انتفاضة الخبز تتصاعد مع ارتفاع الأسعار في لبنان | | صحيفة العرب

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - دخل اللبنانيون في معركة جديدة مع الحكومة، التي بدأت الأربعاء، في تطبيق زيادة في أسعار الخبز، هي الأولى من نوعها منذ ثمانية أعوام. وتم رفع سعر ربطة الخبز المدعوم جزئيا بنسبة 33 في المئة، في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة الكهرباء الحكومية أنها لن تتمكن من تأمين الإمدادات للمواطنين. وقال وزير الاقتصاد راوول نعمة، خلال جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء الماضي إنه “سيتم بدءا من الأربعاء رفع سعر كيس الخبز زنة 900 جرام المدعوم جزئيا من 1500 ليرة إلى ألفي ليرة (من دولار إلى 1.3 دولار وفق السعر الرسمي)”. وينذر هذا القرار بانفجار أزمة اجتماعية أكبر مما هي عليه الآن خاصة مع استمرار الاحتجاجات في معظم المدن اللبنانية على تدهور الأوضاع المعيشية بشكل لا يطاق. وسجّلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا جنونيا تجاوز 72 في المئة من الخريف حتى نهاية مايو الماضي، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية. ويرجح أن تكون النسبة ارتفعت الشهر الحالي جراء تدهور إضافي في قيمة الليرة. وخسرت الليرة المربوطة رسميا عند 1500 للدولار، أكثر من 80 في المئة من قيمتها منذ أكتوبر الماضي ويجري تداولها الآن في السوق السوداء عند حوالي 9 آلاف للدولار بعد انخفاضات حادة في الأيام القليلة الماضية. وفي الأيام القليلة الماضية اصطف اللبنانيون في طوابير عند المخابز مع توقف أصحاب الأفران عن بيع خبزهم إلى المتاجر، مشتكين من أن تكاليف إنتاجهم تضخمت بسبب الهبوط السريع في قيمة الليرة. وهددت المخابز أيضا بوقف توزيع الخبز، قائلة إنها تخسر أموالا. وقال علي إبراهيم نقيب أصحاب الأفران، لقناة تلفزيون أل.بي.سي المحلية “لقد وقعنا بخسائر كبيرة وقرار رفع سعر ربطة الخبز كان يجب أن يتخذ من قبل”. وأثارت أزمة الخبز المزيد من الاحتجاجات المناهضة للحكومة يومي السبت والأحد الماضيين قام خلالها المتظاهرون بإغلاق طرق سريعة رئيسية في أرجاء البلاد. ولكن تفاقم هذه الأزمة لم يكن إلا البداية إذ أن مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان أبلغ مساء الثلاثاء وزير الطاقة ريمون غجر، بأنّه قد يستحيل على المؤسسة الحفاظ على استمرارية إنتاج ونقل وتوزيع التيار الكهربائي إلى المشتركين. وفي سياق الأزمة المالية الخانقة، قررت قيادة الجيش التوقف عن استخدام اللحوم في وجبات الطعام التي تقدّم للعسكريين أثناء وجودهم في الخدمة، جراء ارتفاع غير مسبوق في ثمنها. وفي خضمّ انهيار اقتصادي متسارع يعدّ الأسوأ في لبنان منذ عقود، شهدت أسعار السلع والمواد الغذائية عموما، واللحوم خصوصا ارتفاعا غير مسبوق جعل شريحة واسعة من اللبنانيين غير قادرة على استخدامه في وجباتها اليومية. ويبلغ سعر كيلوغرام لحم الغنم اليوم ثمانين ألف ليرة، بعدما كان قبل نحو شهرين ثلاثين ألفا. وارتفع ثمن كيلوغرام لحم البقر من 18 ألفا إلى أكثر من خمسين ألف ليرة. وأعلنت نقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي في بيان إثر اجتماع استثنائي الثلاثاء إقفال أكثر من 60 في المئة من محلات بيع اللحوم بسبب “الارتفاع الصاروخي للدولار”.

مشاركة :