لسد وادي نجران يقف مندهشا من الإهمال الذي ضرب مرافقه وتحديدا الحديقة العامة والمتحف الملحق بها، خاصة أن السد لا يقتصر دوره على خدمة أهالي المنطقة، بل يمتد عطاؤه ليكون مقصدا لزوار المنطقة ممن يأتون إليها مشاركين في منتديات ومؤتمرات وندوات، وحتى من يبحثون عن المتعة في ربوع نجران. ويلاحظ بأن الأشجار داخل الحديقة ماتت واقفة، والعشب ذبل، والنافورة متوقفة، وأدوات قص الحشائش ملقاة بجوار مولد كهربائي مكشوف يشكل خطورة على حياة مرتادي «الحديقة الميتة». وبدا مرتادو الحدائق مستاؤون من وضع الحديقة، وما آلت إليه الأوضاع داخلها، متسائلين عن السبب في هذا الوضع، وكيف تقبل إدارة السد أن يتدهور حال الحديقة إلى هذا الوضع «المخجل». وأوضح سالم برقان أنه يخاف على أبنائه من التمديدات الكهربائية المكشوفة داخل حديقة السد، الأمر الذي يجبره على مراقبتهم أثناء تنقلهم في الحديقة «الميتة»، - على حد وصفه -، مشيرا إلى أن الأشجار ذبلت وماتت، والعشب الطبيعي بلا سقيا، وأدوات القص معطلة ومهملة تحتل ركنا بجوار عداد كهربائي ترك بصورة تشكل خطورة على حياة مرتادي الحديقة. وطالب المسؤولين عن إدارة السد بإعادة ترتيب الحديقة خاصة أنها متنفس لكثيرين من الأهالي والزوار، مبينا أنه كان يسعد في السابق عندما يشاهد أسر الجاليات المقيمة تزور الحديقة، إلا أنه اليوم يتمنى أن لا يزورها أحد لأنها لا تليق بجماليات السد، ولا بالاهتمام الذي يفترض أن تحظى به هذه الحديقة. واعترف أحد العاملين في السد، أنهم تحدثوا كثيرا مع المسؤولين وطالبوهم بضرورة الالتفاتة للحديقة، وإعادة الحياة لها إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، مشيرين إلى أنهم أيضا يشعرون بالخجل عندما توجه لهم الأسئلة من قبل زوار السد عن أسباب هذا الإهمال. وفي وقت كانت هذه الحديقة عامل جذب لزوار السد بمتحفها الجميل، وباعتبارها مطلا رئيسيا على مرافق السد وخاصة البحيرة، أصبح حالها يدعو إلى الشفقة، ويشير إلى إهمال يجب أن يحاسب من تسبب فيه، مع سرعة العمل على إعادة الحياة لها من جديد.
مشاركة :