شكلت جائحة كورونا تحديًا للعالم بأسره، تمثل في الكيفية التي عليه اتباعها لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة، وأدركت شركة المدفوعات السعودية ، المملوكة بالكامل لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، أهمية هذه المرحلة، التي تتطلب الاتباع الصارم للإرشادات الصحية تجنبًا لانتشار الفيروس، خاصةً أنه عُهد إليها تشغيل وتطوير البنية التحتية لأنظمة المدفوعات الوطنية في المملكة، وهي الأنظمة التي يُعوّل عليها كثيرًا في كبح جماح انتقال العدوى نتيجة التعاملات المالية للمواطنين والمقيمين والقطاعات التجارية والعامة. وسلطت المخاوف من انتشار هذا الوباء الضوء على أهمية مفهوم الدفع الإلكتروني ونشر ثقافته لدى كل فئات المجتمع، كإحدى أهم الوسائل التي تسهم في تجنب الإصابة بالفيروس، فمن خلال تطبيق هذا المفهوم، سيتمكن أفراد المجتمع من قضاء مستلزماتهم الشرائية؛ من خلال الاعتماد على أحدث تقنيات المدفوعات المالية، والاستفادة من المنصات التجارية الإلكترونية. ولتحقيق استفادة المستهلكين من هذه المنصات، عملت المدفوعات السعودية، التي تُعد أيضًا المشغل لأنظمة الدفع الوطنية، على توحيد وتنظيم بوابات الدفع عبر شبكة الإنترنت، ما أتاح لأكثر من 23 مليونًا من حاملي بطاقات “مدى” الوصول إلى منصات التجارة الإلكترونية خلال أوقات حظر التجول الذي أعلنت عنه الأجهزة المختصة، وهي الخطوة التي أسهمت وبشكل كبير في مواكبة احتياجات المجتمع في هذه الفترة الاستثنائية، وتعزيز ثقة الأفراد في تجربة التسوق الإلكتروني حتى بعد انقضاء الجائحة. وانسجامًا مع حزمة الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار عدوى كورونا، بادرت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، وبالتعاون مع المدفوعات السعودية والبنوك المحلية، إلى رفع الحد المسموح به لتنفيذ عمليات الدفع من خلال البطاقات البنكية من مبلغ 100 إلى 300 ريال للعملية الواحدة؛ وذلك عبر تقنية الاتصال قريب المدى (NFC) “مدى أثير” على أجهزة نقاط البيع دون الحاجة لإدخال الرقم السري؛ لتجنب ملامسة الأسطح الملوثة. ووفقًا للدراسة التي أجرتها المدفوعات السعودية فإن هذه المبادرة ستغطي ما يقارب 93% من العمليات المالية المنفذة بهذه القيمة؛ عبر أجهزة نقاط البيع في الأسواق عند اكتمالها، خاصةً أن استعمال هذه التقنية في الدفع زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة؛ نتيجة اعتماد الأفراد عليها من خلال الهواتف الذكية؛ حيث أوضحت بيانات مؤسسة النقد لشهر أبريل أنها تشكل 85% من مجمل التعاملات الشهرية. وانعكاسًا لتلك التطورات، ارتفع عدد عمليات خدمة “مدى للدفع عبر الإنترنت” إلى 20.8 مليون عملية خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما ارتفع إجمالي عدد عملياتها عبر أجهزة نقاط البيع إلى 543 مليون عملية خلال الفترة ذاتها، فيما شهد الربع الأول من هذا العام ارتفاعًا في حجم عمليات “مدى للدفع عبر أجهزة نقاط البيع” بنحو 67%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019م، وشهدت عمليات خدمة “مدى للدفع عبر الإنترنت” ارتفاعًا بنحو 406%، مقارنة بالربع الأول من عام 2019م. وشكلت العمليات المنفذة من خلال تقنية الاتصال قريب المدى 79% من مجمل العمليات التي تم إجراؤها خلال الربع الأول من عمليات أجهزة نقاط البيع، وبارتفاع قدره 263%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وسجل شهر مايو من عام 2020 ارتفاعًا ملحوظًا في إجمالي قيمة المبيعات عبر الإنترنت، ليصل إلى 3.7 مليار ريال، بواقع 18.1 مليون عملية، فيما ارتفع إجمالي قيمة العمليات لخدمة “مدى” للدفع عبر أجهزة نقاط البيع، خلال الشهر ذاته، ليصل إلى 23.4 مليار ريال، بواقع 159.4 مليون عملية، فيما ارتفع إجمالي عدد بطاقات مدى المستخدمة في الدفع عبر الإنترنت، خلال شهر مايو 2020م، ليصل إلى 5.4 مليون بطاقة مدى. يذكر أن شهر أبريل من العام الجاري سجل ارتفاعًا لافتًا بدوره في إجمالي قيمة المبيعات عبر الإنترنت؛ حيث بلغ 3 مليارات ريال، بواقع 12.7 مليون عملية، فيما انخفض إجمالي قيمة العمليات لخدمة مدى للدفع عبر أجهزة نقاط البيع؛ نتيجة الإغلاق العام خلال فترة الحظر الكلي المفروض خلال الشهر ذاته، ليصل إلى 16.1 مليار ريال، بواقع 121.8 مليون عملية، فيما ارتفع إجمالي عدد بطاقات مدى المستخدمة في الدفع عبر الإنترنت، خلال الشهر نفسه، ليصل إلى 3.6 مليون بطاقة مدى. اقرأ أيضًا: غرفة الشرقية تعقد لقاءً عن منصة “فسح” شروط القبول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مركز سيدات الأعمال بالشرقية يستعرض للمشتركات خدمات الغرفة الإلكترونية
مشاركة :