العلامة التركي فؤاد سزكين.. عامان على الرحيل

  • 7/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال مدير الثقافة والسياحة في إسطنبول والمحاضر بجامعة مرمرة التركية، الدكتور جوشقن يلماز، إن المؤرخ التركي الراحل البروفيسور فؤاد سزكين، أمضى عمره في خدمة التراث العلمي الإسلامي ونجح في تسليط الضوء على تاريخ العلوم الإسلامية. جاء ذلك في حديث خص به يلماز مراسل الأناضول، مع حلول الذكرى السنوية الثالثة لوفاة المؤرخ التركي فؤاد سزكين، الذي نذر حياته لإعادة الاعتبار للمنجزات العلمية للحضارة الإسلامية. وشدد يلماز، في حديثه لمراسل الأناضول، على المساهمات الاستثنائية التي قدمها المؤرخ التركي الراحل فؤاد سزكين في تسليط الضوء على تاريخ العلوم الإسلامية. وأضاف يلماز أن فؤاد سزكين نذر نفسه للعلم من سنوات الدراسة الأولى، واصفًا البروفيسور الراحل بأنه واحدٌ من أهم العلماء الذين سطع نجمهم في جميع أنحاء العالم خلال القرن العشرين. وأوضح يلماز أن سزكين اضطر لمغادرة بلاده التي يحبها بعد طرده من الجامعة عقب انقلاب عام 1960، وقال: لقد كان عاطفيًا جدًا. عندما رأى اسمه فجأة في الصحيفة ضمن قائمة الأكاديميين الذين طردوا من الجامعة، وقف في يوم ضبابي قرب برج غلاطة في إسطنبول، وبدأ بالبكاء لأنه بات مضطرًا على مغادرة بلده. ولفت يلماز إلى أن سزكين كرس حياته للعلم بكل ما في الكلمة من معنى، وأن سزكين نجح في تسليط الضوء على العلماء المسلمين وإسهاماتهم واختراعاتهم العلمية التي غيرت وجه التاريخ ورفدت الحضارة الإنسانية بأعظم الاختراعات. وقال يلماز، إن الإسلام خلق عصرًا ذهبيًا في تاريخ علوم العالم في القرون الأولى، وأن سزكين قام بتسليط الضوء على أبرز الاكتشافات العلمية للعلماء المسلمين، والجوانب المشرقة من التاريخ الإسلامي لا سيما على صعيد تاريخ العلوم. وتابع القول: "أهم دراسة أجراها فؤاد سزكين في تاريخنا، كانت الدراسة التي سلط من خلالها الضوء على الإنتجازات العلمية للعلماء المسلمين، والاكتشافات الإسلامية التي أثرت على العديد من فروع العلم وغيرت وجه تاريخ العلوم حول العالم". ولفت يلماز إلى أن سزكين أخذ على عاتقه التعريف بتاريخ العلوم الإسلامية والاكتشافات والاختراعات التي توصل لها العلماء المسلمون، من خلال أبحاث ودراسات ومقالات ومؤتمرات علمية. كما نوه يلماز إلى أن سزكين انهمك للتحقيق وتدقيق التراث العلمي العربي والإسلامي، وأصدر سنة 1967، رغم المعوقات المادية التي واجهها، المجلد الأول من كتابه الموسوعي الضخم "تاريخ التراث العربي". وأشار يلماز إلى أن سزكين بحث في تطور علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف، وما لبثت أن توالت مجلدات موسوعته لتضم أبحاثا مفصلة تؤرخ للإسهامات العربية والإسلامية في مجالات الطب والبيطرة وعلم الحيوان والكيمياء والنبات والزراعة والرياضيات واللغة والنحو والجغرافيا وعلم الخرائط وغيرها من علوم الحضارة العربية الإسلامية إبان مراحل ازدهارها.ولفت يلماز أن سزكين قرر جلب كتبه من ألمانيا إلى تركيا، بعد ما رأى اهتمام الدولة بالعلم والعلماء، وقام بترميم أحد المباني الموجودة في حديقة "كلخانه" التاريخية وسط إسطنبول وأنشأ هناك مكتبة للتاريخ.وأشار يلماز إلى أن المؤسسة الوقفية التي أنشأها فؤاد سزكين ومكتبة التاريخ تعملان من أجل جلب الآلاف من كتب سزكين التي بقيت في ألمانيا.وكشف يلماز على أن السلطات الألمانية صادرت جزءًا كبيرًا من كتب سزكين التي أريد إحضارها إلى تركيا، مطالبًا العمل على حل هذه المشكلة بالوسائل القانونية. وولد سزكين في مدينة بتليس التركية (جنوب شرق) عام 1924، ثم انتقل إلى إسطنبول من أجل استكمال مسيرة التعليم الجامعي عام 1943. تغيرت نظرة سزكين للحياة بعد مشاركته في ندوة للمستشرق الألماني الذي عمل في معهد الدراسات الشرقية بجامعة إسطنبول، هيلموت ريتر. اضطر سزكين للانتقال إلى ألمانيا بعد أن كان من بين الأكاديميين الذين طردوا من الجامعة بعد انقلاب 27 مايو/ أيار 1960. وفي ألمانيا، أسس معهد العلوم العربية الإسلامية ومتحفًا تابعًا للمعهد، حيث جرى عرض نماذج من أدوات علمية صنعها علماء مسلمون. جمع سزكين تاريخ العلوم العربية الإسلامية في مؤلف من 17 مجلداً، والذي يظهر كأشمل عمل مكتوب في مجاله. وفي عام 2008، جرى تأسيس مؤسسة فؤاد سزكين الوقفية للعلوم الإسلامية والأبحاث التاريخية، كجزء من الأنشطة الداعمة لمتحف إسطنبول للعلوم الإسلامية وتاريخ التكنولوجيا، فيما تأسس عام 2013 معهد فؤاد سزكين للعلوم الإسلامية وبحوث التاريخ في جامعة السلطان محمد الفاتح التركية. وبعد عام واحد من وفاة فؤاد سزكين (30 يونيو/ حزيران 2018)، جرى افتتاح مكتبة الأستاذ الدكتور فؤاد سزكين والدكتور أورسولا سزكين لتاريخ العلوم في حديقة "كلخانه" التاريخية وسط مدينة إسطنبول. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :