على وقع أزمة حادة بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين وتظاهرات فلسطينية غاضبة، تنقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بين القدس الغربية وبيت لحم في محاولة لإنقاذ المفاوضات التي أطلقها قبل 3 أشهر. واكد كيري أمس رفض الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني واصفا إياه بأنه "غير شرعي". وبدأ كيري في القدس جولة محادثات جديدة في محاولة لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الفلسطينيين بإثارة "أزمات مصطنعة" قبيل اجتماعه بكيري في القدس لنحو ثلاث ساعات. وبعد نتنياهو، توجه كيري إلى بيت لحم للقاء عباس. وبعد ساعتين من اللقاءات مع الجانب الفلسطيني ومن بينها 40 دقيقة مع عباس، كرر كيري موقف واشنطن الرافض للاستيطان. وقال "نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي". وتأتي تصريحات كيري ردا على ادعاءات مسؤولين إسرائيليين بأن العطاءات الاستيطانية تأتي بعد "تفاهمات" بين الطرفين متعلقة بإطلاق سراح 26 أسيرا فلسطينيا من أسرى ما قبل عام 1993 الأسبوع الماضي. ونفى المسؤولون الفلسطينيون بشكل قاطع هذه الادعاءات. وحول المفاوضات، أقر كيري بصعوبة المفاوضات إلا أنه أعرب عن قناعته بأنه يمكن التغلب على الصعوبات إذا أبدا الطرفان حسن النية والاستعداد لاتخاذ قرارات صعبة وللتوصل إلى حلول وسط حقيقية". وأعلن كيري تقديم 75 مليون دولار لدعم بناء البنية التحتية الفلسطينية في وقت تظاهر فيه فلسطينيون في بيت لحم ورام الله احتجاجا على زيارته للأراضي الفلسطينية. وأشار كيري، لدى افتتاحه شارع العين بمدينة بيت لحم إلى أن المبلغ الجديد يضاف إلى 25 مليون دولار تبرعت بها الولايات المتحدة سابقا. واستقبل كيري في مدينة بيت لحم بمظاهرة شارك فيها العشرات من الفلسطينيين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية احتجاجا على زيارته والموقف الأميركي الرافض للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. وانتشرت قوات كبيرة من الأمن الفلسطيني بمحيط المظاهرة لمنعها من المساس بموكب كيري الذي وصل بيت لحم بعد لقاء مع نتنياهو بالقدس الغربية. من جهة أخرى، برأت محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس أمس، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيجدور ليبرمان، من تهم الاحتيال وإساءة الائتمان، مفسحة الطريق أمام عودته لوزارة الخارجية، وهو المنصب الذي احتفظ به نتنياهو لحين انتهاء محاكمة ليبرمان. ورجحت مصادر إسرائيلية أن يعود ليبرمان لتولي منصب وزير الخارجية الأسبوع المقبل، سيما أن نتنياهو رحب بعودة ليبرمان للحكومة. وكان ليبرمان اتهم بارتكاب جريمتي الاحتيال وإساءة الائتمان في قضية تعيين سفير إسرائيل لدى لاتفيا سابقا زئيف بن أرييه. في غضون ذلك، حذر مسؤولون فلسطينيون من خطورة المخططات والاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، معلنين عزمهم التصدي لها خاصة تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود. وحذر مفتي القدس الشيخ محمد حسين، من اندلاع انتفاضة جديدة، بعد الانتفاضة الأولى عام 1987، والثانية عام 2000.
مشاركة :