أبوظبي:«الخليج» في إطار جهودها المتواصلة لتمكين حركة التجارة العالمية، طرحت موانئ أبوظبي، إحدى شركات «القابضة» (ADQ)، ورقة بحثية بعنوان «سبل ضمان مرونة سلاسل التوريد وتكيّفها مع المتغيرات في عام 2020 وما بعده»، وذلك خلال ندوة رقمية قامت بتنظميها مؤخراً.واستخلصت الورقة البحثية آراء نخبة من خبراء سلاسل التوريد حول كيفية استيعاب الأزمات الطارئة وإمكانية تحقيق ميزة تنافسية في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19، كما تضمنت حلول وآليات دعم سلاسل التوريد اللوجستية العالمية في مواجهة هذه التداعيات.وقد أوضح نخبة من خبراء إدارة سلاسل التوريد على مستوى العالم أن ثبات الأداء التشغيلي يرتكز على قدرة الشركات على حفظ توازن العمليات التشغيلية لسلاسل التوريد، والتعامل مع التحديات دون التأثير في استمرارية الأعمال. وأشاروا إلى أن المؤسسات الناجحة لا تكتفي بالحفاظ على استمرارية الأعمال والدفاع عن فرص بقائها في السوق فحسب، بل أيضاً تتميز بقدرتها على اغتنام الفرص بشكل سريع.وقد سلط المتحدثون في الندوة الرقمية بعنوان «قطاع التجارة والخدمات اللوجستية في مرحلة كوفيد-19» الضوء على بعض ما ورد في الورقة البحثية وذلك بحضور ومشاركة عدد كبير من أعضاء الإدارات والمسؤولين من عدة قطاعات حول العالم شملت البنوك، والأغذية، والخدمات اللوجستية.وأشار ممثلو موانئ أبوظبي في الندوة إلى أن نجاح الشركات في تحقيق أعلى درجات الثبات التشغيلي في مواجهة الأزمات يستند إلى توافر عدد من العناصر مثل منهجية عمل مرنة، والاستثمار الاستراتيجي في التحول الرقمي والأتمتة، وإرساء وتطوير ثقافة إدارة المخاطر، والقدرة على جمع وتحليل البيانات وتوظيفها بفاعلية في وضع خطط العمل، إضافة إلى تبني أفضل الممارسات والاستفادة من آراء الخبراء. شراكة عالمية.. وتقييم استباقي دقيق للمخاطر وقال روبرت ساتون، رئيس مجموعة الخدمات اللوجستية - موانئ أبوظبي: إن الورقة البحثية التي طرحناها مؤخراً تمثل رؤى مجموعة من صفوة الخبراء العالميين في مجال إدارة السلاسل اللوجستية إلى جانب رؤيتنا الخاصة. وتعكس حرصنا على مشاركة أفضل الممارسات مع شركائنا الاستراتيجيين وجميع أصحاب العلاقة من البرازيل وأمريكا والمملكة المتحدة والسعودية والهند والصين، بهدف تقديم آراء الخبراء حول أكثر التساؤلات المطروحة ضمن القطاع.وأضاف: انطلاقاً من ريادتها الإقليمية والعالمية في قطاع التجارة والخدمات اللوجستية، تسعى موانئ أبوظبي إلى توفير منظومة عمل لوجستية متكاملة وكفؤة تلبي متطلبات متعامليها وتضفي قيمة تنافسية تمكنهم من تنمية أعمالهم خصوصاً في أوقات الأزمات. وبالتالي، ندرك أهمية الاستثمار في تحليل ودراسة التطورات والتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والسعي لتطوير حلول وآليات عمل تتيح لمتعاملينا التكيف مع الأزمة الحالية وتخطيها. وبالفعل، تؤكد لنا نتائج هذا البحث، أنه يمكن للشركات تخفيف أثر تداعيات الأزمة من خلال إجراء تقييم استباقي دقيق للمخاطر التي قد تواجه سلاسل التوريد، والعمل على رفع مستوى جاهزية العمليات التشغيلية لاستيعاب تلك التداعيات والاستجابة السريعة لمتغيرات السوق. تنمية ثقافة إدارة المخاطر وقال كريم شريف، شريك -«باين وكومباني» للاستشارات - الإمارات، وأحد المشاركين في إعداد الورقة البحثية: إن من أهم النقاط التي يجب الأخذ بها هي القدرة على التكيف مع متطلبات المتعاملين وتلبيتها، وإرساء شبكة عمليات قوية ومرنة، وتنمية ثقافة إدارة المخاطر على مختلف المستويات ضمن الشركات، تلك هي أهم عناصر النجاح في التعامل مع الأزمات وتخطيها. كما يجب الانتباه للمساهمة الحيوية للبيانات والمعلومات، حيث إننا نشهد طفرة في توافرها، ولكن التميز يكمن في توظيفها بشكل فعّال في وضع خطط العمل واتخاذ القرارات، وتحقيق الاستفادة المثلى منها. أنظمة تشغيلية مرنة وأشارت كاثي مورو روبيرسون، مؤسس ورئيس تحليل البيانات - شركة «لوجيستيكس ترندز آند إنسايتس» - الولايات المتحدة الأمريكية، وأحد المشاركين في إعداد الورقة البحثية إلى أهمية الاستثمار الاستراتيجي في التقنيات الحديثة وتطبيقاتها، وقالت: إن المشهد العام لقطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد لا يخلو من المخاطر والتحديات في كافة الظروف. لذا يترتب على الشركات العمل على إكساب أنظمتها التشغيلية المرونة الكافية لتعزز سرعة الاستجابة للأزمات الطارئة والتحديات غير المتوقعة، من خلال عقد الشراكات التقنية المثلى وتطوير قدراتها التقنية لتقليص أثر المخاطر والأزمات في أعمالها، وتقديم أعلى مستويات الأداء. التواصل الفعّال ومشاركة المعلومات وقال توم هارفي، المدير التجاري - شركة «سبينيز» - دبي، وأحد المشاركين في الندوة الرقمية: إن قواعد العمليات التشغيلية لسلاسل التوريد لم تتغير جرّاء تداعيات جائحة كوفيد-19. فمازلنا نواصل توفير السلع المحلية والمستوردة، ولن يتغير ذلك لأن متطلبات المتعاملين لم تتأثر. ما تغيَر هو أسلوب عملنا لتلبية هذه المتطلبات.وأضاف: تبرز الآن، أكثر من أي وقت آخر، أهمية التواصل الفعّال ومشاركة المعلومات بين كافة الأطراف على امتداد سلاسل التوريد. لأنه لا يمكننا الاعتماد على مؤشرات الأداء السابقة لتوقع متطلبات المستقبل، لا على المدى القريب ولا البعيد. فنجاحنا جميعاً في تخطي هذه الأزمة مرهون بكفاءة تعاوننا والتنسيق في ما بيننا.
مشاركة :