الأحبابي: «مسبار الأمل» مرحلة تاريخية ليس فقط للإمارات وإنما للمنطقة العربية

  • 7/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق «مسبار الأمل» في رحلته التاريخية إلى المريخ وذلك تجسيداً لفكرة طموحة بدأت قبل نحو 6 سنوات حين أعلنت قيادة الدولة الرشيدة عن مشروع إرسال أول مسبار عربي إسلامي للكوكب الأحمر من أجل دراسة غلافه الجوي. يؤسس المشروع لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة، ويعزز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف وعلوم الفضاء، ويرسخ مساهمتها في مجال الاكتشافات العلمية لخدمة الإنسانية والمجتمع العلمي. وأكد المسؤولون المشاركون، في الإحاطة الإعلامية المرئية، التي عقدت اليوم حول مستجدات مشروع «مسبار الأمل»، أن المشروع يجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، موضحين أن المشروع يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الدولة في مجالات الهندسة والبحث العلمي والابتكار، ويعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية. وقال سعادة الدكتور محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء «نعيش مرحلة تاريخية ليس فقط في دولة الإمارات، وإنما للمنطقة العربية بإرسال أول مسبار عربي إسلامي إلى كوكب المريخ». وأوضح أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يلعب دوراً مهماً في بث الأمل في الشباب العربي، ويهدف إلى إلهام الأجيال القادمة، وحثهم على الاهتمام بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وأشار إلى أنه رغم التحديات الحالية التي تؤثر في العالم أجمع، فإن تنفيذ مشروع مسبار الأمل استمر وفق الجدول الزمني المخطط له، وهو ما يعد إنجازاً آخر في حد ذاته، مؤكداً أن المشروع سيكون نقطة فارقة في رحلة الإمارات للتميز والريادة في القطاع الفضائي. وأضاف أن دولة الإمارات أضحت تمتلك أكبر قطاع فضائي على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن مشروع مسبار الأمل والبرامج الفضائية التي تنفذها الدولة عززت من إقبال الأجيال الناشئة على دراسة العلوم والتوجه لدراسة البرامج الفضائية في المرحلة الجامعية. وقال سعادته إن قطاع الفضاء الوطني يضم حاليا 10 أقمار اصطناعية مدارية و8 أقمار اصطناعية جديدة قيد التطوير. فيما يبلغ إجمالي الاستثمارات في القطاع نحو 6 مليارات دولار (22 مليار درهم). وأكد أن خطط تطوير القطاع الفضائي للدولة تنطلق استنادا على عدة محاور هي الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء والسياسة الوطنية لقطاع الفضاء والخطة الوطنية للاستثمار الفضائي وقانون تنظيم قطاع الفضاء كخارطة طريق لتطوير قطاع الفضاء في الدولة. من جانبه، قال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» إنه منذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة «تانيغاشيما» في اليابان، يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق. واستعرض مراحل التجهيز وصولا إلى الإطلاق. وقال إنها تتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بحوالي 700 كيلوغرام من الوقود وفحصه، والتأكد من عدم وجود أي تسريبات إضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة. وأضاف «إننا حاليا في المرحلة الأخيرة للتجهيزات الخاصة بالمشروع وتم الانتهاء من ملء الوقود وتتواصل الاختبارات حتى يوم الإطلاق. كما يتم حاليا تجهيز المسبار ووضعه داخل كسبولة الإطلاق، ثم يعقب ذلك مرحلة أخذ الكبسولة، ووضعها على الصاروخ، ومن ثم شحن البطارية تمهيداً للإطلاق. وأكد أن فريق عمل المسبار نجح، بفضل دعم قيادة الدولة الرشيدة، في تجاوز التحديات كافة التي واجهت المشروع وحتى نقل المسبار إلى اليابان واستعرض التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها في المشروع بسبب الأزمة الصحية الحالية التي تؤثر في العالم أجمع، مشيرا إلى أنه تم تقسيم فريق عمل نقل مسبار الأمل إلى 3 فرق للتغلب على التحديات المرتبطة بعمليات النقل وللالتزام بالخطة الزمنية المحددة سلفا. وذكر أن الفريق الأول وصل إلى اليابان في 6 أبريل 2020 وخضع أعضاؤه بعدها للحجر الصحي، ثم خرجوا منه ليكونوا في استقبال المسبار، بينما وصل الفريق الثاني مع المسبار يوم 21 أبريل الماضي وأعضاء هذا الفريق حاليا موجودون ضمن الكوادر الوطنية في القاعدة الفضائية بعد انقضاء فترة خضوعهم للحجر الصحي لمدة أسبوعين. أما الفريق الثالث الاحتياطي، فموجود حاليا في دولة الإمارات وهو على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والمساندة العاجلة حال اقتضت الضرورة. من جهته، قال سهيل الظفري نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ«مسبار الأمل» مسؤول تطوير المركبة الفضائية إن فريق تأسيس المركبة ضم أكثر من 50 مهندساً إماراتياً، لافتا إلى أن المشاركة في هذا المشروع مصدر فخر لكل شاب إماراتي. وأشار إلى أن«مسبار الأمل» مصدر إلهام للمجتمع العلمي العالمي، وهذا الإنجاز الإماراتي الذي اضطلعت فيه الكوادر الشابة بدور مهم مصدر إعجاب وتقدير من العالم. بدورها، قالت مريم الشامسي قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ«مسبار الأمل» إنها بدأت العمل في المشروع منذ العام 2015 وتفتخر بمشاركتها في هذا المشروع الوطني الرائد الذي يعزز من ريادة الدولة في قطاع الفضاء. وأشارت إلى أن الفريق العلمي سيتولى استقبال البيانات العلمية في المحطة الأرضية وتحليلها والتأكد من صحتها وتوفيرها للمجتمع العلمي عبر منصة إماراتية سيتم الإعلان عنها لاحقاً. وأكدت أن المجتمع العلمي العالمي لديه اهتمام كبير بهذا المشروع الرائد وما سيقدمه من بيانات مهمة، موضحة أن الكوادر النسائية المشاركة فخورة بدورها في هذا المشروع الوطني الرائد. وتحدد يوم 15 يوليو الجاري عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات موعداً مستهدفاً لإطلاق المسبار وهو اليوم الأول ضمن«نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية. وتمتد هذه النافذة من 15 يوليو إلى 13 أغسطس 2020 علماً أن تحديد موعد«نافذة الإطلاق» يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة وتمتد فترة«نافذة الإطلاق» لعدة أيام تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها. ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل للفضاء. فيما تقوم وكالة الإمارات للفضاء، بصفتها الهيئة الاتحادية المختصة بالقطاع الفضائي في دولة الإمارات، بالتمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة للمشروع.

مشاركة :