أحياء حائل.. كثافة سكانية بلا خدمات

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بيوت مهددة بالسقوط، محلات مهجورة، عمالة وافدة، هو المشهد المسيطر على معظم أحياء حائل التي لا تكاد تدخلها حتى تتوقف مجبورا بسبب ضيق شوارعها. هناك تجد معاناة لم يستمع لها أحد، بيوت تسكنها عوائل، يزاحمهم وافدون يسكنون في منزل مستأجر قديم، في تناقض لا يحسمه لا المؤجر ولا الجهات المختصة. (عكاظ) سجلت تواجدها داخل الأحياء ونقلت المعاناة بلسان المواطنين، حيث أكد عدد من سكان حي البادية، أن هناك بيوتا فقدت أصحابها منذ سنوات طويلة، فأصبحت ضحية الإهمال وبقي جيران هذه البيوت يعيشون قصة معاناة معها لاسيما وهم ينتظرون سقوطها لينزاح الهم عنهم، لكنهم يوميا يعيشون فصول الرعب الذي يدب في قلوب الأطفال والعابرين جوار تلك البيوت التي طال صراخها، وهي تبحث عن صاحبها الذي رحل، وبقيت تترنح مع هبوب الرياح يمينا ويسارا، ولم يحن حتى اليوم موعد سقوطها لينزاح الهم عن جيرانها. ولا يختلف الحال كثيرا إذا ما ابتعدنا عن حي البادية، حيث حي حارة عمار والمطار، هناك نجد محلات كانت شاهدة على أيام الماضي، وبقيت تصارع حتى تبقى، فتارة تدافع عن حريق اندلع فيها نتيجة لعبث أطفال وتارة تحتضن مجموعة أوساخ وقمامة، رواية تحمل في طياتها العجب، وهذه المحلات أصبحت مهجورة منذ سنوات طويلة وللأسف لم نشاهد دور الأمانة في إزالتها وهدمها ليرتاح الحي منها، ويظهر بمنظر أفضل. ويقول أحمد الشمري: إذا قامت الأمانة بهدمها يتسنى لأهل الحي استغلال الأرض بشيء أفضل من هذا المشهد، ويمكن استغلالها في توسيع الحديقة المجاورة لها أو تشجير المكان، لكن الأهالي للأسف لم يجدوا تفاعلا من المسؤولين تجاه هذه المحلات التي باتت مقرا للأوساخ والقمامة. عمالة وافدة في حي العزيزية لا يختلف المشهد أيضا، حيث اكتظت العمالة الوافدة بكثرة لدرجة أنها أصبحت تزاحم سكان الحي على البيوت وسيطرت عليها وهذا ما أثار الرعب في قلوب أغلب السكان الذين باعوا بيوتهم والبعض عرضها للإيجار خوفا من وقوع كارثة في الحي. يقول فهد الشمري: اضطررت لعرض منزلي للبيع، لأنني أصبحت لا أستطيع الخروج من المنزل وترك عائلتي فيه وهم يسكنون بين هؤلاء العمالة الوافدة وكذلك أصبح البعض يخشى الخروج في ساعة متأخرة ليلا، ويرفض ذهاب أبنائه للصلاة وحدهم، وبرروا خوفهم وخروجهم من هذا الحي من كثرة ما يسمعونه بالصحف ووسائل الإعلام. بعوض البحيرة وفي حي الخماشية على الرغم مما يحظى به من اهتمام من قبل الأمانة العامة وتنظيف شوارعه إلا أن البعوض الذي اتخذ من بحيرة الخماشية مقرا له أصبح يهدد سكانه، فتحولت هذه البحيرة لتوريد البعوض الذي سبب للأهالي إزعاجا وهما داخل منازلهم وأفسد عليهم أجواء الراحة والنوم في داخل المنزل، ومن غير المعقول أن تغيب سيارة رش المبيد في هذا الحي الذي يحتاج لتواجدها طوال السنة وليس في موسم دون آخر. وتمنى الأهالي من المسؤولين أن يضعوا هذه البحيرة نصب أعينهم، وأن لا يتركوها مهملة فهي تحتاج كذلك لسياج حديدي ليطمئنوا على أطفالهم في حال خروجهم من المنزل. ويقول علي الكنعان: تشكل البحيرة هاجسا مخيفا لأبناء الحي والأطفال. بقايا بناء في حي المصيف يشكو بدر الشمري من سوء السفلتة وانتشار مخلفات المباني وأنقاضها، وبقايا بناء الفلل والعمائر السكنية بهذا الحي التي أصبحت مكانا للحشرات، وكل من ينتهي من عملية بناء منزله يرمي بقايا الأسمنت والبلك والخشب، التي كان يستخدمها لتبقى عبئا على الحي، وعلى سكانه الذين لا حول لهم ولا قوة، مبينا أنه على الرغم من أن حي المصيف يعتبر من أجدد الأحياء بحائل إلا أنه يعد من أسوأها في الخدمات. 30% من حائل أحياء عشوائية اعترف رئيس لجنة الخدمات في المجلس البلدي بمنطقة حائل عبدالعزيز المشهور بمشكلة البيوت المهجورة في الأحياء العشوائية، وقال: «يوجد في حائل نحو ٣٠% من مساحتها أحياء عشوائية، وقد توجد النسبة الأكبر في قلب حائل المدينة مما يتطلب من الأمانة القيام بمهامها في تطوير وتأهيل هذه الأحياء وإيجاد محاور طرق رئيسية فيها وإعادة تخطيطها إلا أن هذا قد يجد أمامه الكثير من الصعوبات أولها الأملاك وعدم ثبوتية بعض الأوراق وما فيها من مواريث كثر قد يصعب إيجاد حصر ورثة واضح يكفل الحق للكل». وبين حاجة هذه الأحياء لنزع ملكيات بملايين الريالات وهذا يتطلب توفر ميزانيات عالية من أجل التنمية والتطوير، مضيفا: «هناك حل يلوح بالأفق يتمثل في إيجاد شركات تطويرية تشارك الأمانة وأصحاب المزارع والعقارات هدفها إعادة التأهيل والتخطيط وأخذ نصيبها استثماريا لبعض المواقع المتميزة من أجل أن تبنى على أساس متين ووفق دراسات ومخططات جيدة وبرأس مال عال لنضمن التنمية المستدامة المعمول بها في ازدهار المدن».

مشاركة :