قالت مشرفة التطوع الإسعافي بالمسجد النبوي الشريف لميس أبو الخير في حوار مع «المدينة»: إن أكثر من 600 فتاة متطوعة من بنات المدينة المنورة تتشرف بخدمة المعتمرات وزائرات المسجد النبوي الشريف في طيبة الطيبة طيلة أيام شهر رمضان الكريم، مؤكدة أن الفتيات بمختلف تخصصاتهن الطبية هجرن ساعات الراحة من أجل تقديم الخدمات الطبية كهدية متواضعة لضيوف الرحمن في عملٍ مشرف يقصدن به وجه الله الكريم، وأضافت أننا نقوم في خدمات التطوع الإسعافي بتقديم العديد من الخدمات الصحية الإسعافية المختلفة في داخل المسجد النبوي الشريف وساحاته للسيدات الزائرات كقياس ضغط الدم وقياس معدل السكر في الدم، وقياس معدل نبضات القلب وتركيز الأكسجين في الدم وجميعها علامات حيوية مهمة تحدد مدى صحة الإنسان، كما نقوم بمباشرة العديد من الحالات الأخرى كحالات الكسور والجروح وحالات الإغماء.. وعن أبرز شروط الانخراط في العمل التطوعي الإسعافي. قالت يستطيع الجميع بمختلف فئات المجتمع المشاركة في مشروع التطوع الإسعافي سواءً كانوا ممن يدرسون التخصصات الصحية والممارسين الصحيين أو من غير المتخصصين في المجال الصحي شريطة الحصول على شهادات تدريبية في العمل الإسعافي أو ممن هم من ذوي الخبرة في نفس التخصص. 600 متطوعة **وعدد المتطوعات لموسم رمضان 1436هـ وزيادة في إعدادهن خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم قالت لميس أبو الخير: لقد وصل عدد المتطوعات لهذا الموسم لـ 600 متطوعة، وبالفعل يتضمن المشروع التطوعي الإسعافي خلال العشر الأواخر المزيد من التجهيز والتأهب لمضاعفة الجهود، خصوصًا خلال فترات التراويح وصلاة التهجد، حيث يشهد المسجد النبوي الشريف إقبالًا متزايدا من قبل المعتمرين والزوار وأهالي المدينة المنورة، ويتم تقسيم المتطوعات إلى فرق ميدانية لتغطية جميع أنحاء الحرم من الداخل وحتى الساحات الخارجية المحيطة بالمسجد النبوي، ويتم توزيع المتطوعات على 16 فرقة لخدمة المعتمرات والزائرات من الساعة السادسة صباحًا وتستمر الخدمة حتى الثانية بعد منتصف الليل يوميًا، وتتضاعف المدة في العشر الأواخر لتستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل، وأكملت لميس العمل التطوعي يخلصنا من الأنا ويجعلنا ننسى تمامًا كل مسائل الحياة السطحية وتعمل على أن نسخر كل إمكانياتنا في خدمة الغير، وكثيرًا ما نكتشف دواخلنا عند قيامنا بتلك الأعمال، ولعل من أجمل ما نتعرض له في المشروع هي الدعوات الصادقة من الزائرات، التي تشعرنا بالحماس وتدفعنا لبذل المزيد دون الشعور بالتعب أو الفتور. صعوبات ومعوقات وعن الصعوبات التي تواجه العمل التطوعي؟ قالت للحق لم نواجه صعوبات كبيرة، ولكن حاجز اللغة في المقام الأول يقف في بعض الأحيان في مواجهة الطريقة الأمثل لتقديم الخدمة الصحية للزائرات بالرغم من أن المتطوعات يتحدثن الإنجليزية كلغة ثانية إلا أن الكثير من المعتمرات لا يجيدونها، مما يضطرنا في بعض الأحيان بالاستعانة بمترجمات من إدارة الحرم أو ممن حولنا لتسهيل التواصل مع المستفيدات من الخدمة.. وعن أغرب حالة صادفت الفريق التطوعي، والتي تركت ذكرى في الأذهان قالت هناك قصص إنسانية كثيرة تواجهنا بشكل يومي وكل حالة تقوم الفرق الإسعافية بمباشرتها تترك في أذهاننا ذكريات عديدة، ولكن أذكر قصة لحاجة مصرية كانت علاماتها الحيوية مضطربة وكانت تبكي وتقول «مليش حد» وعند تهدئتها وأخذ بعض الإجابات منها اتضح فقدانها لقريب يعمل في الجيش المصري، خلال الأحداث الأخيرة، وتأثرنا جدًا بمعاناتها وما زاد في تأثرنا زائرة سعودية كانت ملازمة لها وتخبرها: «أنا معكِ وجميعنا معكِ وربنا معكِ لا تيأسي أبدًا» والحمدلله تم التعامل مع الحالة، واستقرت العلامات الحيوية للسيدة المصرية. المزيد من الصور :
مشاركة :