خبير أوبئة لـ«الاتحاد»: تحور «كورونا» لا يزيد من قوته

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال خبير وعالم أوبئة أميركي بارز، إن فرص تحور فيروس كورونا تتساوى مع أي فيروس آخر عرفته البشرية، ولكن التحور ليس معناه بالضرورة أن يصبح أكثر فتكاً بالناس على عكس ما هو مشاع في وسائل الإعلام. وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، قال البروفيسور مارك ليبسيتش، أستاذ علم الأوبئة ومدير مركز ديناميات الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن جميع الفيروسات، وخاصة فيروسات الحمض النووي الريبي تتحور، وهذا يعني حدوث تغيير جيني، لكن هذا لا يعني بالضرورة تغييراً في الخصائص البيولوجية للفيروس، وبالتالي لا يعني شيئاً جيداً أو سيئاً بالنسبة لنا كبشر. وأوضح أن حدوث طفرة جينية تغيير الخصائص البيولوجية للفيروس هو أمر وارد الحدوث دائما، ولكن ما يزيد من قوة الفيروس أو يجعله أكثر فتكاً يعتمد على عدة خصائص أخرى أهمها: انتشاره بين السكان وقدرته على المناورة داخل الجسد ووجود سلالة قوية، ما يعني أن هذا التغيير يجعله ينتقل بشكل أكثر فعالية وكفاءة من شخص لآخر، ومقاومته للأجسام المناعية. وقال البروفيسور مارك ليبسيتش إن الناس عادة ما يقارنون الفيروس الأكثر فتكاً بالأكثر قدرة على الانتشار، مؤكداً أن هذا ليس أمراً صحيحاً دائماً، مطالباً بضرورة مراقبة ودراسة السلالة الحالية ووضع السيناريوهات الأسوأ والاستعداد لها. ويرسم الناس في بعض الأحيان أوجه تشابه بين السلالة الحالية وسلالة إنفلونزا الثمانينيات، والتي كانت ضعيفة في موجتها الأولى، وبين سلالة ربيع عام 1918، التي أصبحت أكثر فتكا في الخريف والشتاء، وفقاً للعالم الأميركي، الذي قال إنه سواء كان ذلك تغييراً في الفيروس أو ما إذا كان هناك تغير في طبيعة السلالة نفسها، تبقى تلك أحد الألغاز العظيمة في تاريخ علم الأوبئة التي يسعى جميع العلماء إلى حلها يوماً ما. وفيما يتعلق بوجود آلية لتوزيع عادل للقاح بمجرد الوصول إليه، قال البروفيسور ليبسيتش إن هناك عملاً شاقاً يجري حالياً مع تحالف منظمة الصحة العالمية، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة. ويعمل ثلاثتهم معاً لتصميم آليات يمكن من خلالها توفير اللقاحات بطريقة عادلة ومنصفة في جميع أنحاء العالم. ويعكس ذلك التخوف الذي يسود العالم من أن تحاول بعض الحكومات القوية وبشكل فردي زيادة نصيبها من اللقاح على حساب باقي دول العالم الذي تحتاجه أيضا، وهو ما يمثل مصدراً للتوتر الجيوسياسي، ويجب على الدول معالجته، لأن هذا الأمر لا يحظى بالاهتمام الكافي في الوقت الحالي، وفقاً له.

مشاركة :