اقتحم اكثر من 200 متظاهر تركي قنصلية تايلاند في حي زنغرلي كويو بإسطنبول ليل الأربعاء، وحطموا نوافذ وخربوا أجزاء في المبنى، احتجاجاً على إعادة بانكوك حوالى مئة من الأويغور الصينيين المسلمين الناطقين بالتركية المحتجزين لديها منذ العام الماضي الى بلدهم. وخرب المتظاهرون الغاضبون باستخدام عصي وحجارة تجهيزات البعثة الديبلوماسية، ورموها من النوافذ، فتدخلت الشرطة وأوقفت تسعة منهم. ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، شهدت مدن تركية تظاهرات انتقدت سياسة الصين حيال الأويغور والتي تشمل حملة قمع ضدهم منذ سنوات في إقليم شينغيانغ (غرب) الذي يشهد تصاعداً في العنف تلقي السلطات مسؤوليته على منشقين اسلاميين. واستدعت الحكومة التركية الإسلامية المحافظة الأسبوع الماضي السفير الصيني للتنديد بـ «القيود التي تفرضها بكين على الأويغور خلال شهر رمضان»، وهو ما نفته الصين. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، اعتقل في تايلاند اكثر من 300 من الأويغور الصينيين الذين حملوا جوازات سفر مزيفة لدى هربهم من إقليم شينغيانغ، ثم ظهر الخلاف القانوني بين تركيا والصين حول هذه المجموعة في آذار (مارس) الماضي، حين سعت الدولتان الى ترحيل عائلة من 17 فرداً قالت انهم اتراك. وقال وراسيت بيرياويبون محامي حقوق الإنسان الذي مثل سابقاً عائلة تيكليماكان انه تم ترحيل 15 منهم ضمن مجموعة ضمت 173 شخصاً الى تركيا في حزيران (يونيو). ولم يكشف عن الفردين الآخرين في العائلة. وأبدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة صدمتها من ترحيل تايلاند المجموعة الباقية للأويغور الى الصين، في وقت «استفاد» آخرون عبر ترحيلهم الى تركيا. وقال احد مسؤوليها فولكار تورك انه «انتهاك صارخ للقانون الدولي، خصوصاً انهم رفضوا ترحيلهم الى الصين». الى ذلك، صرح سوناي فاسوك، الباحث في شؤون تايلاند بمنظمة «هيومن رايتس ووتش»: «انه امر صادم ومزعج جداً ان تذعن تايلاند لضغوط الصين» التي مارست سابقاً ضغوطاً مماثلة على دول بينها كمبوديا وماليزيا وباكستان لإعادة اويغور فارين الى اراضيها. لكن بانكوك قالت ان «بكين وافقت على الاهتمام بسلامة المرحلين، وتوفير ضمانات لهم في شأن مبادئ حقوق الإنسان». على صعيد آخر، بدأت اوساط سياسية تركية تعبر علناً عن انــــزعاجها الشديد من تأخـــــير الرئيس رجب طيب أردوغان تشكــــيل حكومة جديدة، وعن قناعتها بأن أردوغان و«حــزب العدالة والتنمية» الحاكم غير جـــادين في مشاركة المعارضة الحكم وأنهما يضيعان الوقت عمداً للجوء الى انتخابات مبكرة. ودفع ذلك رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الى الإعلان أنه سيبدأ الأسبوع المقبل لقاءاته التشاورية مع زعماء احزاب المعارضة البرلمانية الثلاثة من أجل بحث تشكيل الحكومة، ليرد عليه صلاح الدين دميرطاش زعيم «حزب الشعوب الديموقراطية» باستهزاء في تغريدة على «تويتر»، خصوصاً أن تصريح داود أوغلو اتى بعد الكشف عن تقرير أعده حزبه، خلص إلى أن لا جدوى من الائتلاف مع أي حزب معارض لأن العمر الافتراضي لأي حكومة لن يزيد عن سنة وأنه من الأفضل الذهاب الى انتخابات مبكرة.
مشاركة :