لمحات من تاريخ إمارة أبوظبي والعهد الزاهر للشيخ زايد

  • 7/3/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

 تميزتْ إمارةُ أبوظبي إبانَ حكمِ حكيمِ العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمنزلتِها الكبيرةِ والمميَّزةِ في الوطنِ العربي، وبرزتْ مبكرًا من خلال اهتمامِ الكثيرين من دولِ العالم بالاحتفالِ بمناسبةِ يوم عيد ميلاد الشيخ زايد آل نهيان في 16 أغسطس 1968؛ إذ ظهرت معالمُ إنجازاتٍ كثيرة وخطط لمشاريعٍ واعدة بعزيمةٍ وإرادة من الشيخ زايد وما أعلنه من استعدادات لتنفيذِ مشاريع تنموية مدة خمس سنوات قادمة، رغم ما مرت به المنطقة العربية آنذاك من ظروف صعبة على الأمة العربية جراء عدوان 1967 على مصر وسوريا والأردن وفلسطين من قبل الصهاينة.فقد أمر الشيخ زايد بإلغاء الحفلات الرسمية، وأن يقتصر الأمر فقط على افتتاح المشروعات العامة، كما طلب أن تحول المبالغ المخصصة لهذه الحفلات الرسمية في هذه المناسبة إلى الميزانية الخاصة لمساعدة الطلبة كي يستكملوا دراستهم العالية في الجامعات.ويمتد تاريخ أبوظبي الحديث إلى أكثر من قرنين وتشغل مساحة تقدر بـ«80» ألف كيلومتر مربع، ويتبع هذه الإمارة حوالي «200 جزيرة» منها جزيرة «داس» التي تبعد عن مدينة أبوظبي بثمانين ميلا إلى الشمال، وقد تفجر البترول بأراضيها في القرن العشرين وأقيم فيها منذ عام 1956 مدينة سكنية يعيش فيها ثمانمائة خبير في شؤون البترول، وهناك جزيرة أخرى هي «جزيرة صير بني ياس» وهي تبعد عن أبوظبي غربا مسافة 145 ميلا، ومن الجزر المهمة جزيرة «دلما» التي لعبت دورا كبيرا في الماضي أيام الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وفي ذلك الوقت كان يسكن إمارة أبوظبي أربع قبائل مهمة هي «بني ياس والمناصير والظواهر والعوامر» تبرز قبيلة «بني ياس»، ويتزعمهم جميعا حكام آل نهيان تحت مسمى حكام إمارة أبوظبي، وقبيلة المناصير هم حلفاء بني ياس منذ قديم الزمان وأهم فروع هذه القبيلة قبيلة المناصير آل بومنذر، وقبيلة الظواهر، سكنت مدينة العين وضاحية الهيلي وقطارة والجيمي وقبيلة العوامر، والتي تمتد إلى أرض الختم العربي البريمي وبين أرض الكدن جنوبي الظفرة ولهذه القبيلة بطون متعددة على سبيل المثال لا الحصر آل حيو، آل خميس، آل كييلة وخلافه.في عام 1624 أعلن الإمام ناصر مرشد اليعربي الجهاد لتحرير عمان وسواحلها من البرتغاليين المغتصبين وانطلاقا من ذلك لبت عمان كلها حضرها وباديتها النداء، وكذلك شارك بنو ياس قبائل الظاهرة في هذا الجهاد المقدس، واستطاعوا أن يطردوا البرتغاليين من قلعة جلفار، من هنا حكمت دولة اليعاربة عمان بين عامي 1624 و 1749 ويعتبر عهدها من أزهى عصور الحكم في عمان. بدأت القبائل العربية هجرتها إلى السواحل وعاودت نشاطها القديم في التجارة والملاحة والغوص، وفي سنة 1749 ظهرت قوتان سياستان على ساحل عمان واستقلتا عن سلطنة مسقط، وفي سنة 1761 عُثر على الماء في جزيرة أبوظبي، ما ساعد أفراد القبيلة على الهجرة إلى الجزيرة، وعلى أثر ذلك زادت البنية التحتية في بناء البيوت إذ وصل تعدادها إلى أربعمائة بيت، ونجح الشيخ عيسى آل نهيان في جمع بني ياس تحت لوائه وكان هذا في أواخر القرن الثامن عشر، وهو يعدُّ أول حكام آل نهيان في حكم إمارة أبوظبي في عام 1793. تقلد الشيخ شخبوط بن دياب آمر الإمارة بعد أبيه، ما استدعى أن ينقل حكمه من الداخل إلى مدينة أبوظبي وفي سنة 1816. تنازل الشيخ شخبوط عن الحكم لأولاده، ومنذ ذلك الوقت عرف آل نهيان برعايتهم لشؤون الزراعة وعلى أثر ذلك تحالفت قبيلة الظواهر مع قبيلة بني ياس، وفي عام 1816 تولى الشيخ محمد بن شخبوط الإمارة حتى سنة 1833. وبسرعة تطورت مدينة أبوظبي وكثر عدد سكانها، وما بين سنة 1833 و 1845 حكم إمارة أبوظبي الشيخ خليفة بن شخبوط وفي عام 1845 تولى سعيد بن طحنون حكم إمارة أبوظبي، وفي سنة 1855 تم اختيار من العائلة للشاب زايد بن خليفة ليحكم إمارة أبوظبي، وقد قُدِّر لهذا الحاكم أن يدير شؤون الإمارة مدة طويلة بين سنة 1855 إلى عام 1909 ولقد لعب دورا كبيرا في حياة الإمارة «أبوظبي» وساحل عمان حتى لقبه الجميع تقديرا له بزايد الكبير لقد كانت الشجاعة والرأي عنصرين أساسيين في حياة الشيخ زايد بن خليفة في الداخل والخارج، وفي سنة 1869 تعاون الشيخ زايد بن خليفة مع الإمام عزان بن قيس ووطد معا نفوذهما في منطقة البريمي. وأصبحت العين وضواحيها المنطقة الشرقية في إمارة أبوظبي، كذلك تعاون الشيخ زايد بن خليفة مع آل مكتوم في دبي، وتوثقت العلاقات بينه وبين جيرانه وسادت المحبة والتعاون بين شيوخ الإمارات ما كان سببا مباشرا في إذاعة اسم الشيخ زايد بن خليفة في الظاهرة وساحل عمان فأصبحت أبوظبي قوة سياسية كبيرة، وفي عام 1909 ترك الشيخ زايد بن خليفة إمارة أبوظبي أمانة بين أيدي أبنائه وأحفاده من بعده، وفي أيام الشيخ زايد ازدادت أبوظبي انتعاشا جراء العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ الذي راجت تجارته في عواصم أوروبا والهند، وفي عام 1930 واجهت أبوظبي تراجعا اقتصاديا، بعد أن ضعف الطلب على شراء اللؤلؤ الطبيعي، ولكن شاءت إرادة من الله سبحانه وتعالى أن يتدفق البترول في البر والبحر وفي 3 يوليو 1962. ظهر الاهتمام بالبحث عن البترول في إمارة أبوظبي وفي 11 يناير 1947. حصلت شركة بترول على امتياز في أراضي أبوظبي، وفي عام 1959 تم العثور على البترول بإمكانيات تجارية في حقل مريان جنوبي منطقة طريف، وفي 15 ديسمبر 1963 تحركت أول ناقلة تحمل الخير من ميناء جبل الظنة إلى خارج الخليج العربي، وفي عام 1965 أطلقت الشركة على نفسها اسم شركة بترول أبوظبي. وفي 19/9/1965. تم التوقيع على تعديل الاتفاقية القديمة بإدخال مبدأ المناصفة في الأرباح السائدة في المنطقة. هذه قصة البترول في البر، أما في البحر فقد حصلت شركة مناطق أبوظبي البحرية المسماة أدما ((ADMA وذلك سنة 1953 على امتياز للبحث في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي. خلال عشرين عاما قادها الشيخ زايد بن سلطان، وخلال عامين من حكمه الزاهر صدرت مجموعة من التصريحات الصحفية والأحاديث الإذاعية، التي شملت مجموعة من الأقوال الحكيمة منها: لا قيمة للمال إذا لم يسخر لخدمة الشعب، إذا كان الله جل وعلا قد منَّ علينا بالثروة فإن أول ما التزمناه إرضاء الله وشكره. أنا أعتبر نفسي رب عائلة كبيرة هي الشعب وأن واجب رب العائلة أن يرعي شوؤن أفراد عائلته ويعمل على سعادتهم ورفاهتهم. كان الشيخ زايد خلال عامين قضاهما في سباق مع الزمن إذ فتح مدرسة في مدينة العين تحت مسمى «المدرسة النهيانية الابتدائية»، فكان يزور الطلبة بين فترة وأخرى لمتابعة تطور دراستهم.في عام 1964. قام المؤرخ كلارنس مان بدراسة عن إمارة أبوظبي إذ تنبأ أن يكون الشيخ زايد بن سلطان هو الحاكم القادم للإمارة، وفي أوائل سنة 1946 تولي الشيخ زايد بن سلطان شؤون المنطقة الشرقية، أي قرية العين وضواحيها. وفي عام 1966 انتقل الشيخ زايد بن سلطان من قصره في العين إلى قصر الحكم في مدينة أبوظبي أميرا على البلاد، عاش الشيخ زايد قريبا من البادية إذ اقترب من البدو وأـحبهم وأحبوه إذ تعرف على أشعارهم وعادتهم وتاريخهم وقد أشار (كيلي) أحد الباحثين والمؤرخين المعاصرين والحجة في تاريخ عمان وشرق الجزيرة العربية إلى شخصية الشيخ زايد بن سلطان والدور الذي يقوم به في المنطقة الشرقية فقال: منذ أن تولى الشيخ زايد من سلطان شؤون العين وضواحيها، ظهر أمام القبائل نموذجا لصنف الرجال العظام أمثال جده الشيخ زايد الكبير. امتاز الشيخ زايد برغبته الدائمة في الحياة الطيبة لمن حوله في منطقة الخليج العربي، وظل يردد الشيخ زايد بن سلطان دائما أنه يعتبر نفسه رب عائلة كبيرة هي الشعب، كان يرى أن عصب الحياة في الصحراء هو الماء ومن حبه الشديد للحقول والبساتين جعل الماء شأنا كبيرا فعمل على توفيره والحصول عليه، لذا حفر القنوات التي أفسدتها الحروب الطويلة فكان له ما أراد.ومن القضايا المهمة التي أثرت في الشيخ زايد بن سلطان خلال السنوات العشرين، حبه للعدالة وتأييده حقوق الفقراء والمستضعفين في 6 أغسطس 1966. صدرت مجموعة من المراسيم بإنشاء دائرة للمالية وإعداد أول ميزانية للإمارة. في 11/9/1966 صدر المرسوم الأميري رقم 3 إذ نص: أنا صاحب العظمة لشيوخ آل نهيان وأصحاب الخبرة من الأهالي علينا مسؤولية حمل أمانة العمل في الإمارة وفي دوائر الحكومة المختلفة، بإجراء التعيينات التالية: سنقوم بأنفسنا بمهام رئاسة دائرة المالية وسيكون نائب الرئيس فيها الشيخ محمد بن خالد، ثم يعين الشيخ خالد بن سلطان آل نهيان نائبا لحاكم إمارة أبوظبي وتوابعها، ثم يعين الشيخ حمدان بن محمد بن خليفة رئيسا للأشغال العامة والكهرباء والماء والصحة والمعارف. يعين الشيخ خليفة بن زايد ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية (البريمي) ورئيسا للمحاكم فيها. ثم يعين الشيخ محمد بن خالد بالإضافة إلى منصبه رئيس المالية مديرا للجمارك، يعين الشيخ مبارك بن محمد خليفة رئيسا للشرطة والأمن العام، ثم يعين الشيخ طحنون بن محمد بن خليفة رئيسا لبلدية العين، يعين الشيخ سيف بن خليفة رئيسا لدائرة تسجيل الآراء والبلديات، يعين الشيخ سرور بن محمد بن خليفة رئيسا لدائرة العدل، يعين الشيخ أحمد بن حامد مديرا لدائرة العمل والعمال.وفي 28 يناير سنة 1967. ضمت الحكومة شؤون البريد إليها، وفي عهد الشيخ زايد بن سلطان توالت المراسيم التي طورت ونظمت الديوان لينهض بمسؤولياته، وفي 20/3/68 صدر مرسوم يقضي بإنشاء مجلس للتخطيط، برئاسة حاكم إمارة أبوظبي. في عام 1972 وضعت خطة للخمس سنوات القادمة يقضي بتصديق جداول هذه الخطة الخماسية ومتابعتها والتنسيق بين الدوائر لتحقيقها. ومن الإنجازات الضخمة التي تحققت التقدم في المواصلات السلكية واللاسلكية والطيران المدني والإعلام والسياحة والثروة الحيوانية، وبناء قوة دفاع أبوظبي الذي نالت عناية خاصة من الشيخ زايد آل نهيان إذ أمدها بكل ما تحتاج إليه.كان عدد موظفي الإمارة عام 1966 نحو «200» موظف، وقد زاد هذا العدد ليصل إلى «1500» موظف، في 6 أغسطس 1966 كان عدد المدارس أربع مدارس ابتدائية للبنين ومدرسة ابتدائية واحدة للبنات، وكان عدد الطلاب والطالبات «587» طالبا وطالبة، وفي العامين التاليين زاد عدد الطلاب فبلغ سنة 1967 «800» طالب وطالبة. وفي عام 1968 قفز العدد إلى «2300» طالب وطالبة وأُنشئت خلال هذين العامين مدرستان إعداديتان للبنين ومعهد ديني ومدرستان ابتدائيتان للبنات وأصبح عدد المعلمين سبعة وسبعين معلما ومعلمة، في 6 أغسطس 1966 لم يكن هناك غير عيادة واحدة في أبوظبي مقابل طبيب واحد وبعد ذلك بعامين أصبح عدد الأطباء عشرين طبيبا وطبيبة إلى جانب ستين ممرضا وممرضة، وقد بلغ عدد الأسرة 72 سريرا، بالإضافة إلى وجود مستشفى آخر في قرية (المويجعي) في العين، وفي سنة 1966 كانت أبوظبي تجلب الماء من منطقة السد قرب العين. وفي سنة 1968 افتتح صاحب السمو الشيخ زايد آل نهيان خط أنابيب المياه الثاني، كما كان لدائرة الإعمار والأشغال العامة دورٌ في تعمير البلاد وبدأ العمل فعلا في عدة مشروعات، وبالنسبة إلى المطار الدولي فقد تم وضع أساساته ومهابط الطائرات فيه واستمر العمل فيه خمس سنوات وقد بلغت الكلفة ستة ملايين ونصف مليون دينار بالإضافة إلى تشييد ملعب كبير رياضي «إستاد» في مدينة أبوظبي بكلفة مليوني دينار، كذلك تم بناء أربع مساجد ومستشفى في أبوظبي وعدة مستوصفات.وفي عهد الشيخ زايد أيضا كان هناك نشاطٌ ملحوظ للحركة التجارية واستيراد البضائع وبالنسبة إلى دائرة الشرطة فقد حدث تطور كبير، من أهمها قسم الهجرة والجوازات وقسم المرور والتحقيقات الجنائية ومدرسة الشرطة وفرع الاتصالات اللاسلكي، كما كان لدائرة الزراعة شأنٌ ففي أواخر سنة 1967 بدأت الدائرة نشاطها بعمل مسح «هيدرولوجي» كامل لمنطقة العين لمعرفة إمكانية التوسع الزراعي، في عام 1966 من شهر أغسطس كان عدد موظفي دائرة البلديات ستة أفراد وفي أواخر سنة 1967. بلغ عدد الموظفين «500» عامل، وفيما يتعلق بدائرة العدل فقبل سنة 1966 كان في البلاد محكمة شرعية في أبوظبي وأخرى في العين، واستطاعت هذه الدائرة خلال فترة وجيزة إصدار عدة قوانين كقانون الجنسية وقانون الجوازات والهجرة والسير والمرور وقانون تعويض العمال وقانون العمل والعمال. أما دائرة الكهرباء فقد كانت هناك محطة واحدة بمدينة أبوظبي وثانية في العين، وبالنسبة إلى دائرة العمل فقد كانت في بدايتها تعمل بـ4 موظفين إلى صيف 1967 إذ وصل العدد إلى 25 موظفا وفي شهر مارس 1967 صدر مرسوم أميري بإنشاء دائرة شؤون الموظفين من أهم مهامها قسم التوظيف والشؤون الاجتماعية وقسم الأبحاث القانونية والقيام بتعيينات موظفي الحكومة، وفي يناير سنة 1967 صدر مرسوم أميري يضم دائرة البريد إلى الإمارة، وأول أبريل سنة 1967 صدر أول طابع بريد يحمل صورة الشيخ زايد بن سلطان ثم أُنشئت بعد ذلك دائرة المواصلات السلكية واللاسلكية ثم دائرة الطيران المدني وإدارة المطار.وفي 3 يوليو 1962 كان لدائرة شؤون النفط دور كبير إذ تحركت أول ناقلة بترول من مياه أبوظبي الإقليمية قرب جزيرة داس حيث تعمل شركة «أدما».. ثم جاء المد القومي في عهد الشيخ زايد آل نهيان حيث كان من أولوياته النشاط العمراني والحضاري، والتوجه إلى الاهتمام بقضايا الأمة العربية والمسجد الأقصى وأرض فلسطين، وفي 20 مارس 1968 زار أبوظبي الدكتور السيد نوفل الأمين المساعد لجامعة الدول العربية ليجمع مساعدة للطلاب الفلسطينيين وقد وجد كل ترحيب ومساعدة، كما كان الشيخ زايد بن سلطان حريصا على توثيق علاقاته مع جيرانه العرب وخاصة المملكة العربية السعودية وقد فتحت أبوظبي أبوابها للخبراء والفنيين العرب كما يسرت المجال أمام الشركات والمؤسسات العربية للمشاركة في نهضة البلاد وتعميرها.لقد كان عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منارة إشعاع ثقافي وحضاري ومبادرات رائدة هكذا حكم الشيخ زايد آل نهيان أبوظبي ودولة الإمارات بالحب والخير لشعبه أولا ثم اهتم بالبنية التحتية والعمران الذي نشاهده كلما زرنا هذا البلد الشقيق، وهذه مجرد نبذة تاريخية من تاريخ إمارة أبوظبي تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه.

مشاركة :