قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، تعليقا علي قيام فتيات بنشر مقاطع مخلة وخادشة للحياء علي السوشيال ميديا، إن من البرامج الشهيرة منذ فترة زمنية، ولها جمهور من المعجبين والمتابعين برنامج التيك توك، واللافت للملاحظة نوعية ما يقوم به بعض الشباب والفتيات وأيضا كبار السن، هناك تغيير حقيقى في نمط سلوك رواد هذا البرنامج وما يقومون به من عرض مقاطع فيديو تنتهك الخصوصية لهؤلاء الشباب من الجنسين وتدل على مجموعة من التغييرات السلوكية والنفسية التى ظهرت على غالبية الشباب ممن يقومون بعرض مقاطع فيديو لهم لحظة تحرر بعض الفتيات وخروجهم عن المألوف من عادات وتقاليد ودين وربط التحرر ومعنى الحرية بالانحلال الأخلاقي والبعد عن قيم المجتمع وما يعرف بخدش الحياء العام والذوق أيضًا لجمهور المتابعين لمثل هذه البرامج.وتابع: "من خلال تحليلى ومتابعتى لمحتوى بعض الفيديوهات لبعض الفتيات وجدت هناك بعض الاضطرابات النفسيه والسلوكية واضطرابات الشخصية تنتشر بين بعض الفتيات التى تقوم بعرض مقاطع الفيديو، فهناك بعض الفتيات تستعرض بعض المفاتن الجسديه ومواهب الرقص ووصف تفاصيل حساسة في جسدها كنوع من عرض سلعه جسديه وهذا بالتاكيد الغرض من وراءه تجارة البغاء وممارسة الفحشاء ووجدت بعض المنحلات أخلاقيا أن برنامج التيك توك فرصة لعرض تجارتهم وفتح شبكة من تجارة الجسد من خلال العالم السيبرانى".وأكمل: "نجد البعض الآخر من الفتيات لديها نوع من العدوان السلبي وعدائية شديدة تجاه نفسها وتجاه الآخرين فنجدها تبحث عن متنفس للتنفيس عن عدوانها تجاه المجتمع من خلال السباب واستخدام الكلمات النابية من أجل التنفيس عن العدائية والكراهية للآخرين نتيجة الكبت والقهر والتسلط التى تعانى منه داخل منزلها أو من خلال الآخر".واستطرد: "هناك من تعانى من اضطراب شخصية معادية للمجتمع فتخرج ببعض الأفكار الشاذة وبعض الأساليب العدوانية في لغة الحوار من أجل إظهار تمردها على نظم وقوانين المجتمع وعاداته وتقاليده، وهناك من تعانى من عقدة النقص سواء في الشكل أو عدم الثقة في النفس وتريد القبول من الآخرين ودعمها نفسيا وتلقى الدعم من إعجاب الآخرين، وهناك من تعانى من شخصية هيستيرية فنجدها تبالغ في لفت النظر لها من خلال غرابه الملبس وغرابة الشكل وطريقة الحديث واضطراب المزاج من حاله لحاله بغرض تأييد الآخرين لها وكسب تعاطفهم وتدعيمهم فهى تحتاج إلى الحب والحنان والتدعيم. واوضح ان هناك من تعانى من اضطراب الهوية الجنسية فتظهر بمظهر ذكورى وطريقة حديث ذكوريه كنوع من التنفيس عما بداخلها وتلقى القبول والتأييد من المتابعين فتستمد شرعيتها من خلال قبول المتابعين".وأشار إلى أن هناك من تعانى من مشكلات عاطفيه فتبحث عن الحب وتبادل المشاعر والاعجاب من خلال تعليقات المعجبين كنوع من الغزل تاره وكنوع من تقييم إعجاب الاخرين بها تاره اخرى، وهناك من لا تمتلك التعبير عن شخصيتها الحقيقيه امام الاخرين فتستبدل كل ذلك من خلال القيام بدور تمثيلى وعرض الفيديوهات لبناء ثقتها بنفسها وتشجيع وتأييد الاخرين لها، وهناك من تستخدم البرنامج بغرض التشهير بالحبيب الغادر بها وعرض فيدوهات تعبر عن ثارها من هذا الحبيب الخائن كنوع من المكيده ونوع من الغيره والتعبير عن الغضب احيانا، واصبح برنامج التك توك مرتع لشريحه كبيره من رواد تلك البرامج تعكس واقع نفسي معقد لغالبية الرواد من الفتيات، سواء للتنفيس عن حالات نفسيه تحتاج إلى علاج نفسي أو إرشاد للوقايه من تفاقم الحاله أو البحث عن الجنس بطرق غير مشروعه وطرق تدل على انحلال وتقليد لبعض الثقافات الاخرى تقليد اعمى، وهناك من يبحث عن المال بطرق سهله كنوع من المضاربه بالبورصة.وقال الخبير: "نحن في احوج الاوقات لعوده دور بعض الاسر لممارسه دورها الأساسي وهو متابعة ومشاركه البنات من خلال فتح حوارات ومناقشات ومشاركات جماعيه بين افراد الاسره، دور الام مهم جدا لتوعية الفتيات والتقرب منهم عاطفيا ومشاركتهم فيما يفكرون وطريقة حل مشكلاتهم، الابناء في حاجه لحضن الاسره الدافىء، الابناء يعلنون ثورتهم على النظم والتقاليد الاجتماعيه اصبحت الثقافة المجتمعيه والتقاليد ضيقه على اغلبهم، اصبح هناك خلط في مفاهيم الحريه والتحرر والانحلال الاخلاقى، نحتاج إلى منابر ثقافيه تخاطب عقول الاجيال الجديدة بلغه حوار يتفهمها الجميع لغة حوار تعكس تفهم كامل لمشكلات الشباب من الجنسين، نحتاج إلى جهود العاملين في الحقل النفسي لتدعيم هولاء الشباب وتوفير قنوات شرعيه للتنفيس عما يجول في عقولهم ويشكل طباعهم وامزجتهم، نحتاج لقنوات شرعيه لتفريغ مكبوتات الشباب وطاقتهم الدفينه من خلال الرياضة والفن وامتلاك الادوات التى تساعد على بناء شخصيه متزنه نفسيا واجتماعيا وثقافيا وصحيا وروحانيا".
مشاركة :