بدأ جنوب الولايات المتحدة طيّ صفحة الماضي الثقيل للكونفيدرالية من خلال إزالة العديد من رموز أنصار العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، بدفع من موجة من الاحتجاجات التاريخية ضد العنصرية في البلاد.وأزالت مدينة ريتشموند، في ولاية فرجينيا، أول نصب تذكاري للجيش الكونفيدرالي، وضع في العاصمة السابقة للجنوب خلال حرب الإخوة (1861-1865). كما أزالت ميسيسيبي شعار الكونفيدرالية عن علم الولاية، وهي لحظة تاريخية لهذه الولاية التي تحمل الكثير من جروح فترة العبودية.وكانت ميسيسيبي الولاية الأمريكية الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بعلم جيش «الولايات المتحدة الكونفيدرالية» المؤلف من مستطيل أبيض، في أعلى زاويته اليسرى مربّع أحمر، يتوسّطه صليب أزرق قُطريّ بداخله نجوم صغيرة بيضاء ترمز إلى الولايات الجنوبية.وفي ريتشموند، يعتبر المنتقدون العديد من المعالم الكونفيدرالية رموزاً لتمجيد تراث العبودية الأمريكية، فيما تشكل البلاد مسرحاً لحركة تاريخية لمناهضة العنصرية عقب عدد من الحوادث التي مات فيها أمريكيون سود على يد عناصر من الشرطة.ومن تلك المعالم الأكثر رمزية، تمثال القائد العام للجيش الجنوبي، الجنرال روبرت لي، الذي يقبع منذ قرن في ساحة المدينة.ويعمل موظفو البلدية منذ بعد ظهر، الأربعاء، حول تمثال توماس «ستونوول» جاكسون وهو جنرال آخر في جيش الجنوب. ووفقاً لوسائل إعلام محلية، انتزع التمثال من قاعدته برافعة.وبرّر رئيس البلدية، ليفار ستوني، قراره بالحاجة إلى «طي صفحة» الماضي من أجل المدينة. وقال في رسالة بالفيديو على تويتر «منذ النهاية الرسمية للكونفيدرالية قبل 155 سنة، أصبحنا مثقلين بهذا التراث». وأضاف «هذه التماثيل رغم أنها رمزية، ظلّلت أحلام أطفالنا الملونين. بإزالتها يمكننا البدء بالشفاء، وتركيز انتباهنا على المستقبل».وفي جاكسون، عاصمة ولاية ميسيسيبي، أزيل العلم الذي يحمل شعار الكونفيدرالية والذي رفع أمام مقر الحكومة لمدة 126 عاماً، خلال احتفال رسمي.وكان البرلمان في الولاية أقر، الأحد، إزالة هذا الرمز المثير للجدل بعد 19 سنة من التصويت بأغلبية ساحقة على الاحتفاظ به.وقال رئيس البرلمان الجمهوري، فيليب جان «اليوم نقبل ماضينا، ونتطلع إلى المستقبل».وأشار السيناتور الأسود، جون هورن، إلى أن الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد كان لها «تأثير غير عادي» في اتخاذ هذا القرار التاريخي.
مشاركة :