مقالة خاصة: سكان قرية فلسطينية يحاصرهم الاستيطان يشكون خطر مخطط الضم الإسرائيلي عليهم

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يضاعف خطر مخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية محنة سكان قرية (الولجة) غرب في بيت لحم في ظل معاناتهم من حصارهم بالاستيطان. ويجلس الفلسطيني عمار أبو التين على شرفة منزله في القرية يفكر بمصير عائلته في حال تنفيذ مخطط الضم الإسرائيلي الذي يهدد مناطق واسعة مصنفة (ج) ومن ضمنها القرية. ويقطن أبو التين (40 عاما) الذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية، برفقة 8 من أفراد عائلته في منزل مكون من طابقين قرب جدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل على مشارف القرية. ويقول أبو التين لوكالة أنباء (شينخوا)، إنهم يعانون الأمرين بفعل صعوبة الأوضاع في القرية جراء الممارسات الإسرائيلية فضلا عن محاصرتها بالمستوطنات. ويضيف أن "السلطات الإسرائيلية تقتحم القرية بشكل شبه يومي وتسلم سكانها اخطارات بصفة مستمرة بهدم منازلهم بحجة البناء دون ترخيص". ويعتبر أبو التين أن القرية تتعرض إلى "ضم فعلي منذ سنوات عبر هدم المنازل وتهجير السكان لإحلال المستوطنين بدلا منهم"، مشيرا بقلق بينما يشير من حوله إلى عمليات التجريف والهدم، إلى أن مصير سكان القرية غير معلوم لو جرى تنفيذ إسرائيل مخطط الضم. وحول جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في عمق الضفة الغربية منذ العام 2011، قرية الولجة إلى جيب معزول علما أنها تقع حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993 ضمن مناطق (ج) الخاضعة لسيطرة إسرائيل أمنيا وإداريا. ويقطن في قرية الولجة حاليا قرابة 3000 نسمة على مساحة 2500 دونم من أصل 17 ألف دونم تم السيطرة عليها من قبل إسرائيل. ويغلب الحزن على وجه عمر حجاجلة في الخمسينيات من عمره، بسبب عزل منزله عن سائر بيوت القرية خلف الجدار بفعل التوسع الاستيطاني المستمر. إذ أنه يتنقل وأفراد عائلته الذي أحيط منزله بجدار سلكي وبوابة الكترونية عبر نفق يمر من تحت الجدار تراقبهم كاميرات مراقبة على مدار الساعة. ويقول حجاجلة لـ(شينخوا)، إن السلطات الإسرائيلية بدأت في العام 2002 ببناء جدار عازل حول القرية، وضمت منزله للجانب الآخر من الجدار. وخاض الرجل على مدار الأعوام الماضية معارك قانونية عديدة بالمحاكم الإسرائيلية ضد الضرر الذي أصاب منزله الذي يطل على مدينة القدس لم يخرج منه سوى بقرار بعدم هدمه لقربه من الجدار. ويرى حجاجلة، أن المخطط الإسرائيلي للضم "يكرس الاحتلال ويقوض فرص قيام دولة فلسطينية وهو يثبت أن إسرائيل تريد الاستيلاء على الأرض فقط بعد تهجيرنا". ويقول إن السلطات الإسرائيلية بعد "فشلها بهدم منزله بفضل صموده عرضت علينا الحصول وعائلتي على الهوية الإسرائيلية مقابل بناء الجدار على أرضي لكنه صممت على الرفض". ويتابع "لدي هوية فلسطينية واعتز بها ولا حاجة لي بأخرى وتعاملي اليومي مع مختلف الجهات الفلسطينية التي تقدم لي التعليم والصحة وسائر الخدمات اليومية". ويقول حجاجلة ساخرا "إسرائيل تقدم لي خدمات الاقتحام والاعتقالات شبه اليومية لي ولسكان القرية". في مقابل ذلك يجتهد المجلس القروي للقرية في توفير كافة الخدمات المطلوبة للسكان رغم امكانياته المتواضعة. ويقول رئيس المجلس خضر الأعرج لـ(شينخوا)، إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول على الدوام تعطيل المشاريع الحيوية في القرية، بدءا من شق الشوارع والبنية التحتية". ويضيف الأعرج أن "الاحتلال الإسرائيلي هدم منذ بداية العام 10 منشآت ومنازل في القرية، فيما يبقي قرابة 70 منزلا مهددة بالهدم بأي لحظة". ويشير الأعرج، إلى أن مخطط الضم الإسرائيلي "سرقة للأرض الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني وهذا لن يحدث، ولدينا تصميم في القرية على البقاء على أرضهم وعدم الخروج منها". وعلى بعد أمتار قليلة من الجدار الإسرائيلي في قرية الولجة تتواجد شجرة زيتون تحمل اسم "زيتونة البدوي" يبلغ عمرها آلاف الأعوام بحسب السكان، حيث دخلت الموسوعة العالمية للأرقام القياسية غينتس وتحولت إلى مزارا للزوار من كل حدب وصوب. وتعرضت الشجرة مرارا إلى محاولات إسرائيلية من أجل تجريفها إلا أنها صمدت بحملة عالمية للدفاع عنها نجحت في إبعاد مسار الجدار عنها. ويتولى صلاح أبو علي (50 عاما) المعروف بحارس الزيتونة، الاعتناء بها على مدار العام بتكليف من وزارة الزراعة الفلسطينية التي وظفته للمهمة مكافأة له بعد أن قضى أعواما يقوم بذلك مجانا. وينظر صلاح نحو الغرب فيما تخترق أشعة الشمس التي تميل للغروب الثقوب المصنعة في الجدار الإسرائيلي، مشيرا إلى التحولات التي ما تزال إسرائيل ماضية في تنفيذها وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية إلى سيادتها، مؤكدا ضرورة "الصمود" الفلسطيني على الأرض.

مشاركة :