خلص استطلاع أجرته «رويترز» الثلاثاء، إلى أن أسعار النفط ستتماسك حول 40 دولارا للبرميل هذا العام، مع تعاف يكتسب زخما في الربع الرابع من العام الجاري وفي 2021 بدعم من تخفيضات إنتاج تقودها أوبك، ومع خروج الاقتصادات ببطء من الإغلاق العام المرتبط بفيروس «كورونا».وتوقع المسح الذي شمل 45 محللا أن يسجل خام القياس برنت في المتوسط 40.41 دولار للبرميل في 2020 ارتفاعا من توقعات عند 37.58 دولار في مسح مماثل الشهر الماضي. وبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي منذ بداية العام 42.10 دولار. ويقدر الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 36.10 دولار للبرميل هذا العام ارتفاعا من توقعات عند 32.78 دولار في استطلاع مايو (أيار).ومن بين 37 مشاركا في استطلاعي مايو ويونيو (حزيران)، رفع 26 توقعاتهم لبرنت في 2020، وقال هاري تشيلينجيريان مدير أبحاث السلع في بي إن بي باريبا: «وتيرة التعافي ستظل متواضعة في الربع الثالث».لكنه قال إنها سوف «تتسارع في الربع الأخير في ظل تأثير كل من قيود طوعية من منتجي أوبك+ وتراجعات إنتاج يتسبب فيها وضع السوق، وتعاف لاحق للطلب مع عودة النشاط الاقتصادي بدعم من إجراءات تحفيز نقدي ومالي».وتراجعت أسعار النفط أمس، إذ عمد المتعاملون إلى البيع لجني الأرباح إثر مكاسب قوية في الجلسة السابقة وإعلان مؤسسة النفط الليبية عن تقدم في محادثات لاستئناف الصادرات، بما قد يعزز المعروض.وتراجعت العقود الآجلة الأنشط لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) 24 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة إلى 41.61 دولار للبرميل، بحلول الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش، مقلصة مكاسب يوم الاثنين البالغة 92 سنتا. ونزل عقد أغسطس (آب)، الذي يحل أجله اليوم، 24 سنتا إلى 41.47 دولار. وانخفض الخام الأميركي 33 سنتا أو 0.8 في المائة ليسجل 39.37 دولار للبرميل. وتتواصل زيادة حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في ولايات الجنوب والجنوب الغربي، لكن نموا قويا في مبيعات المنازل المزمعة بالولايات المتحدة أشاع بعض التفاؤل بأن الطلب العالمي على الوقود يرتفع.على صعيد متصل، أظهرت بيانات من متعاملين ورفينيتيف أيكون أن صادرات روسيا النفطية إلى أوروبا تتجه لتسجيل أدنى مستوياتها خلال 20 عاما في يوليو (تموز)، إذ سمح اتفاق لخفض المعروض لمنتجين آخرين أن يحلوا محل موسكو.من المقرر أن تقلص روسيا إمدادات خام الأورال المنقولة بحرا إلى أوروبا الشهر المقبل إلى 3.8 مليون طن (900 ألف برميل يوميا)، وهو أدنى مستوى منذ 1999 عندما تولى الرئيس فلاديمير بوتين السلطة لأول مرة كرئيس للوزراء.وقال مصدر تجاري: «هذه صدمة للجميع... حتى تكرير النفط الأميركي حاليا أربح... الطلبات على إمدادات النفط القادمة من الولايات المتحدة زادت».وأظهرت بيانات رفينيتيف أيكون أن تدفقات النفط الخفيف من الولايات المتحدة إلى أوروبا اقتربت في مايو ويونيو من ثلاثة ملايين طن، وهو ما يقل مليون طن فقط عن الذروة التي بلغتها في مارس (آذار). وما زالت الإمدادات من الولايات المتحدة إلى أوروبا وافرة رغم تراجع إنتاج النفط الأميركي 2.1 مليون برميل يوميا من مارس، حين هوت أسعار الخام بسبب فائض الإنتاج وتداعيات أزمة فيروس «كورونا».وفي الفترة من مايو إلى يوليو، ينخفض إنتاج روسيا بمقدار مليوني برميل يوميا بسبب الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط، والذي لا تشارك فيه واشنطن. وفي ظل قلة المعروض من الأورال، قفزت أسعاره، ليتفاقم تضرر الطلب.
مشاركة :