أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده لن تسمح للباطل والتزييف بمحو حقيقة مأثرة الشعب السوفييتي في الحرب العالمية الثانية ضد النازية. وقال بوتين خلال حضوره مراسم افتتاح النصب التذكاري للجندي السوفييتي بالقرب من مدينة رجيف (شمال شرقي روسيا): «إن نصب رجيف التذكاري هو رمز آخر لذاكرتنا المشتركة، ورمز للإعجاب بالمأثرة العظيمة وتفاني الجندي البطل، والجندي المحرر، والجندي المنتصر، والجندي الذي أنقذ أوروبا والعالم كله من النازية»، وذلك رداً على ما تعتبره روسيا تجاهلاً غربياً لدور الجيش الأحمر في هزيمة النازية.وتابع: «الوقت ليس له سلطة على هذه المأثرة، ويجب ألا تكون ولا يمكن أن تكون منسية أبداً بل وأكثر من ذلك، يجب ألا يتم محوها وتلطيخها بالأكاذيب والمعلومات المزورة. ونحن لن نسمح بذلك، سيبقى لها أثر في نفوسنا كأنها جرح لن يشفى أبداً».وقام بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بإسدال الستار عن النصب التذكاري للجندي السوفييتي بالقرب من مدينة رجيف، حيث وضعا إكليلين من الزهور على قاعدة النصب، ووقف الجميع دقيقة صمت إحياء لذكرى الجنود الذين قتلوا في المعارك التي دارت بالقرب من مدينة رجيف خلال عامي 1942- 1943.وقبل ذلك، حث بوتين مواطنيه على التصويت لصالح تعديلات دستورية تتيح له الترشح للرئاسة مرتين مجدداً، واصفاً الإصلاحات بأنها ضمان للاستقرار والأمن والرخاء، وذلك عشية اليوم الرئيسي والأخير في عملية تصويت تجرى على مدى سبعة أيام في أنحاء البلاد على تغيير الدستور للمرة الأولى منذ عام 1993.وتسمح التعديلات المقترحة، التي أشارت استطلاعات رسمية لآراء الناخبين إلى أنهم سيؤيدونها بأغلبية تتجاوز الثلثين، لبوتين بالترشح لولايتين متتاليتين مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2024.وقد يتيح ذلك لبوتين، ضابط المخابرات السوفيتية السابق البالغ من العمر 67 عاماً، البقاء في السلطة حتى عام 2036 رغم أنه لم يتخذ حتى الآن قراراً نهائياً بخصوص ما يريد أن يفعله.ويقتنع معارضوه وأنصاره على السواء بأنه سيترشح مجدداً، بينما يعتقد بعض المحللين أنه لم يحسم أمره بعد وأنه يريد إبقاء الخيارات مفتوحة أمامه حتى اللحظة الأخيرة.وقال بوتين «نحن لا نصوت فقط من أجل التعديلات. نحن نصوت من أجل البلد الذي نريد أن نعيش فيه، في ظل نظام تعليمي وصحي حديث... نصوت من أجل بلد نعمل لمصلحته ونريد أن نسلمه لأبنائنا وأحفادنا».وأضاف «لا يمكننا ضمان الاستقرار والأمن والرخاء والحياة القيمة للناس إلا من خلال التنمية. سيادتنا تقوم على مسؤوليتنا الخاصة، ومشاعرنا الوطنية الصادقة واهتمامنا بالوطن الأم».
مشاركة :