لبنان.. تصاعد الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المعيشية

  • 7/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت الاحتجاجات اللبنانية على تدهور الأوضاع المعيشية والارتفاع الكبير في أسعار السلع، بسبب انهيار الليرة حيث بلغ سعر صرف الدولار أمس أكثر من 9000 ليرة لبنانية. وانطلقت مساء الأربعاء احتجاجات شعبية في العاصمة بيروت وعدد من المناطق وأقفل المحتجون عدداً من الطرقات احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية. ونفذ ناشطون من الطلاب وقفة احتجاجية في أنطلياس في جبل لبنان، وعمدوا إلى إقفال الأتوستراد، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، وقام الجيش اللبناني بفتحه ليعودوا إلى إقفاله من جديد. وطالب المحتجون برحيل الحكومة بعد أن أظهرت عدم قدرتها على تنفيذ إصلاحات. وقفز سعر الدولار في لبنان بشكل كبير صباح أمس، محققاً 9 آلاف ليرة في السوق السوداء بالمقارنة مع 8500 ليرة عند إغلاق أمس الأول. وسط تفاوت كبير في تسعيرة الدولار بين منطقة وأخرى. وحددت مديرية العمليات النقدية في مصرف لبنان أمس سعر صرف الدولار عند دفع الحوالات النقدية الواردة من خارج لبنان عند 3800 ليرة. أما في السوق الرسمي فأعلن مصرف لبنان «تم تحديد سعر التداول في العملات بين الدولار والليرة اللبنانية لدى الصرافين على سعر 3850 - 3900 ليرة للدولار الواحد». وأعلنت مجموعة من المؤسسات ومحال البيع بالتجزئة إقفال أبوابها موقتاً في إطار حملة ضغط على السلطات، لتجنّب مواصلة رفع أسعارها بعدما سجّلت الليرة انهياراً غير مسبوق مقابل الدولار في السوق السوداء. وفي بيانات نشرتها على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمة شعار «نحن معاً في هذه الأزمة»، ووسم #باقون_هنا، أعلنت مؤسسات عدة بينها مجموعة «براندز فور لس» و«مايك سبورت» و«ماري فرانس» و«كارترز» إقفال أبوابها حتى «إشعار آخر». وأوردت «براندز فور لس» المستوردة لعلامات تجارية عالمية بأسعار مخفّضة في بيان «لأننا نرفض التخلي عن قيمنا... ورفع أسعارنا بشكل جنوني، سنقفل أبواب متاجرنا في لبنان حتى إشعار آخر». إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب أمس أن جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على إدخال لبنان في صراعات المنطقة، كاشفاً عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية. وأضاف خلال جلسة مجلس الوزراء «عندما شكلنا الحكومة، أطلقنا عليها اسم حكومة مواجهة التحديات، لأننا كنا نعلم أننا سنواجه تراكمات كبيرة وأزمات ضخمة». وأضاف: «لم نكن خائفين من خوض هذه المعركة لإنقاذ البلد، وكنا نعلم أيضاً أن التضحيات ستكون كبيرة، وأننا سنخسر الكثير، ومع ذلك، لم نتردد، وكنا مقتنعين بأننا نقوم بمهمة إنقاذية وطنية للبلد والناس ومستقبل أولادنا». وقال: «اليوم، نحن في لحظة الاصطدام، ولكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدوياً، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة». وأشار إلى أن هناك جهات في الداخل لا تهتم بمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية، موضحاً أن «هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية». وأضاف: «اخترنا مواجهة التحديات، وسنكمل بمواجهتها، نعلم جيداً أن هناك قراراً كبيراً بحصار البلد، هم يمنعون أي مساعدة عن لبنان، حصار سياسي، مالي لتجويع اللبنانيين، وفي الوقت نفسه، يدّعون أنهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني». ولفت إلى أنهم «يطالبون بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال المنهوبة». ولفت إلى أنهم يلعبون لعبة رفع سعر الدولار، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار، مشيراً إلى أن «لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة، يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعوهم ويتركوهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني»! وقال: «سكتنا كثيراً عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية، والدبلوماسية، حرصاً على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، ولكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الدبلوماسية».

مشاركة :