أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الأربعاء بأن شهر يونيو (حزيران) الماضي شهد أقل حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء الاحتجاجات السورية في 2011. في وقت أطلقت السلطات السورية ثلاثة من عشرة اعتقلوا في السويداء بعد احتجاجات الشهر الماضي وسط سعي دمشق لتأجيج الخلافات بين فصائلها.وأوضح «المرصد» أن الشهر الماضي شهد سقوط 68 قتيلاً من المدنيين، بينهم 12 طفلاً دون سن الثامنة عشرة وأربع سيدات. وحذر من أنه «رغم كل محاولات التوصل لحلول... فإن نزيف الدماء لا يزال مستمراً على الأرض السورية ولا يزال القتل والاقتتال مستمرَين دونما سلام».وحث الأطراف الدولية مجدداً للعمل الجاد والمستمر بأقصى طاقاتها من أجل وقف نزيف دم أبناء الشعب السوري.من جهتها، أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بمقتل «1006 مدنيين بينهم 3 من الكوادر الإعلامية و12 من الكوادر الطبية والدفاع المدني في سوريا في النصف الأول من عام 2020».إلى ذلك، أفيد بإطلاق ثلاثة معتقلين في السويداء بجهود من «شيوخ الكرامة»، في وقت تشهد العلاقات بين الفصائل المسلحة في محافظة السويداء «خلافات غير مسبوقة»، ذلك على خلفية اعتقال عدد من الشباب بعد مظاهرات حصلت في المدينة ذات الغالبية الدرزية.وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع في السويداء يشهد «حالة من عدم الاستقرار»، وقالت: «هناك خلافات كبيرة غير مسبوقة بين الفصائل. بعض الفصائل تعمل على ضرب فصائل أخرى، وتشي بأعضائها للنظام، إذ يجري تسليم أعداد منهم لأجهزة النظام الأمنية». وأكدت أن «سجن دمشق المركزي (عدرا) بات فيه نزلاء من محافظة السويداء يقدر عددهم بربع نزلاء السجن»، وبينت أن «النظام عمل على نقل المساجين من السويداء، إلى سجن (عدرا) من أجل الحد من قدرة رؤساء الطائفة الدرزية والوجهاء على التوسط لهم، وكي ينقل القرار بشأنهم إلى السلطة المركزية بدمشق».ومنذ بدء الحراك السلمي في سوريا، منتصف مارس (آذار) 2011، وتحوله إلى حرب طاحنة بعد أشهر قليلة، تشكلت عدة فصائل مسلحة معارضة في السويداء، أبرزها فصيل «شيوخ الكرامة» برئاسة الشيخ وحيد البلعوس في عام 2012.وظهر الانقسام الدرزي مما يجري في سوريا من أحداث، منذ الإعلان عن تشكيل فصيل «شيوخ الكرامة» الرافض لالتحاق الشباب الدرزي بالجيش النظامي، وحصر دورهم في حماية محافظة السويداء والدفاع عنها ضد أي اعتداء. وتعمق هذا الانقسام مع اغتيال البلعوس أواخر عام 2015.اللافت ترافق الخلافات بين الفصائل مع تجدد المظاهرات المعارضة للنظام في مدينة السويداء بداية يونيو (حزيران) الماضي، على خلفية سوء الوضع المعيشي، وعدم اقتصار مطالبها على تحسين الوضع المعيشي، بل المطالبة أيضاً بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد، وهي شعارات مشابهة لما نادى به متظاهرون في درعا المجاورة قبل تسع سنوات عند انطلاق الحراك السلمي في سوريا.وبما يعكس تزايد حدة الانقسام، أصدر رؤساء الطائفة الدرزية، في 13 يونيو الحالي، بياناً حملت عباراته انتقادات للمشاركين في المظاهرات الجديدة، رد عليه مباشرة «شباب الحراك السلمي».الكشف عن توتر العلاقات بين الفصائل المسلحة في السويداء يأتي بعد أيام من إعلان مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، التابع لوزارة الدفاع الروسية، أنه تم بفضل عمل الإدارة الأولى لمركز المصالحة في درعا، وبتوجيهات من الرئيس بشار الأسد، الإفراج عن 50 شخصاً بموجب عفو رئاسي في مدينة درعا بمساعدة مركز المصالحة.
مشاركة :