السعودية تنعى «عميد الدبلوماسية الدولية»

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - العربية.نت: نعت السعودية أمس وزير خارجيتها السابق الأمير سعود الفيصل رجل السياسة والإنسانية، الذي توفي في ولاية لوس انجلوس الأمريكية، وذلك بعد 75 عاماً، قضى منها 40 عاماً كوزير للخارجية، وقرابة الــ 15 عاماً للتحصيل العلمي. وأعلن الديوان الملكي السعودي، عن أن الصلاة على الأمير الراحل سعود الفيصل ستقام في المسجد الحرام بعد العشاء يوم السبت الموافق 11 يوليو، مؤكدًا أن الامير الراحل كان رمزًا للأمانة والإخلاص. وفيما يلي نص البيان: انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم (امس) الخميس 22 / 9 / 1436هـ في الولايات المتحدة الأمريكية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، وسيصلى عليه - إن شاء الله - في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم السبت الموافق 24 / 9 / 1436هـ. ولقد عرف الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع الفقيد على مدى خمسة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمته بكل تفان وإخلاص، مضحياً في سبيل ذلك بصحته فكان - رحمه الله - رمزاً للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء عما قدمه لدينه ووطنه، إنا لله وإنا إليه راجعون. الأمير سعود الفيصل، أو عميد الدبلوماسية الدولية، غادر الحياة إلى مثواه الأخير قبل يوم واحد فقط من الذكرى السنوية للإعلان الشهير الذي اتخذه والده الراحل، الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية آنذاك، بــ "حظر" الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو القرار الذي تضامنت معه عدد من الدول العربية، نظير الدعم الأمريكي لإسرائيل إبان حرب أكتوبر. رحل الفيصل، ثالث وزير للخارجية السعودية في العهد الحديث، بعد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي تولى منصب الوزارة في فترتين الأولى كانت من 1349 ـــ 1380 هـ ، و 1382 ـــ 1395 هـ، فيما حل إبراهيم السويل في الفترة بين 1380 ـــ 1382 هـ ، ليتسلم مهام وزارة الخارجية لاحقاً الأمير الراحل سعود الفيصل في الفترة بين 1395 ـــ 1436 هـ، أي ما يزيد عن 40 عاماً اعتلى فيها كرسي الوزارة الأكثر حساسية. الراحل سعود الفيصل نال درجة البكالريوس في قسم الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأمريكية العام 1963 م، وبدأ حياته العملية مستشاراً اقتصادياً في وزارة البترول والثروة المعدنية، قبل أن ينتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن "بترومين"، وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية، الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة و"بترومين". وفي العام 1970 م، عين الأمير سعود الفيصل نائباً لمحافظ "بترومين" لشؤون التخطيط، قبل أن يعين لاحقاً وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية في العام 1971 م، ليصدر لاحقاً مرسوم ملكي بتسميته وزيراً للخارجية، إبان شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي كان وزيراً للخارجية إضافة لكونه ملكاً للبلاد. سعود الفيصل الذي أرهقه مرض "باركنسون" أخيراً، كان يتقن سبع لغات إضافة إلى لغته الأم العربية، وهي اللغة التي كان يفاخر بها متحدثاً في معظم مؤتمراته الصحافية ولقاءاته، رغم إجادته لعدد من لغات العالم، تماماً كما كان يفاخر بعروبته الذي ظل يناظل عنها طيلة مشواره السياسي في كافة المحافل الدولية. رحل الأمير سعود الفيصل وخلف وراءه إرثاً سياسياً وثقافياً يتباهى به السعوديون، حتى بات إيقونة على لسان كل من أراد الخوض في حديث ساسي، لذا كانت عبارة "تكفى يا سعود الفيصل" هي العبارة والإيقونة الأبرز التي كان يرددها السعوديون في مجالسهم للتعليق على كل من يشرع في الخوض بحديث سياسي. واحتفظ الأمير سعود بموقع مؤثر في دوائر صنع السياسة الخارجية السعودية حتى بعد تغييره وأصبح مستشارا رسميا للعاهل السعودي الملك سلمان الذي تولى منصبه في يناير، وكان أحيانا حاضرا عندما التقى زعماء أجانب بالملك.

مشاركة :