الانفلات الدرامي يخدش الحريات في رمضان تونس

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش التونسيون على وقع جدل ساخن، حول مضامين الأعمال الدرامية المحلية، التي يرى النقاد والمراقبون أن بعضها تجاوز الخطوط الحمراء، من حيث لغة الخطاب والإيحاءات والمفردات الخارجة والعري والتركيز على قضايا الخيانة الزوجية والعلاقات غير الشرعية وإثبات النسب والدعارة والاغتصاب والعقوق والعنف وغيرها. وضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات واسعة لعدد من المسلسلات التونسية التي تبث خلال شهر رمضان الحالي، ومنها أولاد مفيدة للمخرج سامي الفهري، والذي حقق أعلى نسبة مشاهدة، وحكايات تونسية للمخرجة ندى المازني، وليلة الشك للمخرج مجدي السميري، وناعورة الهواء للمخرج مديح بلعيد. ودعا رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية، سامي الرمادي، النيابة العموميّة والهيئة العليا المُستقلة للاتصال السمعي والبصري، إلى وقف مُسلسل حكايات تونسيّة، الذي يُعرض على قناة الحوار التونسي في النصف الثاني من شهر رمضان. واعتبر الرمادي هذا المسلسل، قمة في التدني الأخلاقي، إضافة إلى أنّه يُعطي صورة متدنية وقاتمة عن المجتمع التونسي، وفق تعبيره، مُشيراً إلى أنّ المُسلسل يُمثل المجتمع، على أساس أنّه منغمس في الدعارة والخيانة الزوجية، والمخدرات، ومحلات الخناء، وأولاد الحرام، ذلك وفق تعبيره، مضيفاً أن هذا العمل الدرامي يُمثل خطراً على الشباب وعلى صورة المُجتمع والوطن. انفلات درامي وقال النائب بالبرلمان التونسي، إسماعيل بن محمود، إن الدراما التونسية تسير في ذات المسار الذي اتخذته سينما المؤلف المحلية، بمشاهدها الخارجة ومفرداتها الخادشة للحياء، مشيراً إلى أن الدراما التليفزيونية أخطر من السينما، باعتبارها تدخل البيوت دون استئذان، وتفرض نفسها على الأسر المجتمعة حول مائدة الإفطار. وبين بن محمود لـ البيان، أن الأسر التونسية في أغلب مناطق البلاد، لا تجرؤ على الاجتماع لمشاهدة عمل درامي وأن حالة الانفلات باتت واضحة، في ظل عجز الدولة على تغيير الواقع الذي تفرضه الحريات، وخاصة في مجالات الإبداع والتعبير التي يحتمي بها الجميع. وبحسب المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، فإن الدراما التونسية تجاوزت الخطوط الحمراء، ليس في طرح القضايا الخلافية، وإنما في الأسلوب الفج في التعبير عنها، والذي يهدف بالأساس للإثارة واستدراج المشاهد لتحقيق أكبر نسبة من الإعلانات، وخاصة من قبل القنوات التليفزيونية الخاصة، التي ترى في شهر رمضان فرصتها الأبرز لتحقيق الكسب المادي. الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، وأكبر سلطة تشريعية وتنفيذية متخصصة في الإعلام الإذاعي والتليفزيوني، التي عقدت اجتماعاً طارئاً، أول من أمس، أصدرت على إثره بياناً جاء فيه إن بعض الأعمال الدراميّة، جاءت محمّلة بنسبة عالية من العنف بجميع أنواعه: الجسدي واللفظي والنفسي، والذي لم يكن دائماً موظفاً التوظيف الأمثل في السياق الدرامي، فبدا وكأنه مجاني ومبالغ فيه، وهو ما من شأنه التأثير السلبي في فئات واسعة من المشاهدين، خاصة الشرائح الاجتماعية الهشة، مثل الأطفال والمراهقين والمراهقات. تناقض اعتبرت الهيئة، أن ردود الأفعال المختلفة التي وردت عليها، والتي بلغت حد التناقض في التقييم، وتراوحت بين الرفض والتثمين، هي علامة إيجابيّة، باعتبارها تثري فكرة النقاش، وتؤكد إقبال الجمهور على متابعة ما ينتجه الإعلام التونسي، وقالت إنه يمكن اختزال خلفيّة المواقف الناقدة لمختلف هذه الأعمال على أساس أنها تمس من الثوابت القيمية والأخلاقية للمجتمع التونسي، وأنها تروج لسلوك ونمط حياة، ليس لهما امتداد في الواقع التونسي.

مشاركة :