الشارقة: «الخليج» في صحراء مليحة الشاسعة ذات الثقل الحضاري والتاريخي، يلحظ الزائر «نزل الفاية» بين الكثبان الرملية بالقرب من صخرة الأحفور، محاطاً بالمواقع الأثرية العابقة بأصالة التاريخ، ومتناغماً ببساطة مظهره وأناقة تصميمه مع المناظر الطبيعية الصحراوية الساحرة.يمثل «نزل الفاية» الذي يقع في صحراء مليحة وبالقرب من وجهة «مليحة للسياحة البيئية والأثرية»، التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، واحداً من أبرز مشاريع الضيافة الفاخرة للهيئة، التي تعكس رؤيتها بتوفير تجربة سياحية استثنائية لاستكشاف الحياة الصحراوية المحلية في مكان يزخر بالكنوز التاريخية.يتضمن النزل مبنيين يرجع تاريخهما إلى ستينيات القرن الماضي، أحدهما كان عبارة عن عيادة طبية، والثاني متجر يقع بالقرب من أقدم محطة للوقود في منطقة مليحة، حيث كانت تزود جميع السكان في المنطقة والزوار المارين عبر المنطقة قادمين من الإمارات الأخرى بالوقود.وطورت «شروق» المشروع ضمن محفظة «مجموعة الشارقة للضيافة»، وتتولى تشغيله وإدارته العلامة التجارية «مسك من شذا»، حيث حرصت «شروق» خلال عمليات الترميم على استخدام مواد واختيار تصاميم وتفاصيل معمارية تتماشى مع البيئة الصحراوية المحيطة به، وتلبي أعلى معايير الاستدامة والمسؤولية البيئية ليكون بذلك ملاذاً صحراوياً فاخراً تمتزج فيه الأصالة بالحداثة وخدمات الضيافة الراقية. الاستماع إلى حكايا الكون وانسجاماً مع الطبيعة الصحراوية تم استخدام مواد بناء محلية مقاومة لتقلبات درجات الحرارة وأشعة الشمس الحارقة، مع التركيز في كل جانب من جوانب التصميم والبناء على التناغم مع عناصر الطبيعة المحيطة من كثبان رملية ذهبية وجبال مائلة للحمرة الداكنة، حيث استخدمت أحجار طبيعية بألوان ترابية إلى جانب الخرسانة ذات اللون البني الرملي والـ «فولاذ كورتن» المقاوم للصدأ، ليكون بذلك كتلةً متماهيةً ومنسجمةً مع المناظر الطبيعية الخلابة، في حين تتضمن غرف النزلاء نوافذ وكوّات في أسقفها تتيح لهم مراقبة النجوم والاستماع إلى حكايا الكون في ليالي المساء الساحرة.وحرصاً من الهيئة على تبني مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة، يستخدم النزل عبوات المياه الزجاجية، ويواصل زراعة الأشجار والعناية بالنباتات المحيطة به، إلى جانب اتباعه سياسة إعادة التدوير.ويضم «نزل الفاية» العديد من المرافق الفريدة، حيث يحتضن المبنى الأول خمس غرف ومكتبة وغرفة لتناول الطعام وردهة استقبال، فيما يضمّ المبنى الثاني منتجعاً صحياً يتيح للضيوف تجربة صحيةً لا مثيل لها في غرف ملح الهيمالايا والأعشاب الطبيعية، والاسترخاء عند بركة السباحة المالحة، كما يمكنهم الاستمتاع بتناول المأكولات والمنتجات المصنوعة من مواد محلية، في المقهى المطل على الطريق. جوهرة المحميات البيئية وبالقرب من محمية أشجار القرم في كلباء، هناك جوهرة أخرى تفتخر بها محفظة «مجموعة الشارقة للضيافة»، وهي «نزل الرفراف» بإدارة «مسك من شذا»، حيث يمثل النزل بوابـةً إلـى عالـم فريـد مـن المحميـات البيئيـة، إذ يقع هذا الملاذ الطبيعي ضمن محمية تعد واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعاً في دولة الإمارات، وأرضاً رطبة ذات أهمية دولية من خلال اعتماد تسجيلها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة (رامسار) والتي تهتم بالحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة.يتضمن «نزل الرفراف» 20 خيمةً فاخرة ويقع على بعد 30 متراً تقريباً من شاطئ مدينة كلباء، وتتميز الخيام بأسقف مكونة من ثلاث طبقات عازلة للحرارة، وتم تزويدها بتجهيزات الإضاءة المنخفضة حفاظاً على طبيعة الحياة البرية في المحمية.وستشهد المنطقة افتتاح مركز لإعادة تأهيل السلاحف البحرية بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، حيث ستقوم «شروق» بإنشاء مراكز تعليمية وبرامج التوعية البيئية لتعريف الزوار بالجهود المتواصلة للحفاظ على هذا الموئل الطبيعي الحيوي. نزهة في أحضان الطبيعة وتتبنى إدارة نزل الرفراف مجموعة من المبادرات المستدامة للحفاظ على النظام البيئي في منطقة المحمية، إذ يمنع استخدام السيارات، كما تتبع نظاماً خاصاً لإدارة النفايات يتمحور حول إعادة استخدام وتدوير المواد، ويتضمن النزل أيضاً مجموعةً من المرافق الفريدة مثل الحديقة العضوية وبركة مياه الطيور ونقطة التقاء السلاحف، حيث يقدم لنزلائه تجارب بيئية متميزة كالتنزه بين أحضان الطبيعة، والمشاركة في أنشطة تنظيف الشاطئ. تجربة ضيافة متكاملة وتقدم مجموعة الشارقة للضيافة تجربةً ترفيهية أخرى غنيةً وبعيدة عن ضجيج الحياة، في منتجع «واحة البداير» الصحراوي الذي يتلألأ في قلب صحراء البداير وسط إمارة الشارقة، ليوفر لضيوفه رحلةً عبر الزمن يتعرفون من خلالها الى أسلوب الحياة الإماراتية الأصيلة بين أحضان المناظر الخلابة، كما يقدم تجربة ضيافة متكاملة تتضمن نشاطات التخييم ومغامرات الكثبان الرملية. ويتضمن المنتجع 21 غرفة كاملة الخدمات و10 خيام فاخرة لتتناسب مع احتياجات النزلاء وحجم عائلاتهم، مع توفير أنشطة متنوعة ومشوقة للضيوف.وتقدم الواحة تجربة طعام فريدة عبر مطعمين الأول يقدم مأكولات تقليدية مستوحاة من المدن التي يمرّ فيها طريق الحرير، والثاني معاصر تتضمن لائحة الطعام فيه تشكيلة واسعة من الأطباق العالمية، فضلاً عن تقديم المنتجع خيارات الأنشطة الترفيهية الصحراوية المثيرة.وتلتزم «واحة البداير» بأعلى معايير الاستدامة البيئية، ويشمل ذلك ممارسات إعادة التدوير وحملات تنظيف الصحراء، واستخدام مياه خالية من المواد الكيميائية في برك السباحة الخاصة، واستخدام المكونات المحلية المصدر في المطعم وعبوات المياه الزجاجية في جميع أنحاء المنشأة. «ذا تشيدي البيت» إذا كانت عجائب الإمارة الطبيعية وكنوزها الأثرية هي التي ألهمت «شروق» لإطلاق مجموعة الشارقة للضيافة برؤية تتمحور حول تعزيز الاستدامة، فقد جاء حرصها للحفاظ على تلك الكنوز التي تزخر بها منطقة التراث والفنون النابضة بالحياة في قلب الإمارة، ليجسد تلك الرؤية، إذ تستهدف «شروق» من خلال «قلب الشارقة» تجديد وإعادة إحياء المجالس والأسواق التقليدية والبيوت التراثية لتعزيز تجربة الزوار والمقيمين في المنطقة.أما أحدث مشاريع إعادة إحياء المناطق التراثية في الإمارة، فهو «ذا تشيدي البيت، الشارقة»، الفندق التراثي من فئة 5 نجوم والذي يقع ضمن منطقة «قلب الشارقة» التابعة لـ«شروق» وبإدارة شركة «جي إتش إم» للفنادق، وتم اختياره كأفخم فندق في الإمارات لعام 2019، فهو يحتفي بعراقة تاريخ الدولة وأصالة مجتمعها ويقدم تجربة فريدة تجمع بين الأجواء العربية التقليدية والفخامة العصرية.ويضم الفندق 53 غرفة وجناحاً، وتم إنشاؤه على أساسات المنازل التراثية المصنوعة من الحجارة المرجانية والتي تعود للقرن التاسع عشر وتملكها عائلة المدفع في الشارقة، والتي كان لها دور مؤثر في المنطقة في ذلك العصر، وتعكس التصميمات الداخلية لغرف الفندق مبادئ العمارة الإماراتية التقليدية، وتتميز بأرائك على الطراز العربي وأثاث خشبي محفور يدوياً وزخارف نحاسية أنيقة، إلى جانب تميزه بالبرجيل الدائري والذي يعود إلى ما قبل 100 سنة.وإلى جانب الاحتفاء بالعمارة التقليدية الأصيلة التي تمتاز بها المنطقة التراثية، يلتزم الفندق بمعايير الاستدامة والمسؤولية البيئية في مختلف عملياته اليومية، وذلك من خلال استخدام المواد الصديقة للبيئة مثل القش المعدني والعبوات الزجاجية وأكياس القمامة القابلة للتحلل الحيوي ومفاتيح الغرف المعدنية للحدّ من استخدام البلاستيك، كما يمتلك محطة خاصة لترشيح المياه لتوفير مياه الشرب المعدنية.
مشاركة :