ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غاضباً من وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية ما تعرضت له ابنته إسراء، وزوجها وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق، من هجوم غير مسبوق عبر تويتر مع إعلان قدوم مولودهما الرابع قبل أيام. وأربك هذا الغضب الرئيس، حيث أعاد نشر تغريدة تضمنت خطاباً أشار فيه إلى "حظر وسائل التواصل الاجتماعي" في البلاد بعد ساعات من حذفها. وتضمنت التغريدة خطاباً أشار فيه أردوغان إلى "حظر وسائل التواصل الاجتماعي" في البلاد، مؤكداً عزم حكومته فرض رقابة قانونية شاملة على تطبيقات الإنترنت. كما شدد أردوغان على "ضرورة تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي لحماية الحقوق الشخصية"، بحسب تعبيره، مضيفاً أن "هذا النوع من قنوات الإعلام لا يناسب أمتنا وبلدنا". فيما ادعى أن هناك تهرب من قبل الشركات العالمية المسؤولة عن رقابة مواقع التواصل عن تحمّل المسؤوليات المتعلقة بالمحتوى في تركيا وبعض الدول الأخرى، بالرغم من تحمّلها جميع أنواع المسؤوليات القانونية والمالية في البلدان الغربية. إلا أن تصريحات أردوغان هذه لم تمر مرور الكرام أبداً، فقد أثارت جدلاً واسعاً بين معارضيه، حيث سخرت رئيسة حزب الخير المعارض ميرال أكشنار من تهديدات الرئيس بشأن إغلاق منصات التواصل الاجتماعي ومن بينها منصة نتفليكس، وقالت في تغريدة على تويتر: "إذا أغلقت منصة نيتفليكس قبل انتهاء مسلسل Dark، سأكون مستاءه جدًا"."أكتب التاريخ"! فرد عليها أردوغان قائلًا "هم يشاهدون الأفلام والمسلسلات ونحن مستمرون في كتابة التاريخ وخدمة المجتمع"، قبل أن تعقب ميرال أكشنار بتغريدة تحمل صورة للرئيس التركي وحرمه أمينة أردوغان أثناء احتفالهم بمسلسل "أرطغرل". وفي بيان مكتوب انتقدت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري غوكتشه غوكتشن تصريحات أردوغان، وقالت: "أولئك الذين حاولوا الظهور بهيئة اللطيفين مع الشباب يحاولون إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي عندما رأوا أنهم غير محبوبين وأنهم لن يكونوا محبوبين أبدًا ". وأضاف البيان "الشباب يريدون حياة حرة ووظائف آمنة وبلد يحلمون به، نصف المجتمع يتكون من الشباب، والشباب لا يريدون السياسيين الذين يحكون لهم قصصاً طويلة، ويحدون من حريتهم، لكن الناس في القصر (القصر الرئاسي) منفصلين عن الشعب لدرجة أنهم يصرون على إغفال الحقيقة بدلاً من رؤيتها"."لن تبقى في السلطة" يشار إلى أن أزمة وسائل التواصل هذه في تركيا ليست الوحيدة، فقد صدم شبان أتراك الرئيس رجب طيب أردوغان، الاثنين الماضي، عندما قالوا له، خلال لقاء مباشر عبر الفيديو، إنهم لن يصوتوا في الانتخابات المقبلة، وذلك حين نظمت الرئاسة التركية لقاء لأردوغان مع مجموعة من الشباب، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، ليجيب عن أسئلة الشباب حول البطالة، وغيرها من القضايا المهمة بالنسبة لهم. فقد فوجئ المنظمون بانهمار التعليقات الغاضبة التي وصلت إلى 342 ألف تعليق، يتوعد فيها الشباب أردوغان بالفشل في الانتخابات المقبلة، قبل أن ينتبه القائمون على البث، ويغلقوا خاصية "التعليق". وتبين أن عدد الرافضين يفوق بأضعاف عدد المعجبين به. كما تزايدت التعليقات التي عبرت عن رفضها له، والتي تتوعد بعدم بقائه في السلطة بعد ذلك، من قبيل: "ليس هناك تصويت لك مرة أخرى"، و"سنتقابل في صناديق الاقتراع"، بعد أن تمنى أردوغان للشباب مستقبلاً باهراً ومزيداً من النجاح والطموحات، لكن تزايد التعليقات الرافضة دفعت القائمين على البث لإغلاق خاصية التعليق، ليسير الحوار من طرف واحد مع الشباب المختارين للمشاركة، ويتم إنهاء البث. إلى ذلك، اتهم حزب أردوغان حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن بشن هجوم إلكتروني عليه. فيما علق رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، ساخرا من إغلاق خاصية "التعليق" على البث المباشر لأردوغان قائلا عبر "تويتر": "أجيب دائماً على كل أسئلة الشباب، ومن لا يزالون صغاراً على الموقع الخاص بي. علاوة على ذلك، خاصية "التعليق" مفتوحة لدي دائماً".
مشاركة :