قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه يريد جعل محاربة الإرهاب في دول الساحل الإفريقي مهمة أوروبية.ووصل الرئيس الفرنسي إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، للمشاركة في قمة أفريقية تبحث ملف "مكافحة الإرهاب" في المنطقة.وتشهد القمة مشاركة – عبر الفيديو- لكل من المستشارة الألمانية أنجيلا مركل، ورئيس الوزراء الإيطالي، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي.وشدد الرئيس الموريتاني أن التنسيق يلعب دورا حاسما في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى خصوصية المرحلة التي تجتازها المنطقة في ظل جائحة كورونا التي تعرض اقتصادات الدول الأفريقية لمزيد من الهشاشة، على حد تعبيره.وجدد الرئيس الموريتاني، خلال مقابلة له مع صحفية "الشعب" الرسمية، المطالبة بضرورة بإلغاء ديون أفريقيا، خاصة وأن المبلغ الإجمالي لهذا الدين، والذي يعتبر إلغاءه مفيدا للقارة، ليس ذا أهمية كبيرة لاقتصادات الدول الدائنة، على حد تعبيره.وتستضيف موريتانيا، الثلاثاء، قمة جديدة تجمع قادة دول الساحل الأفريقي الخمس، لبحث تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، وتداعيات أزمة كورونا المستجد (كوفيد 19) على جهود مكافحة الإرهاب.القمة تعد استثنائية في دلالاتها وتوقيتها، كونها أول تجمع دولي يستضيف قادة ووفودا مشاركة، في ظل إجراءات بلدان العالم الاحترازية ضد انتشار الوباء والتي فرضت إغلاقا للأجواء والمطارات.ويذكر أن شدد ماكرون، أثناء مؤتمر صحفي عقده في مدينة مسيبرج الألمانية أمس الاثنين، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أن تركيا تتحمل "مسؤولية تاريخية وإجرامية" في النزاع الليبي، وقال: "نحتاج في هذه المرحلة إلى توضيح لا غنى عنه للسياسة التركية في ليبيا، والتي هي مرفوضة بالنسبة لنا".ووصف الرئيس الفرنسي تركيا بأنها "أول طرف خارجي يتدخل في ليبيا"، متهما أنقرة بعدم الوفاء بأي من الالتزامات المترتبة عليها في مؤتمر برلين، وبزيادة وجودها العسكري في ليبيا و" استيراد مجددا وبشكل كبير مسلحين إسلاميين متشددين من سوريا" وإرسالهم إلى ليبيا.واستطرد قائلا: "إنها المسؤولية التاريخية والإجرامية لتركيا التي تدعي أنها عضو في حلف شمال الاطلسي. في أي حال إنها تتحمل (هذه المسؤولية)".وأما بخصوص موقف فرنسا تجاه ليبيا، فأعرب ماكرون عن رغبته في "وضع حد لفكرة خاطئة" بأن حكومة باريس تدعم "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر، مشددا على أن "فرنسا تسعى بالأحرى إلى إيجاد حل سلمي مستدام" في ليبيا.وتصاعد التوتر القائم أصلا بين أنقرة وباريس بشكل ملموس في الشهور الماضية على خلفية النزاع الليبي، حيث تقدم أنقرة دعما عسكريا إلى حكومة الوفاق المتمخضة عن اتفاق الصخيرات والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.
مشاركة :