الرياض - وكالات: نعت السعودية، أمس وزير خارجيتها الأسبق الأمير سعود الفيصل رجل السياسية والإنسانية، الذي توفي في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية. وذلك بعد 75 عاماً، قضى منها 40 عاماً كوزير للخارجية، وقرابة الـ 15عاماً للتحصيل العلمي. وأكد مصدر مسؤول أن الفيصل توفي أمس الخميس في منزله في لوس أنجلوس عن عمر يناهز الـ 75 عاماً. وقال مصدر من داخل قصر الأمير في الرياض: إن الأمير سعود الفيصل البالغ من العمر حوالي 75 عاماً توفي أمس الخميس، في منزلة في لوس أنجلوس بعد معاناة مع المرض، وأعلن نواف الفيصل، وهو أحد الأقرباء، وفاة الفيصل على فايسبوك. في حين نعاه متحدث باسم وزارة الخارجية على تويتر. وقال المتحدث أسامة أحمد نقلي في تغريدة: "كنت أتمنى أن أنفي إشاعة خبر وفاتك هذه المرة أيضاً". واعترف ابن شقيق الأمير أيضاً بوفاة الدبلوماسي المخضرم. ويشغل الفيصل منذ إعفائه - لظروف صحية - من وزارة الخارجية في أبريل الماضي منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص ومشرفاً على الشؤون الخارجية. وكان آخر ظهور رسمي له في مارس الماضي خلال القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ وانتقد فيها كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة والتي قرأها نيابة عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان الأمير سعود الذي عيّن في منصبه عام 1975 أقدم وزير للخارجية في العالم إلى أن حل محله عادل الجبير الذي كان سفيراً للمملكة في واشنطن. وهو المتحدث اللبق الذي لا تتعثر كلماته، وبأي لغة كانت، متنقلاً من العربية الفصحى إلى الإنجليزية أو الفرنسية، حيث إنه يتقن 7 لغات، بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية. وبحكم عمله كوزير للخارجية كان عضواً في الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل لجنة التضامن العربي واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية (السعودية، المغرب، الجزائر) حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها. والأمير سعود الفيصل، أو عميد الدبلوماسية الدولية، غادر الحياة إلى مثواه الأخير قبل يوم واحد فقط من الذكرى السنوية للإعلان الشهير الذي اتخذه والده الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية آنذاك، بـ"حظر" الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو القرار الذي تضامنت معه عدد من الدول العربية، نظير الدعم الأمريكي لإسرائيل إبان حرب أكتوبر. ورحل الفيصل، ثالث وزير للخارجية السعودية في العهد الحديث، بعد والده الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي تولى منصب الوزارة في فترتين الأولى كانت من 1349 - 1380هـ، و 1382 - 1395هـ، فيما حل إبراهيم السويل في الفترة بين 1380 - 1382هـ، ليتسلم مهام وزارة الخارجية لاحقاً الأمير الراحل سعود الفيصل في الفترة بين 1395 - 1436هـ، أي ما يزيد على 40 عاماً اعتلى فيها كرسي الوزارة الأكثر حساسية. والراحل سعود الفيصل نال درجة البكالريوس في قسم الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأمريكية العام 1963م، وبدأ حياته العملية مستشاراً اقتصادياً في وزارة البترول والثروة المعدنية، قبل أن ينتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن "بترومين"، وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية، الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة و"بترومين". وفي العام 1970م، عين الأمير سعود الفيصل نائباً لمحافظ "بترومين" لشؤون التخطيط، قبل أن يعين لاحقاً وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية في العام 1971م، ليصدر لاحقاً مرسوم ملكي بتسميته وزيراً للخارجية، إبان شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي كان وزيراً للخارجية إضافة لكونه ملكاً للبلاد. وسعود الفيصل الذي أرهقه مرض "باركنسون" أخيراً، كان يتقن سبع لغات إضافة إلى لغته الأم العربية، وهي اللغة التي كان يفاخر بها متحدثاً في معظم مؤتمراته الصحافية ولقاءاته، رغم إجادته لعدد من لغات العالم، تماماً كما كان يفاخر بعروبته الذي ظل يناضل عنها طيلة مشواره السياسي في كافة المحافل الدولية.
مشاركة :